القواتُ المسلحة اليمنية.. من الردِّ إلى النصر بقلم /محمد الحاضري

القواتُ المسلحة اليمنية.. من الردِّ إلى النصر
بقلم /محمد الحاضري
شهد العامُ 2019 ردًّا يمنياً موجعاً على العدوانِ السعوديّ الأمريكي، لكن ناطقَ القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، رسم ملامحَ مختلفة لمعركةٍ مع العدوّ خلال العام المقبل 2020م والذي وصفه بأنه سيكون “عام النصر”، وعاماً للدفاع الجوي مع العملِ على تطوير الصناعات العسكريّة وتعزيز المخزون الاستراتيجي للقوات المسلحة من مختلف أنواع الأسلحة وعلى رأسها أسلحةُ الردع الاستراتيجي.
العميدُ سريع كشف خلال مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة صنعاء، استراتيجيةَ القوات المسلحة في ضرب عمق دول العدوان إن هي لم تنصع لمبادرة السلام التي أطلقها الرئيسُ المشّاطُ قبل أكثر من ثلاثة أشهر، مؤكّـداً أن هذه الاستراتيجية تشمل “توسيع بنك أهداف قواتنا ليشمل مراكزَ حيوية وحساسة على طول وعرض جغرافيا دول العدوان، وأن بنكَ أهداف قواتنا ينقسمُ إلى ثلاثة مستويات بحسب الأهميّة”، مكتفياً بالحديث عن المستوى الأولى الذي “يتضمن 9 أهداف بالغة الأهميّة، منها ستة أهداف في السعوديّة، والبقية في الإمارات”، مؤكّـداً أن “الاستمرار في استهداف شعبنا وبلدنا يعني استمرار قواتنا في الردِّ المشروع والمناسب، وذلك بضربات موجعة على ما تختاره القيادةُ من المستويات الثلاثة لبنك الأهداف”.
ومتجاوزاً مرحلةَ “الرد بالمثل على كُـلّ العمليات العسكريّة للعدو وبما يتناسب مع كُـلّ عملية وحجمها وهدفها ونتائجها”، أكّـد سريع أن القواتِ المسلحة في جهوزية تامة لتنفيذ مرحلة الوجع الكبير إذَا ما أصدرت القيادةُ توجيهاتها القاضية بتنفيذ العملية، مُشيراً إلى أن “المنشآت العسكريّة التابعة لقوى الاحتلال والعدوان في أراضي الجمهورية وفي مياهنا الإقليمية وجزرنا أهداف مشروعة لقواتنا وكذلك لكلِّ الأحرار من أبناء شعبنا العظيم”.
ما استُهدف خلال العام الماضي من مطارات ومنشآت عسكريّة في العمق السعوديّ، وكذلك العمليات النوعية التي منها استهداف حقل الشيبة وتوازن الردع الأولى عملية التاسع من رمضان، وتوازن الردع الثانية التي استهدفت مصافي أرامكو في بقيق وخريص والتي أفقدت السعوديّةَ نصفَ إنتاجها النفطي دفعةً واحدةً، على السعوديّة أن تتوقع 400 ضعف من الضربات والخسائر، حيثُ “تضاعفت القدرةُ الهجوميةُ لسلاح الجو المسيّر، بنسبة 400 % عمّا كانت عليه في العام السابق”، وفقاً لما أكّـده العميدُ سريع.
ما كشفه العميدُ سريع، أمس، بالأرقام خلال مؤتمره الصحفي يعاضد ما أكّـده وزيرُ الدفاع اليمني اللواء محمد ناصر العاطفي في الثامن من ديسمبر الحالي، أن القواتِ المسلحة اليمنية استكملت كُـلّ جوانب البناء التي تؤهّلُها لشنِّ هجوم استراتيجي شامل يشل قدراتِ العدو، منوّهاً بأن الجهوزيةَ والاستعدادَ القتالي أكثر بكثيرٍ من مرحلة ما قبل تقديم قيادتنا السياسيّة للمبادرة التي انطلقت من موقع القوة، وأكّـد أن الصناعاتِ العسكريّة اليمنية تمضي في سباقٍ مع الزمن إلى درجة مذهلة ومستوى لا يقارن حتى مع الدول التي سبقتنا في هذا المجال بعشرات السنيين، وبخبراتٍ وكوادرَ فنية يمنية خالصة.
تصريحاتُ القيادات العسكريّة اليمنية تؤكّـد بما لا يدع مجالاً للشكِّ، أن المبادرةَ التي أطلقها الرئيسُ اليمني مهدي المشّاط عشيةَ ذكرى ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، كانت من منطلق القوة فقد اتكأت إلى قوةِ اليمن الصاروخية المتطورة والطيران المسيّر بعيد المدى عالي الدقة، وبعد ضربة أرامكو السعوديّة في بقيق وخريص وعقب عملية نصر من الله، وفيما يبدو أنها الفرصةُ الأخيرةُ للعدوان ليكف أذاه عن اليمن.
ومنذ إطلاق المبادرة حتى اليوم، لم يظهر السعوديُّ أي تجاوب إيجابي مع المبادرة غير أن الوقتَ لم يعد في صالحها، فكلُّ يومٍ يمضي يتقدّم اليمنُ ويضيف تكنولوجيا متطورة جديدة إلى قوته وقدراته العسكريّة، تحديداً قواته الصاروخية وسلاح الجو المسيّر ودفاعاته الجوية.
إذا كان العامُ 2019 شهد بدايةَ الضربات المؤلمة التي استهدفت العمقَ السعوديَّ وبداية تنفيذ الخطوات الاستراتيجية التي كانت محلَّ سخرية العدوان وأدواته سابقاً، فإن السعوديّةَ ستتجاوز مرحلةَ العجز في ميزانيتها، في العام 2020 إلى مرحلة “الشلل” الكامل الذي توعدها به عضو المجلس السياسيّ الأعلى إن هي لم تنصع لمبادرة صنعاء للسلام، فعليها أن تقبلَ بالسلام راضيةً قبل أن تُجبر عليه مكرهةً.