القلق السعودي من القدرات “اليمنية” بلغ منتهاه: استنجاد بأمريكا وتعلق بأستار “الكعبة”
الحقيقة/إسماعيل المحاقري
ما بعد عملية “التاسع من رمضان” ليس كما قبلها، والواقع في الورطة والأزمة هو من بدأ العدوان على اليمن وأعلنه من واشنطن متغطرسا ومتبجحا بحرب خاطفة سرعان ما ارتدت عليه، واكتوى بنيرانها ليجد نفسه مجبراً على رفع عقيرته متعلقا بأستار الكعبة حيناً ومستنجداً بأمريكا في كثير من الأحيان.
أنفه يمرّغ في تراب اليمن مصابا بمتلازمة الفشل والإخفاق منذ أربعة أعوام، ولا ينفك النظام السعودي عن ممارسة دوره في التحريض والتمويل لحرب يراد لأمريكا أن تخوضها بمعية كيان العدو الصهيوني، ويريدها دونالد ترامب المنتظِر بحسرة لاتصال من إيران أن تكون محطة جديدة لاستجلاب المزيد من أموال الخليج وثرواتهم، وإلى حين تتصل طهران بساكن البيت الأبيض تسقط أسهم وترتفع أخرى.
الرياض وعلى لسان ملكها المسكون بالخيبات والعثرات يدعو لعقد قمتين توصفان بالطارئتين في مكة المكرمة لبحث ما تتعرض له مملكته من عمليات تستهدف أمنها واستقرارها، ليس آخرها قصف محطتين لضخ النفط ضمن خط الأنابيب الذي ينقل النفط السعودي من حقول المنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع، وتمهيدا لتحقيق مكاسب إيجابية تعيد الروح إلى جسد تحالف عليل “مكسح” عاد الإعلام السعودي ليعزف على وتر المقدسات لاستعطاف الرأي العام وحشد المزيد من القوات إلى اليمن لمواجهة خصومه وتحقيق أهدافه.
وهو العاجز على الدوام، يجهل النظام السعودي أنه يقود تحالفا عسكريا مكونا من ثلاث عشرة دولة عربية وإسلامية ومن خلفها تقف واشنطن وبريطانيا وفرنسا ودول كبرى وصغرى إن لم تكن داعمة له بالموقف والسلاح فبصمتها عن جرائم حربه وانتهاكاته. مع كل ذلك لم يحقق تحالف البغي والإجرام شيئا من أهدافه، ولن يكون قادرا في قادم الأيام على أن يوقف القدرات الدفاعية اليمنية، وقد وضعت تحت نيرانها عشرات الأهداف الحيوية التي تشمل مقرات ومنشآت اقتصادية على امتداد جغرافيا الإمارات والسعودية، وكذا مقراتهم وقواعدهم العسكرية في اليمن في حال استمر العدوان والحصار، وفق مصدر في وزارة الدفاع أكد في بيان نشرته وسائل الإعلام المختلفة أن الشعب اليمني يدرك اليوم أكثر من أي وقت مضى من هو عدوه، ويتعامل مع المعركة الحالية على أنها معركة مصيرية، وبالتالي فإن مرحلة التصدي للعدوان على مشارف مسارات جديدة وتحولات جذرية على كافة الأصعدة، ومن لم يدرك ذلك اليوم بالتأكيد لن يتداركه غدا. وفي عدوانها الشامل وحصارها الجائر على الشعب اليمني تتمادى السعودية وتمعن في قتل النساء والاطفال بلا رحمة أو هوادة، في المقابل تحشد العالم إليها شاكيةً بمرارة شديدة كيف أن صواريخ اليمن الباليستية وطائراته المسيرة تشق طريقها وتخترق أجواءها بين فترة وأخرى مستهدفة عصب الاقتصاد السعودي وعموده الفقري، فالنفط وإن جارت عليه الأطماع الأمريكية وتفتحت له الشهية الترامبية يبقى ضروريا لبقاء سلطة سعودية لا تجد حرجا في تسويقه كسلعة أمريكية مقدسة، تستدعي إشراك الأعراب لحمايتها آتيةً بهم إلى مكة المكرمة لإضفاء مسحةٍ من قدسيتها على قمتين لم يعرف بعد سبب التمايز بين الخليجية منها والعربية وعدم دمجهما في قمة واحدة توفيرا للوقت والجهد… إلا إذا كان الأمر يتعلق بالاستعراض السياسي شأنه شأن الاستعراض العسكري للبوارج الأمريكية في مياه الخليج والمنطقة.
وفي كل الأحوال ولو انعقدت القمم السعودية في جوف الكعبة لن يناقش الأعراب العدوان الأخير على غزة والحصار المفروض عليها من قبل الصهاينة، ولن تكون الجولان ولا القدس الشرقية والغربية في جدول الأعمال، ولا ليبيا والجزائر ولا حتى السودان الذي تتجاذبه وتتخطف ثورته القوى الإقليمية والدولية.
وفلسطين وإن حضرت كقضية لن تخرج المداولات بشأنها عن الأجندة الصهيو أمريكية باعتبار المملكة مفتاح واشنطن لإمرار صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية.
وكما للمسلمين حق في مكة المكرمة مهبط الوحي ومبعث الرسالة السمحاء لهم الحق أيضا في فلسطين المحتلة والقدس الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين..
وبمقتضى ذلك وجب تصويب جدول الأعمال لمن أضاع البوصلة أو فقد النخوة والعروبة، فالتفاوض والنقاش يجب أن يكون على الأراضي المحتلة وكيفية استردادها والثروات المنهوبة والمسلوبة وكيفية الحفاظ عليها.. وهنا يكمن الخطر بعيدا عن اليمن وأهله.. والعدو كان ولا يزال إسرائيل.. وإيران لن تأخذ دوره لا اليوم ولا غدا شاء من شاء وأبى من أبى من أنظمة العمالة والتطبيع.