القضية الفلسطينية وحضورها في المشروع القرآني ..اليمن في قلب معركة طوفان الأقصى..
منذ أسبوعين يخرج أحرار وحرائر اليمن في تظاهرات حاشدة تضامنا مع الشعب الفلسطيني المظلوم وهذه التظاهرات والحشود التي تتقاطر بمئات الآلاف إلى الساحات المخصصة وفي ساعات قليلة إنما تعبر عن مدى عظمة هذا الشعب، وتعكس قيماً إيمانية عالية واستشعارا للمسؤولية واستعداداَ حقيقياً لنصرة الشعب الفلسطيني كما تعبر أيضا عن قيم إنسانية وإسلامية وحضور طاغ للقضية الفلسطينية في وجدان الشعب اليمني بالرغم من التعتيم الإعلامي وعلى الرغم مما يمر به الشعب اليمني من عدوان إجرامي لا يقل في بشاعته عن الإجرام الصهيوني بحق أهالي غزة فإن الحضور اليمني كان لافتا على مستوى الشعوب العربية ..
القضية الفلسطينية وحضورها في المشروع القرآني
منذ وقت مبكر حظيت القضية الفلسطينية باهتمام كبير من قبل الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) ولا زالت من الأولويات في المشروع القرآني، وبحسب الباحث في الثقافة القرآنية فاضل الشرقي فإن القضية الفلسطينية تُرجمت إلى واقع عملي تمثل في الثّقافة والرّؤية القرآنيّة تجاه القضيّة الفلسطينيّة، والقدس، والمسجد الأقصى التي زخرت بها محاضرات ودروس السّيد حسين بدرالدين الحوثي “رضوان الله عليه”، ومن خلال العمل على بناء جيل جهادي مؤمن بكل قضاياه العادلة والمحقة، وعلى استعداد عال للدفاع عن كلّ شعوب الأمّة المستضعفين والمظلومين، وفي مقدّمتهم الشّعب الفلسطيني، وإعداد جيل جهاديّ لديه الاستعداد الكبير، والجهوزيّة العالية لخوض غمار الحرب المباشرة مع الكيان الصهيوني، كما أعلن وصرّح قائد المسيرة القرآنيّة السّيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في خطاباته الأخيرة، حيث أكّد في خطابه بمناسبة الذكرى السنويّة للصّرخة التي أُحييت تحت شعار “الصّرخة نحو الأقصى” بتاريخ ٢٦ / شوال/ ١٤٣٨هـ الموافق ٢٠ / يوليو/ ٢٠١٧ م على الاستعداد والجهوزيّة لخوض غمار أيّ معركة قادمة مع الكيان الصهيوني بقوله: (ثم هنا يهمّني أن أقول وبكل مسؤوليّة، وبحق، وبجد، أنّنا نحن في هذه المسيرة القرآنية، وكلّ من يتوجه معنا في هذا التوجّه في بلدنا اليمني العزيز حاضرون للمشاركة، حتى على مستوى القتال مع العدوّ الإسرائيلي في أيّ مواجهة عسكريّة جديدة، سواءً لمساندة الشّعب الفلسطيني، أو لمساندة المقاومة اللبنانية، وإعانة حزب الله في لبنان، حاضرون للمشاركة العسكريّة في أيّ مواجهة مع العدوّ الإسرائيلي.
كنا قبل اليوم، ونحن اليوم، وبعد اليوم، حاضرون لذلك، بثقافتنا التي علمتنا ذلك، وبإيماننا الذي يدفعنا إلى ذلك، وبتوجّهنا الذي نتحرّك فيه بناءً على ذلك، ونحن حاضرون لهذا بكلّ جد، وبكلّ صدق. ولذلك ينبغي على العدو الإسرائيلي أن يحسب حساب شعبنا اليمنيّ في أيّ مواجهة مستجدة له مع حزب الله في لبنان، أو مع الفلسطينيين، نحن حاضرون في أيّ وقت يحتاج منّا حزب الله، أو يحتاج منّا الشّعب الفلسطيني، ونتمكّن من الوصول إليه، أنّنا حاضرون لذلك، وحاضرون لفعل ذلك، حتى لو كنّا في الوقت الذي نواجه فيه أدوات أمريكا في المنطقة، ونعيش حروباً بفعل عدوانهم علينا، حاضرون حتى في مثل هذه الظّروف أن نرسل المقاتلين للمشاركة في أيّ مواجهة مستجدّة، يهمّنا فقط أن يكون لنا تنسيق يساعدنا على ذلك. ونحن هنا نؤكّد لسماحة السّيد حسن نصر الله في كلامه الذي تحدث فيه في شهر رمضان “أنّ رهانك على الشّعب اليمنيّ رهانٌ في محلّه”، هم إخوتك وبمثل موقفك، وموقف حزب الله تجاه هذا الشّعب، موقفكم المسؤول، موقفكم الحر، موقفكم الانسانيّ، والأخلاقيّ الشريف، والعظيم، موقفكم نفسه سيقابل من هذا الشّعب بموقف حرّ ومسؤول في أيّ مواجهة جديدة لكم مع العدوّ الإسرائيلي).
