القوى السياسية اليمنية ترفض التصنيف الأمريكي.. نحن وأنصار الله يدٌ واحدة..
إبراهيم الوادعي :
استهجنت القوى السياسية القرار الأمريكي بتصنيف أنصار الله منظمة إرهابية، وقال أبرز قادة القوى السياسية على الساحة اليمنية إن أنصار الله حركة يمنية مجاهدة تتصدر سرايا الدفاع عن حمى اليمن وسيادته في وجه عدوان وحصار ظالمين.
قادة القوى السياسية وضعوا القرار الأمريكي في خانة التخبط الذي تشهده أمريكا على الصعيد الداخلي، وهو يكشف رعاية أمريكا الواضحة للعدوان والحصار على اليمن.
وأشار هؤلاء إلى أن القرار الذي لا يعني اليمنيين من قريب أو من بعيد، لن يوفر الأمن لأمريكا أو للسعودية والإمارات والكيان الصهيوني، وهو يطال بتبعاته كل اليمنيين بما في ذلك المناطق المحتلة الذين يرفضون أيضا هذا القرار المتخبط والبعيد عن الواقع.
النطق الرسمي لحزب المؤتمر الشعبي العام وحلفائه أكد أن المؤتمر الشعبي وحلفائه يرفضون مثل القرار الأمريكي وقال: نحن في المؤتمر الشعبي العالم نرفض إصدار مثل هذه القرارات من قبل الإدارة الأمريكية، ونعتبر أن مثل هذه القرارات تشجع على مزيد من العدوان، وتؤكد بأن العدوان على اليمن هو عدوان أمريكي إسرائيلي يستخدم السعودية والإمارات كأدوات، وسيقابل بمزيد من الثبات والصمود لأبناء الشعب اليمني بمختلف فئاته.
وأضاف بأن المسعى الأمريكي هو محاولة لمزيد من الضغط الاقتصادي وتشديد الحصار على الشعب اليمني وهذا يفضح حقيقة الأمريكيين والإدارة الأمريكية بادعاء الحرص على حقوق الإنسان والجوانب الإنسانية، لكن نقول لهم الشعب اليمني هو شعب كريم وشعب عزيز لن يقبل بأن تستخدم الورقة الاقتصادية لإذلاله وتركيعه والضغط عليه ليستسلم، بالعكس سيصمد شعبنا اليمني وسيقف خلف الجبهات وسيعمل باتجاه رفد الجبهات بالرجال والمال، بل سيكون أكثر حماسا وتحفيزا للمواجهة أكثر من ذي قبل.
واستطرد بالقول: المجتمع الدولي وشعوب العالم ونحن كشعب يمني نعلم منهم الإرهابيين وماهي أدواتهم، ونعلم بأن أمريكا هي من تدير الإرهاب في العالم، وخلال السنوات الماضية وبرغم العدوان والحصار تم دحر الإرهاب ومحاصرته وتضييق الخناق عليه، وهذا يبدوا ما أزعج الادارة الأمريكية وجعلها تتخذ مثل هذا القرار.
واعتبر ناطق المؤتمر الشعبي العام أن القرار الأمريكي يشجع النظامين السعودي والإماراتي على ارتكاب مزيد من الجرائم في اليمن.
ولفت إلى أن هناك تناقض في حيثيات القرار وما يعلنون عنه في استخدامه وإطلاق التصنيفات من أجل إقامة طاولة حوار تريده الإدارة الأمريكية وفق شروطها وإملاءاتها هي لخدمة النظام السعودي.
ونوه الشامي إلى أن المجلس السياسي الأعلى تقدم برؤية ودعا إلى الجلوس على طاولة الحوار وأن تكون الحلول عبر طاولة الحوار وليس عبر الآلة العسكرية، مؤكدا أن القرار هو أداة من أدوات العدوان على بلادنا، ومؤشر إلى أن إجراءات الحصار والقصف بالنار لم تحقق الأهداف التي تمنوها، وبالتالي يطرح هذا القرار لمزيد من التضييق وحصار الشعب اليمني، ولكن نحن في إطار حصار اقتصادي منذ 6 سنوات، ولا أعتقد أن القرار سيضيف شيء ذو قيمة إلى الحصار القائم أو على مستوى الجبهات.
