الكلمات المتقاطعة الوهابية .. والكلمة الضائعة منذ مئة سنة=
الحقيقة / نارام سرجون
من ينظر الى تصريحات مسؤولي المملكة الوهابية السعودية عن الخوف على الشعب العربي من التوغل المجوسي الصفوي والموجة الفارسية والخشية على أهل السنة في سورية والعراق ولبنان واليمن من تسونامي التشيع لايقدر على تميييز الحقيقة التي تبدو مثل لعبة الكلمة الضائعة .. فعليك أن تنقب بين مئات كلمات متداهلة بلا حدود لتعزل كلمة السر الضائعة .. وينهمك الاعلام الخليجي والسعودي والغربي في تقديم الشروح للمواطن العربي ويبذل جهدا خرافيا في محاولة ازالة الغبار والضباب عن عيون هذا المسكين الذي يشاهد العربية والجزيرة اللتين تنظفان له عقله من دخان المعارك التي شوشت عليه رادارات فطرته وتكفلت العربية والجزيرة وفضائيات الايمان والاسلام بمساعدته لوجه الله ..
لكن سنقدم اليوم للمواطن العربي البسيط الكلمة الضائعة السعودية في لعبة الكلمات المتقاطعة التي تفسر حركة المملكة السياسية وكلمة السر خلف حماية أهل السنة والغيرة عليهم .. ونقوم بالنظر الى الأجوبة أفقيا وعموديا .. هذه المساحة من الكلمات المتقاطعة يجب أن تمتد على مدى عقود .. وبتقاطع الكلمات في الأجوبة التي نجدها من وثائق التاريخ القريب والبعيد نعرف ان كانت السعودية قلقة على العروبة وعلى أهل السنة في كل هذه الدول وان كانت وضعت عباءتها السوداء النفطية من اجل أن تصنع منها مظلة كبيرة يتظلل بها أهل السنة ضحايا المؤامرة الصفوية والهلال الشيعي .. حيث لاظل الا ظل السعودية لحماية أهل السنة ..
هذه عينة من صور وعناوين لصحف المملكة في فترات الصراعات الكبرى والتفجرات التي هزت المنطقة وشكلت وعيها وروحها .. وعناوين الصحف الرسمية تعكس سياسة الدول وقناعاتها وسياساتها وهي تأريخ لمرحلة وتحدثنا كما كتب التاريخ عن أحوال منطقة وأهلها ورجالها وملوكها ..
في هذه الصور المتفرقة لصحف سعودية لايمكن الا أن نلعب لعبة الكلمات التاريخية المتقاطعة التي تتقاطع فيها الأجوبة بالدليل القاطع والبرهان الذي لايردّ ..
أحد العناوين يقوم بتكفير الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر .. ويومها لم يكن جمال عبد الناصر يهدد أهل السنة ولم يكن يتهم بالسماح للمشروع الشيعي بالتغلغل في مصر .. لكنه كان كافرا كما يظهر في توجيه الصحيفة السعودية ..
ثم بعد نهاية مرحلة الزعيم عبد الناصر .. يظهر عنوان في صحيفة سعودية يعلن وقوفه الى جانب شاه ايران العدو التاريخي للعرب والرجل الذي كان يحتقر العرب .. ويحتقر العروبة .. بشقيها السني والشيعي .. بنفس الدرجة والسوية ..
وفي مرحلة لاحقة كان عنوان الصحف السعودية عن صدام حسين الكافر .. وصدام حسين لم يكن بالطبع يدفع بالمشروع الشيعي بل كان يقدم دوما على أنه بطل القادسية ومن يحرس البوابة الشرقية للعرب من الطوفان الفارسي الشيعي .. ولكنه أيضا انتهى كافرا بنظر السعودية التي تدافع عن المؤمنين وأهل السنة وشنت أربعة حروب .. دفعة واحدة من أجلهم في سورية والعراق واليمن وسابقا وحاليا مقاومة لبنان ..
أين يتقاطع هؤلاء جميعا في لعبة الكلمات المتقاطعة في السياسة السعودية .. العداء لعبد الناصر .. والعداء لصدام حسين .. والتأييد لشاه ايران .. ؟؟ وكيف صار همّ المملكة اليوم هو انقاذ أهل السنة في أربع دول .. ثم كيف يتقاطع كل هذا مع العداء للرئيس بشار الأسد والتهديد باسقاطه سياسيا او عسكريا .. والتحريض على السيد حسن نصر الله بحجة أنه رأس الحرب الشيعية ؟؟..
في لعبة الكلمات المتقاطعة .. كل الكلمات السعودية تتقاطع حول كلمة واحدة هي: اسرائيل .. الشاه صديق اسرائيل ولذا هو حاكم شرعي وصديق .. وجمال عبد الناصر عدو اسرائيل ولذلك هو كافر وعدو .. وكذلك صدام حسين الذي كان صديق صديق اسرائيل (أي الشاه) ووقع معه اتفاقية شط العرب وكان رئيسا مؤمنا .. تحول الى رئيس كافر عندما التفت الى اسرائيل وضربها بالصواريخ وحضّر لها المدفع العملاق والمشروع الذري العراقي .. ثم صار الرئيس بشار الأسد والسيد حسن نصرالله كافرين ويجب اسقاطهما من أجل حماية أهل السنة .. ولكن الكلمات المتقاطعة تتقاطع عند اسرائيل أيضا لأنهما عدوان لدودان لاسرائيل ..
عند تحليل التاريخ السياسي لدولة لايجب اقتطاع سنة أو سنتين من عمر أي عهد أو زمن لتلك الدولة ولا تصريحات وزير خارجية ضئيل كالقط الصغير المتشرد الذي يستأسد ويستنمر ويستذئب ويستذئب ويستدبب ويستنسر .. من أجل أهل السنة .. بل يحب اجراء مقطع عمودي وأفقي لتاريخها الطويل لمعرفة جوهرها السياسي .. والا لصدقنا أن السعودية تحارب اليوم فقط من اجل أهل السنة .. الذين من أجلهم كما تدعي فانها دمرت المجتمعات السنية في أربع دول عربية وجرتها الى الحروب الطاحنة .. ولو أنها كانت تريد محاربة ايران للدفاع عن أهل السنة لكان الأولى بالشقيقة الكبرى أن توفر على أشقائها من أهل السنة في هذه الدول هذا الخراب بحجة قطع اذرع ايران .. وكان عليها أن تتبرع باعلان الحرب مباشرة على ايران رأس الشر كما تقول لتوفر على أهل السنة في الأطراف كل هذه الحروب بدل ان تطلب منهم أن يحاربوا ايران نيابة عنها ..
ولكن كل هذه الحروب ليست من أجل سني واحد بل من أجل الكلمة الضائعة في السياسة السعودية التي وجدناها أخيرا في غبار الربيع العربي .. هل عرفتم الكلمة الضائعة في لعبة الكلمات المتقاطعة للسياسة السعودية منذ عقود؟؟ انها =
ا .. س .. ر .. ا .. ئ ..ي .. ل .
منقول من صفحة الكاتب السوري على الفيسبوك