وفي خطابه الذي ألقاه بتاريخ ٢٣ / ذي الحجة/ ١٤٣٨ ه الموافق ١٤ /٩/٢٠١٧ م، وتناول فيه آخر التّطورات على السّاحتين الوطنيّة والإقليميّة أكّد السّيد القائد على أنّ العمل جار لتطوير مديات “القوّة الصّاروخيّة” بالشّكل الذي يمكّن من ضرب واستهداف الموانئ الصهيونيّة في الأراضي المحتلة نصرة للشّعب الفلسطيني، وبقيّة شعوب وبلدان الأمّة العربيّة والإسلاميّة أمام أيّ تحدّيات قادمة، فيقول: (أملنا إن شاء الله فيما بعد أن نتمكّن من الوصول أيضاً إلى الميناء الفلسطيني لنكون في أيّ معركة قادمة مع إسرائيل بالمستوى الذي يمكّننا إن شاء الله من القيام بأيّ عمل نناصر فيه الشّعب الفلسطيني، أو شعوب وبلدان أمّتنا العربيّة والإسلاميّة). وبالرّغم من حجم وبشاعة العدوان السّعودي الأمريكي الإسرائيلي الذي يواجهه بلدنا للعام الثّالث على التّوالي إلاّ أنّ القضيّة الفلسطينيّة لا زالت في سلّم أولويّات واهتمامات قيادة المسيرة القرآنيّة.
لقد حملت المسيرة القرآنيّة على عاتقها القضيّة الفلسطينيّة منذ اليوم الأول، وشعار الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، والمقاطعة الاقتصاديّة للبضائع والمنتجات الأمريكيّة والإسرائيليّة لخير دليل على ذلك، ومنذ اليوم الأول والشّباب المجاهدون في هذه المسيرة يتحمّلون المعاناة، والسّجون، والقتل، ويقدّمون التّضحيات من أجل فلسطين، وشعب فلسطين، والمقدّسات في فلسطين، بل إنّنا اليوم وقبل اليوم نذبح، ونقتل، ونقصف، ويدمّر بلدنا وشعبنا من أجل القدس، وفلسطين، والمسجد الأقصى، وندفع حياتنا ثمناً لمواقفنا الواضحة والصّادقة المنحازة لقضايا أمّتنا وشعوبنا في مواجهة كلّ الطّواغيت والمستكبرين، وفي مقدّمتهم أمريكا وإسرائيل.
معركة طوفان الأقصى وحضور لافت للشعب اليمني
منذ أن انطلقت معركة طوفان الأقصى كان الشعب اليمني حاضرا وبقوة فخرج في اليوم التالي مباركاً العملية ومشيدا ببطولة المقاومة الفلسطينية تلى ذلك خطاب للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي أكد فيه حضور الشعب اليمني في معركة الطوفان واستعداده للدخول مباشرة في المعركة في حال تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية مؤكداً أن هناك خطوطاً حمرا لن يسمح للكيان الصهيوني بتجاوزها وأن القيادة اليمنية على تواصل وتنسيق مستمر مع محور المقاومة للتدخل في أي لحظة كما أكد أن الشعب اليمني جاهز للدخول بكل إمكانياته، وقدراته العسكرية بالصواريخ والطيران المسير مؤكدا للشعب الفلسطيني بقوله (لستم وحدكم) وهذا التأكيد ليس مجرد دعاية إعلامية فالسيد عبد الملك معروف عنه أنه لا يتحدث هكذا جزافا أو أنه يقدم وعود فارغة فهو أصلا حاضر في المعركة ويواجه عدوانا صهيونيا أمريكيا منذ 9 سنوات كما أن حركة أنصار الله منذ انطلاقتها وهي تواجه وكلاء الصهاينة في المنطقة وكما أشرنا سابقا فالقضية الفلسطينية هي ضمن القضايا التي أعطاها المشروع القرآني أولوية خاصة من خلال الهتاف بالبراءة من الصهاينة والأمريكان ومن خلال مقاطعة بضائعهم ومنتجاتهم ومن هنا يمكن القول أن الشعب اليمني وفي المقدمة حركة أنصار الله هي في قلب الصراع الشامل مع الصهاينة منذ بزوغها..
