القوة الصاروخية اليمنية تتجاوز دفاعات العدو ..تطورات متسارعة في الإنتاج
حققت القوات المسلحة اليمنية قفزات نوعية في مسار التصنيع للصواريخ المتنوعة منذ بدء العدوان الأمريكي السعودي على بلادنا في 26 مارس 2015م.
لكن وعلى الرغم من همجية العدوان ووحشيته فقد اتجهت القوات المسلحة نحو التطوير المستمر والمتسارع، لتشكل بعد مرور 9 سنوات قوة هائلة فاجأت العدو والصديق، وباتت العمليات في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي تشكل كابوساً على الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإسرائيل.
وبدأت الصناعات العسكرية اليمنية خطواتها المتدرجة بوتيرة عالية منذ العام 2015م ، نحو إنتاج مختلف أنواع الذخائر والقذائف، وصولاً إلى القوّة الصاروخية والمسيّرات الاستطلاعية والهجومية المتعددة المهام التي تتمتع بمديات أبعد، وحمولات قتالية أكبر، وقدرة نوعية على تفادي الرصد المعادي، محققة قفزات نوعية ملحوظة خلال مدة وجيزة، وهو ما ظهر بشكل واضح خلال معرض الصناعات العسكرية للشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي -عليه السلام،.
والعرض العسكري المهيب يوم العيد الثامن لثورة 21 سبتمبر عام 2022م بميدان السبعين في العاصمة صنعاء، الذي أظهر خلاله عدة أنواع جديدة من الصواريخ الباليستية الدقيقة وبعيدة المدى “كطوفان” و “بركان” بأجياله المختلفة و “القدس” و “المجنح” وغيره ، اضافة إلى الطائرات المسيرة بأجيالها وأنواعها المختلفة، والصواريخ والزوارق والألغام البحرية المتطورة، والوحدات والتشكيلات القتالية المتعددة.
البدايات الأولى للتطوير
في بداية المعارك بين أبطال الجيش واللجان الشعبية، وتحالف العدوان الأمريكي السعودي، وأدواته في العام 2015، استخدم الجيش اليمني ما تيسّر له من منظومات صاروخية متوسطة المدى، مثل صواريخ “توشكا” التي يتراوح مداها بين 70 و120 كيلومتراً، حيث تركزت ضرباته على استهداف مواقع ومعسكرات العدوان وأدواته العميلة داخل الأراضي اليمنية.
وتعدّ ضربة معسكر صافر في محافظة مأرب التي استهدفت القوات الإماراتية المتواجدة فيه، مطلع شهر أيلول/سبتمبر 2015م أحد أبرز الأمثلة على هذا التكتيك.
وبالتزامن مع هذا التوجه عمل الجيش اليمني في برنامج التصنيع العسكري المحلي، عبر مسارات متوازية لإنتاج مختلف الذخائر والقذائف والأسلحة العسكرية الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، وتفعيل الإنتاج الصاروخي، وكانت البداية مع الصواريخ قصيرة المدى المماثلة في خصائصها لصواريخ المدفعية الصاروخية السوفياتية الشهيرة “جراد”، إذ طوَّر الجيش اليمني خلال العامين 2015 و2016 صواريخ “الصرخة” التي يبلغ مداها 17 كيلومتراً، والتي تحمل رأساً متفجّراً تبلغ زنته 15 كيلوغراماً،
وصواريخ المدفعية الصاروخية “النجم الثاقب 1 و2” التي يتراوح مداها بين 45 و75 كيلومتراً، وتتميّز بإمكانية إطلاقها بشكل ثنائي أو ثلاثي عبر منصّات ذاتيّة الحركة، إضافة إلى سلسلة صواريخ “زلزال” الباليستية القصيرة المدى، التي تم إنتاج 3 أجيال منها، وهي تستطيع ضرب أهداف على بعد يتراوح بين 3 و65 كيلومتراً، وتتميز عن سابقاتها بالرأس الحربي المتشظي الذي تتراوح زنته بين 140 و500 كيلوغرام، كما طوَّر الجيش اليمني منظومة صواريخ مماثلة أطلق عليها اسم “الصمود”، بلغ مداها الأقصى 38 كيلومتراً، وبلغت زنة الرأس الحربي المزوّدة به 300 كيلوغرام.
متوسطة المدى
وفي أواخر العام 2015 بدأ الجيش اليمني بتعديل عدد كبير من صواريخ الدفاع الجوي السوفياتية “سام-2″، لتصبح صواريخ للقصف الأرضي، وتم تسميتها “قاهر-1″، وبلغ مداها الأقصى 250 كيلومتراً، وبلغت زنة الرأس الحربي الملحق بها 200 كيلوغرام.