بيع الوهم للحلفاء
د. ياسر الحوري عضو المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك أكد أن قرار أمريكا بتصنيف أنصار الله منظمة إرهابية هو في حكم العدم، وهو بهدف بيع الوهم لحلفاء واشنطن في المنطقة وحلب أموالهم.
وقال: نعتبر القرار في حكم العدم هو صدر من أمريكا التي تمارس العدوان على اليمن، وبالتالي هي دولة عدو لأفرق لدينا في عهد الجمهوريين أو في عهد الديمقراطيين.
ونرى القرار في سياق مزيد من استدرار الأموال السعودية ومزيد من الحلب لخزائن دول الخليج وفي مقدمتها السعودية والإمارات.
ونحن نؤكد أن مثل هذه الخطوات هي تعرقل عملية السلام وتعرقل العملية السياسية.
وأضاف: العدوان على اليمن هو ممارسة للإرهاب وتلك حقيقة، ومثل هذا القرار لا يمكن أن يسهم في تقريب وجهات النظر وتقريب العملية السياسية والدفع بالأطراف نحو طاولة التفاوض.
الولايات المتحدة تواصل بيع الوهم لحلفائها في المنطقة، وهي لا تقيم لهم بالمناسبة وزنا، فهم مجرد دويلات وظيفية وتلعب الدور الذي يطب منها، ونراها اليوم تنفذ التوجيهات الأمريكية والصهيونية بأكثر مما هو مطلوب.
ولفت الدكتور الحوري إلى أن الهدف من هذه القرارات هو توقيف العملية السياسية والترتيب لشن عملية عسكرية على اليمن نرى مؤشراتها – وفق قوله -، والجيش واللجان الشعبية على استعداد للمواجهة وسيلقنون المعتدين درسا لن ينسوه، وضرباتهم المسددة كفيلة بتحقيق السلام المنشود للشعب اليمني.
الهروب من مسئولية جرائم الحرب
اللواء مجاهد القهالي – رئيس حزب التصحيح أوضح بأن هدف واشنطن هو فصل أنصار الله عن الشعب اليمني والقوى السياسية المختلفة وذلك لن يتحقق.
وقال: الهدف من القرار هو فصل الشعب اليمني عن أنصار الله، الشعب اليمني شعب تماسك بكل مكوناته السياسية، ومنظماته المدنية وقبائله، موقفهم موحد ولا تستطيع أي قوة في الأرض أن تزرع الانقسام مهما بلغت من القوة والعتو.
وأضاف: هذا القرار هو فرض مزيد من الحصار الاقتصادي وخلق مجاعة وتقليص وصول المساعدات والواردات الأساسية.
وقرار كهذا يهدف لتقييد عملية السلام ويطيح بكل أشكال التقارب، ويضر بالمصالح العليا لكل شعوب المنطقة.
وأكد اللواء القهالي أن فرص مرور القرار الأمريكي تنعدم في العالم، وأضاف: في تقديري أن قادة السعودية والإمارات قد وضعوا من البداية في تصورات خاطئة، وكنت التقيت بهم عند بداية العدوان على اليمن، وقلت لهم لابد من وقف الحرب ومد يد السلام، هذه الحرب لن تحقق لكم أي هدف بقدر ما ستجلب لكم المعاناة والخراب والأعباء، وكذلك للشعب اليمني، الآن مضت 6 سنوات، في هذه المرحلة إذا أرادوا أن يجددوا الحرب بعد هذا القرار فهذا هو الحمق والتهور بعينه.
ونصيحتي مجددا لهم أن يمدوا يدهم للسلام وللقيادة في صنعاء من أجل حوار متكافئ الفرص يحقق السلام العادل للشعب اليمني ولكل شعوب المنطقة، وأي أمر سوى هذا فلن يكتب له النجاح.
ولفت إلى أن القرار بتصنيف أنصار الله منظمة إرهابية للهروب من جرائم الحرب هو اعتقاد خاطئ، وقال: المخرج لهذا القرار يعتقد خاطئا بأنه يمكن له أن يوجد مظلة قانونية للتنصل عن المسئولية تجاه جرائم الحرب، جرائم الحرب لا يمكن تغطيتها بقرار كهذا، هو يضاعف المشكلة والمعاناة والكراهية ويعقد طريق السلام ويضع حجر عثرة أمام المستقبل للمنطقة برمتها.
