القول السديد :صحيفة الحقيقة العدد”351″:دروس من خطابات ومحاضرات السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله
القول السديد:
نتمنى أن يستوعب كل من النظام السعودي والإماراتي الدرس، فالتطورات القادمة كبيرة وتأثيراتها على النظامين سلبية جدا، وادعو إلى التفاعل من الجانب الرسمي والشعبي في الملف الاقتصادي والرؤية الوطنية، كما أوصي بالاهتمام الكبير بأسر الشهداء على الصعيد الرسمي والشعبي.
الشعوب هي المنتصرة في نهاية المطاف وهي التي ستحقق لنفسها الاستقلال.
الشعوب هي المنتصرة في نهاية المطاف، وهي التي تحقق لنفسها الاستقلال، وتبني واقعها لتكون هي من يُقرر في مستقبلها، ويبني واقعها، ويتحكم في مصيرها، بدلاً من أن يكون مصيرها مرهوناً بيد الآخرين من أعدائها.
ونحن نرى أنه لا مبرر أبداً لكل الذين يتجاهلون هذه الأخطار، وهذا الواقع ليس لهم أي مبرر، من يخرج هذه المسألة من دائرة الاهتمام تماماً ثم يأتي لينتقدك وليسخر منك، وليهزأ بك أو ليعاديك عندما يرى لك موقفاً، أو يسمع لك صوتاً، أو يرى لك مشروعاً، ينشغل دائماً بالنقد لك، بالسخرية منك، بالاستهزاء بك، بالعداء لك، ليس لهم أي مبرر أبداً، هم في الموقف الخطأ والذي له نتائجه السلبية عليهم هم أولاً، وما أعظم خسارتهم؛ لأنهم يخسرون، يتعبون، يبذلون الأموال، يقدمون الكثير، قرابين قتلى وهم يعتدون في سبيل تركيع الأمة، وفرض حالة الاستسلام والصمت، هم يتكبدون خسائر كبيرة، وللأسف ضياع، ضياع، ضياع وخسرانٌ مبين.
كان من المفترض بدلاً من أن يوجهوا طاقاتهم كلها على المستوى الإعلامي، على المستوى الأمني، على المستوى العسكري لفرض حالة الاستسلام لخدمة العدو الخارجي والأجنبي، كان الذي يُشرِّفهم وينسجم مع انتمائهم للإسلام ومع الوطنية التي يتشدقون بها، ويتغنون بها أن يوجِّهوا تلك الطاقات والقدرات والإمكانات في سبيل الحفاظ على حريتهم وحرية أمتهم، وكرامتهم وكرامة أمتهم، فأمتهم إذا فقدت الكرامة لن يكون لهم كرامه، أمتهم إذا فقدت العزة لن يكون لهم عزة، وأمتهم إذا فقدت استقلالها سيكونون هم مجرد عبيد صاغرين أذلاّء، لا احترام لهم، ولا وزن لهم حتى عند من قدَّموا له كل الخدمات، هذه هي الحقيقة.
من كلمة السيد عبدالملك بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة 1434 هجريه.
الشدة في مواجهة الطواغيت هي الحكمة التي أرشد الله اليها.
{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً}(الفتح:من الآية29) رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن معه يقتدون به, يتبعونه, لديهم الشدة, هم أشداء, لكن على من؟ تلك الشدة, تلك القسوة على من؟ على الكفار, على الكفار, على الشر, على الباطل, على الظلم, على الطغيان, أشداء على الكفار؛ لأنه لا يجدي أمام الكفار إلا الشدة, الشدة في مواجهة الكفار هي الحكمة, هي الحكمة التي أرشد إليها الله, وأمر بها الله؛ لأن الكفار لا يمتلكون قيم, وليس فيهم إنسانية, ليس لديهم رحمة, ولا لديهم ضمير, فهم حينما لا يكون هناك شدة في مواجهتهم وعليهم, حينما يُعاملون بالرحمة, ويُعاملون بالدبلوماسية والعلاقات وما شابه ذلك يكونون هم من يسطون على الأمة, من يفتكون بالأمة, من يضربون الأمة, من يذلون الأمة, وهذا واقع, هذا واقع – أيها الإخوة – أمام الكفار من اليهود والنصارى, الأمريكيين والإسرائيليين, هؤلاء هل أجدى تلك السياسة التي يعتمد عليها الحكام العرب؟ الليونة, اللطف, الدبلوماسية, العلاقات, مد اليد للسلام, وما أشبه ذلك هل أجدت؟ لم تجدِ شيئاً, لم تدفع ضراً ولم تكشف شراً, ولا دفعت عن الأمة أي خطر أبداً.