وقد تداولت وسائل إعلامية تصريحات أمريكية بالقول انها اعترضت صواريخ وطائرات مسيرة انطلقت من اليمن باتجاه الكيان الصهيوني وبالرغم من ضعف الرواية الصهيونية إلا أن صنعاء لم تنف أو تؤكد حتى لحظة كتابة هذا الخبر لكن من المؤكد أن الرواية الأمريكية متناقضة وهذا لا يعني أن القيادة اليمنية لا تدرس خيار التدخل العسكري جنبا إلى جنب مع محور المقاومة ضد الاعتداءات الصهيونية، ومن المؤكد أن القيادة اليمنية المعروفة بشجاعتها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام مجازر الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في المنازل والمستشفيات ودور العبادة وفي مخيمات النزوح.. بالرغم من خيانة أغلب الأنظمة العربية وارتمائهم في أحضان الصهاينة.
فلسطين واليمن: توأم المعاناة
تحت العنوان أعلاه كتب المحرر الصحفي في موقع الخنادق الإخباري واصفا ما يلاقيه الشعب الفلسطيني بأنه نفس ما لاقاه الشعب اليمني ” يواجه الشعب الفلسطيني مع كيان الاحتلال الذي اجتاح أرضه منذ العام 1948 ما يواجهه أيضاً الشعب اليمني في العدوان السعودي – الاماراتي المدعوم أمريكيا واسرائيلياً منذ حوالي السبع السنوات:
_ انتهاك الحقوق الإنسانية وارتكاب جرائم الحرب والإبادة
_ انتهاكات جسيمة للاستقلال والسيادة
_ استخدام الأسلحة المحرمة دولياً ضد المدنيين العزّل، والمدارس والمستشفيات…
_القتل المتعمّد للنساء والأطفال والشيوخ
_ تدمير البنى التحتية والبيوت والبنى الأثرية والتاريخية واستهداف المقدسات
_ ممارسة سياسية الحصار والتجويع
_ انتهاك حقوق الأسرى والمعتقلين
_ محاولة تزوير التاريخ
المواجهة والصمود
يقف اليمن وفلسطين المحتلّة اليوم في خط الدفاع الأوّل لمواجهة المخططات الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، ولا سيما أنهما يعملان على التصدّي “للعدو” بكل السّبل الممكنة من تأمين السلاح الاستراتيجي والصواريخ والطائرات المسيرة القادرة على تغيير موازين القوى وقواعد الاشتباك ورسم معادلات الردع، الى خوض معركة الوعي بكل أدواتها.
التضامن والإسناد بين الشعبين
في اليمن تحضر القضية الفلسطينية بمختلف الاشكال حيث لم يوفر اليمنيون مناسبة للتضامن مع القضية الفلسطينية سواء بكلمات حق وشعارات ترفع في المظاهرات في العاصمة صنعاء أو من خلال التقديمات المالية، حيث خلال معركة “سيف القدس” التي خاضتها الفصائل الفلسطيني في أيار الماضي قام الشعب اليمني بحملة تبرعات تحت شعار “القدس أقرب”، وبعنوان “أموالنا تحمي القدس”، فيما احتشدوا في مسيرات مؤكدين ان “سيف القدس” هي معركة الأمة، وان معركة الشعب الفلسطيني جزء لا يتجزّأ من معركتهم، وشدّدوا على انهم لن يألوا جهداً لنصرة فلسطين رغم العدوان والحصار، و”حاضرون لاقتسام اللقمة مع الإخوة في فلسطين”.
وعلى الصعيد العسكري، أعلن قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي عن الاستعداد التام لمبادلة أحد الطيارين السعوديين الأسرى لديهم مع أربع من الضباط والجنود مقابل الافراج عن المختطفين الفلسطينيين من حركة حماس لدى الرياض، ولقيت المبادرة تقديراً واسعاً من الشعب الفلسطيني والفصائل، كذلك أكّد على الانضمام الى المعادلة الإقليمية التي أعلن عنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله تقضي بأن “القدس تعني حرباً إقليمية”.