القوات المسلحة اليمنية تجبر مفخرة «الحاملات» على تغيّر تموضعها: «آيزنهاور» هدفاً دائماً
واصلت قوات صنعاء، خلال الساعات الماضية، عملياتها الكثيفة ضد السفن التجارية المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي، وكذلك ضد السفن الحربية التابعة لدول العدوان، معلنة أنها شنت هجوماً ثانياً على حاملة الطائرات الأميركية «آيزنهاور». ووفقاً للمتحدث باسم تلك القوات، العميد يحيى سريع، فقد جرى تنفيذ ست عمليات هجومية جديدة طاولت عدداً من السفن العسكرية والتجارية. وأضاف سريع، في بيان صدر ليل أول من أمس، أن «العملية الأولى استهدفت حاملة الطائرات آيزنهاور شمال البحر الأحمر بعدد من الصواريخ والطائرات المسيرة». وكان هذا الهجوم الثاني من نوعه على «آيزنهاور» في غضون يومين، فيما استهدفت العملية الثانية مدمّرة أميركية في البحر نفسه، لتصاب بإصابة مباشرة بعدد من المسيّرات. وتابع سريع أن «العمليات الأربع الأخرى استهدفت سفناً تابعة لشركات انتهكت قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة، ومنها السفينة ماينا التي استُهدفت بعمليتين في البحرين الأحمر والعربي، والسفينة ألورياك في المحيط الهندي والسفينة ألبايانا في البحر الأحمر». وأكد أن «تلك العمليات تأتي في إطار الرد المشروع على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وجرائم العدوان الأميركي والبريطاني بحق الشعب اليمني في محافظة الحديدة».
وكان قد تداول ناشطون مشاهد لمروحية يمنية شوهدت وهي تحلّق في أجواء المياه الإقليمية في البحر نفسه، فيما أوضحت مصادر ملاحية في الحديدة، لـ«الأخبار»، أن ذلك التحليق على ارتفاع منخفض، جاء في إطار حماية المياه الإقليمية اليمنية.
وفي المقابل، أعلنت «القيادة المركزية الأميركية» أنّها أسقطت فوق البحر الأحمر، خلال عمليتين منفصلتين، مسيّرة وصاروخين باليستيين. وقالت، في بيان، إنّه «لم يتمّ الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار في السفن التي كانت تُبحر في المنطقة حين تمّت عمليتا الاعتراض». وأوضحت أنه «من أصل ثلاث مسيّرات أطلقها الحوثيون، أسقط الجيش الأميركي واحدة خلال النهار، في حين سقطت مسيّرتان أخريان في البحر. ومساء، اعترضت قوات القيادة المركزية بنجاح، صاروخين باليستيين مضادين للسفن فوق البحر الأحمر». وأكدت أنّ «الصاروخين أُطلقا في اتجاه المدمّرة الأميركية غريفلي، وتم تدميرهما في إطار الدفاع عن النفس، ولم يتم الإبلاغ عن أي أضرار أو إصابات». وأعلنت شركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري، بدورها، أول من أمس، أنها تلقت تقريراً عن نشاط صاروخي على بعد 47 ميلاً بحرياً غرب الحديدة.
وجاء الهجوم الثاني على «آيزنهاور»، بعد تأكيدات أميركية ببقاء مجموعة حاملة الطائرات في البحر الأحمر لمدة شهر آخر على الأقل. ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن مسؤولين أميركيين قولهم إن وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، وقّع الأمر بتمديد انتشار الحاملة وثلاث سفن من مجموعتها. ووفقاً للقرار، فإن البحارة لن يعودوا إلى البلاد حتى منتصف الصيف.
سُجل ثاني استهداف لحاملة الطائرات «آيزنهاور» في يومين
وفي المقابل، أظهرت بيانات مواقع متخصّصة في تتبّع حركة الملاحة البحرية، ابتعاد «آيزنهاور» أكثر مما كانت عليه مساء الجمعة الماضي حين تعرّضت للهجوم الأول، مع قيامها بتغيير مواقعها بشكل مستمر.
وقالت مصادر ملاحية يمنية، من جهتها، لـ«الأخبار»، إن الحاملة كانت تتمركز قبالة شواطئ القنفذة في البحر الأحمر بالقرب من المياه الدولية، وبعد استهدافها، أبحرت شمالاً أكثر من 110 أميال بحرية لتتمركز قبالة سواحل جدة، في محاولة منها لتجنب هجمات يمنية جديدة. وتعليقاً على تلك التطورات، قال نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع في حكومة صنعاء، العميد عبد الله بن عامر، في تدوينة على «إكس»، إن اختيار «آيزنهاور» شمال البحر الأحمر عن جنوبه «لا يعود إلى المسافات ودقة حسابات سرعة الصواريخ والمسيّرات، بل إلى إدراك الأميركي أن اليمن لن يتردّد في استهداف مصادر التهديد كافة، حتى لو كان الأمر يتعلّق بحاملة طائرات لم يجرؤ أحد من قبل على استهدافها».
وتزامناً مع اشتعال الأوضاع في البحر، شهدت جبهات الساحل الغربي لليمن، خلال الساعات الماضية، مواجهات عنيفة بين قوات صنعاء البرية والفصائل الموالية للإمارات، والتي تسيطر على مدينة المخا وأجزاء من سواحل جنوب الحديدة. وذكرت مصادر عسكرية مطلعة في الساحل الغربي، لـ«الأخبار»، أن اشتباكات عنيفة دارت على عدد من جبهات التماس، استُخدمت فيها أنواع مختلفة من الأسلحة. وأشارت إلى أن «قوات صنعاء صدّت هجوماً لتلك الفصائل في جبهات مدينة حيس، وصولاً إلى جبهة مقبنة الواقعة في إطار محافظة تعز»، مضيفة أن الهجوم الفاشل يأتي في إطار محاولة التأثير على العمليات العسكرية اليمنية في البحر.
رشيد الحداد