الله جل شأنه أرشدنا إلى سلوك يتصف به محمد, ومنهج اعتمده محمد ومن معه, منهج من الله قُدِم في كتب الله السابقة كما قُدِم في القرآن الكريم {أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ} ليس لديهم الضعف, ولا الوهن ولا الذلة ولا العجز أبداً.
من خطاب السيد عبد الملك في المولد النبوي للعام الهجري 1429هـ.
هدى الله وتعليماته تسموا بالإنسان وتمنحه العزة والكرامة اذا عمل بها.
الدين والمنهج الإلهي ليس فقط تكليفات نعملها من أجل أن نثاب عليها في الآخرة حينما نلتزم بها، ليست فقط تكليفات يترتب على القيام بها أجر في الآخرة وحسب.. لا. بل هناك وقبل الآخرة في الدنيا نتائج لصالح هذا الإنسان، لاستقامة حياته، ولتكريم هذا الإنسان، لأنه جانب من تكريم الله لهذا الإنسان، هدى الله ومنهجه وتعليماته التي أنعم بها على هذا الإنسان، ليس فقط ما يمكن أن نعتبره نعماً من الله، النعم المادية، هي جانبٌ واحد من نعم الله سبحانه وتعالى، هناك جانب أكبر وأعظم، وهو الذي يجعل حتى لتلك النعم المادية قيمتها وأثرها، هو الهداية الإلهية، هدى الله لهذا الإنسان، نوره وتعليماته التي تسموا بهذا الإنسان، وتُعز هذا الإنسان، وتبني هذا الإنسان، وتبني حياته على أساسٍ من القيم والمبادئ العظيمة، تحقق له الكرامة، وتحقق له العزة، وتحقق له السمو والرفعة، وتستنقذه من ما يحط من إنسانيته ومقامه، الله سبحانه وتعالى كرَّم الإنسان، كرَّمه في خلقه، وكرَّمه في منهجه، وكرَّمه في تدبيره، تكريم واسع يتناول كل جانب، وكل شأن من شؤون هذا الإنسان، ولذلك عندما نتأمل في دين الله ومنهجه العظيم ندرك أنه ليحقق للإنسان السعادة، يُنظم حياته.
من محاضره السيد عبد الملك (الفوز العظيم) 9 رمضان 1434هـ
الفئة المؤمنة التي تتحرك على أساس ايمانها مهما كانت المعاناة في الأخير هي المنتصر.
عندما يقول الله سبحانه وتعالى: {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ} إذاً هذه الفئة المؤمنة التي تتحرك على أساس إيمانها، على أساس خضوعها لربوبية الله، ورفضها لعبودية الطاغوت وهيمنة الطاغوت، واستعدادها للبذل والتضحية والعطاء مهما كانت المعاناة، حتى لو كان الثمن أن يخسر الناس من ديارهم، هم حاضرون في الأساس لأن يبذلوا أنفسهم مع الله فما بالك بالديار.
الله سبحانه وتعالى حينما يكون هكذا توجه، وهكذا صدق مع الله، وهكذا تصميم وعزيمة وإرادة مع الله سبحانه وتعالى جل شأنه هو الذي وعد ولا يخلف وعده بأن ينصر هذه الفئة المؤمنة، أن يمدها بالنصر وهو مقتدر على ذلك، مقتدر على ذلك، لا أحد يستطيع أن يحول بينه وبين ذلك أبداً، أو يستطيع أن يغالبه أبداً، هو القاهر المهيمن.
{وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا} سنة الله سبحانه وتعالى في واقع حياة الناس هي هكذا دفع الله الناس بعضهم ببعض؛ ولهذا يتحمل الناس المؤمنون بحكم انتمائهم للإيمان مسؤولية فرضها الله عليهم وأمرهم بها في دفع الباطل، في دفع الفساد، في دفع الظلم، ولكن على أساس أن يكون سبحانه وتعالى ناصراً ومؤيداً، ليس على أساس أنه يدفع بهم ثم يتركهم أو يتخلى عنهم أبداً، أبداً..، بل هم جنوده، هم أنصاره، وهو لهم ناصر، وهو لهم معين، وهو يؤيدهم، وهو يهيئ الظروف اللازمة لتحقيق النصر وما إلى ذلك.
من محاضرة السيد عبد الملك (الذين ان مكناهم في الأرض) 1432هـ