وفي مارس 2017 م، أعلن الجيش اليمني عن جيل جديد من هذه الصواريخ، تحت اسم “قاهر -2 أم”، اتسم بمدى مضاعف بلغ 400 كيلومتر، ورأس حربي متفجّر بلغت زنته 350 كيلوغراماً، بالإضافة إلى عائلة صواريخ المدفعية الصاروخية “بدر” التي ظهرت النسخة الأولى منها المسماة “بدر-1” في مارس 2018م، تم استهداف منشآت تابعة لشركة “أرامكو” النفطية في نجران، وكذا النسخة الثانية الموجهة من هذه الصواريخ التي ظهرت في أكتوبر من العام نفسه، تحت اسم “بدر – 1 بي”، ووصل مداها إلى 150 كيلومتراً.
في نيسان/أبريل 2019، تم الإعلان عن الجيل الجديد من هذه الصواريخ تحت اسم “بدر – أف”، وهو موجه ويتميز بدقة إصابة تقلّ عن 5 أمتار، ويحمل رأساً حربياً متشظياً يصل مدى قوته التدميرية إلى 3580 متراً، وينفجر فوق الهدف مكوناً الآلاف من الشظايا القاتلة.
بعيدة المدى
واستمر التطوير للصواريخ بوتيرة عالية جداً، حيث دخلت عمليات تطوير الصواريخ الباليستية اليمنية أهم مراحلها في مطلع سبتمبر 2016م، حين أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن الصاروخ الباليستي بعيد المدى “بركان – 1″، يتراوح مداه بين 800 و900 كيلومتر، ويبلغ وزنه الكلي 8 أطنان، تتضمن نحو نصف طنّ من المواد المتفجرة، وتم استخدامه للمرة الأولى في أكتوبر من العام نفسه، لقصف مطار الملك عبد العزيز في مدينة جدة السعودية، إلى جانب مواقع أخرى، منها مدينة الطائف.
وظهر الجيل الثاني من هذا الصاروخ بشكل علني في فبراير 2017م ، تحت اسم “بركان 2 – أتش”، وذلك خلال عملية استهداف موقع عسكري سعودي غربي العاصمة السعودية، وتكرر استخدامه بعد ذلك لضرب مواقع داخل الرياض منها مطار الملك خالد، ويبلغ مدى هذا الجيل 1400 كيلومتر.
أما الجيل الثالث، فقد تمت تسميته “بركان – 3″، وتم استخدامه للمرة الأولى ميدانياً في أغسطس 2019م، لاستهداف مدينة الدمام السعودية، وصواريخ الكروز، “قدس 1″، إذ ظهر في أواخر العام 2017 م، و تم استخدامه لضرب مفاعل براكة النووي في أبو ظبي، ثم تكرر استخدامه خلال العام 2019 لاستهداف مطار أبها الإقليمي ومحطتي الكهرباء وتحلية المياه في الشقيق جنوب غرب المملكة، وصاروخ الكروز “قدس-2” الذي يبلغ مداه بين 1500 و2000 كيلومتر، تم استخدامه للمرة الأولى في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي،.
وذلك في استهداف محطة توزيعٍ للمنتجات البتروليّة شمال مدينة جدّة غرب المملكة العربية السعودية، اضافة إلى صواريخ ذو الفقار والقدس 3 المجنح وطوفان وهي من الصواريخ الأكثر مدى وفاعلية ودقة ، وتم استخدام البعض منها في عمليات القوات المسلحة المساندة لقطاع غزة في استهداف عمق كيان العدو في “أم الرشراش”.
وهذه الأنواع من الصواريخ معززة بمعلومات مدخلة مسبقاً بمساعدة نظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية للمواقع التي يراد استهدافها، وكذا صواريخ “نكال” و”سعير” و”قاصم”.
وكشفت القوات المسلحة في العيد الثامن لثورة 21سبتمبر، عن صواريخ بالستية ومجنحة أرض-أرض من نوع بدر، وتنكيل، وقدس 1 و2 و3 المجنحة بعيدة المدى، والقادرة على التخفي عن الرادارات.
وصواريخ “قدس” المجنحة بأجيالها الثلاثة، وهي صواريخ من إنتاج الصناعات العسكرية اليمنية المحلية يصل مداها إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، إضافة إلى صاروخ “فلق” البالستي بعيد المدى الذي يعمل بالوقود السائل ويحمل رؤوساً عدّة.
والجديد في هذا الأمر هو ما أعلنته القيادة الثورية ممثلة بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي عن مفاجآت لن تكون في الحسبان في ميدان الصناعات الحربية والصاروخية القادرة على استهداف الأهداف الحساسة جداً في عمق كيان العدو في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ومؤخراً تم إطلاق صاروخ مطور استهدف مدينة “أم الرشراش” وتجاوز التقنيات الأمريكية والصهيونية في الرصد والتشويش، وقد أقر العدو الإسرائيلي بوصول هذا الصاروخ إلى المدينة دون أن تتمكن الدفاعات الجوية من اعتراضه.
ويتوقع المتابعون لمسار الأحداث في اليمن أن تكون القوات المسلحة اليمنية قد توصلت إلى صناعة أسلحة جديدة متطورة سيكون لها تأثير كبير في مسار المواجهة مع أعداء اليمن، وستجعل اليمن في مصاف الدول المتقدمة، وهو ما ألمح إليه السيد القائد عبد الملك الحوثي -يحفظه الله- في خطاب سابق.