لوكان قرار كهذا سيفيدهم لأفادهم في بداية الحرب أما اليوم فالأمور قد تغيرت وصار لليمن قوة عسكرية ضاربه والشعب اليمني ينشد الحرية.
وأضاف: نحن في التصحيح ندين هذا القرار ونبهنا إلى خطورته على المصالح العليا للمنطقة، وهدف الأمريكي منه ليس مصالح دول الخليج وإنما الهيمنة وفرض السيطرة على باب المندب وطريق الحرير والمضي في مؤامرة تقسيم اليمن والسيطرة على منابع النفط، واعتقد أنه من الصعوبة بمكان أن يحقق الأمريكيون حتى ذلك فالشعب اليمني شب عن الطوق، وهو يسعى لبناء علاقات تعاون مع دول الجوار ويرفض قطعا أي فرض أو إملاء أو اقتطاع لسيادته وثرواته، لن يمكن للشعب اليمني أن يطوع بالقوة أو يستكين بالحرب.
من صاغ القرار الأمريكي اعتمد كما قلت على تقديرات حمقاء لن يحقق أي مصلحه حتى للطرف الأمريكي عوضا عن أنه يزيد من المخاطر المحدقة بأمريكا حول العالم.
الشعب اليمني بأكمله متضرر
اللواء خالد باراس – رئيس مكون الحراك الجنوبي المشارك في الحوار الوطني
أكد بأن القرار ناجم عن تأزم العقلية الأمريكية، ويفتقد للمنطق عندما يتهم عشرات الملايين من المدافعين عن وطنهم بالإرهاب:
وقال: لا مكان للقرار الأمريكي بتصنيف أنصار الله منظمة إرهابية في الواقع، هو نتيجة فقط تأزم عقلية الرئيس المهزوم ترامب، وأيضا تنفيذ وعد لجهات لها مصلحة في استمرار الحرب.
قرار ليس له أساس من المنطق أو مبررات، ربما يريد فقط تبرير دعم الحرب بكل قدرات الولايات المتحدة على اعتبار أن هذه المجموعة إرهابية ويهرب من المسئولية عن جرائم الحرب، وهكذا فكروا.
وأضاف: مكون الحراك الجنوب المشارك في الحوار الوطني والموقع على اتفاق السلم والشراكة أدان هذا القرار الأحمق، ويناقض كل دعوات السلام والحل السياسي في اليمن، كيف تتهم الطرف الأساسي في اليمن بأنهم إرهابيون وفي نفس الوقت يريدون التفاوض معهم وبناء السلام.
وباعتقادي الأمريكان والسعوديين والإماراتيين يريدون تغطية جرائم الحرب التي تورطوا بها في اليمن.
وأضاف: أنصار الله أبعد ما يكونون عن الإرهاب نحن هنا في صنعاء ونعرف تماما هذا الأمر.. هم الآن يرمون ملايين اليمنيين بتهمة الإرهاب ومعهم عشرات الملايين المؤيدين لهم والدافعين عن وطنهم مع أنصار الله يتهمونهم بالإرهاب، هذا سخف.. هذا قرار لن يستمر ولن يقبله العالم لا أمم متحدة ولا مجلس أمن ولا منظمات مجتمع دولي سيقبلون بالسخافة هذه.
إلا أنصار الله لا يمكن أن تتهمهم بالإرهاب، لايزال قتالهم لداعش ومنظمات القاعدة في البيضاء قريب وحاضر في الأذهان، هل يتناقضون مع أنفسهم ويقاتلون أنفسهم.
وأكد اللواء باراس أن اليمنيين في جنوب الوطن المحتل يرفضون هذا القرار جملة وتفصيلا وليس لهم مصلحة فيه لأنهم جزء من هذا الشعب والتهمة تعم الجميع، ومن يؤيده فقط هم من ارتبطت مصالحه ببقاء الاحتلال الإماراتي والسعودي في جنوب اليمن. ليس لهم أي مصلحه كما قلت، وهم يعلمون أن أنصار الله بعيدون تماما عن الإرهاب.