القضية الفلسطينية والصراع مع الكيان الإسرائيلي بوصلة العالم الإسلامي ..
تقرير / محمد محسن الحمزي ..
التأكيد على عقائدية المعركة تبقى القضية في مركز الجمع الذي يوحد طاقاتنا , ففي البداية كانت قضية فلسطين مسؤولية الأمة لكنها أصبحت بعد ذلك قضية الشعب الفلسطيني ونحن ندعمه , لذلك نحتاج إلى حملة سياسية وتعبوية واسعة لتذكير شعوب المنطقة بماهية العدو الصهيوني ووحشيته , فالإرهاب التكفيري كبير لكن الإرهاب الصهيوني يفوقه بكثير , والمواجهة مع العدو الصهيوني بحاجة إلى إخلاص شديد وترفع استثنائي عن المصالح والحساسيات ، ومن يحمل الراية لدفع المشروع الصهيوني عن الأمة ولحماية القدس يجب أن نلتف حوله ونسانده , فنحن نعتبر الكيان الإسرائيلي من أعدى الأعداء في هذا الوجود .. ومستعدون أن نموت ولا نمد يداً لإسرائيل .. أيا تكن الأحداث والمصائب والآلام التي تحصل فنحن لن نتخلى عن فلسطين ولا عن شعبها , وبالرغم من كل المآسي الحاصلة ستتمكن الأمة من الخروج من المحنة أصلب وسيكون الحساب مع “إسرائيل” عسيرا ، وكل المؤامرات والمصائب تجوهر ويريد الله سبحانه وتعالى أن تكون الأمة جديرة بالنصر الآتي وان تكون جديرة بحفظ هذا النصر , فالإسرائيليون أنفسهم تحدثوا عن زوالهم كحقيقة قرآنية وتوراتية وتاريخية ، وأنا أقول أن “إسرائيل” ستزول كما يذوب الملح في الماء , فالإسرائيليون مهزومون من الداخل حتى وان كانوا في جبروتهم ، مهما كان حال المسلمين فأننا نتحدث عن زوال “إسرائيل” بكل ثقة ويقين ؛ لكن لا نعيش أوهاما ولا أحلاما في ظل المؤامرات فعلى المؤمنين توحيد صفوفهم ، هذا الجهد المتواضع سيكون خطوة على الطريق الصحيح الذي يدعو إلى زوال “إسرائيل” ونبذ المذهبية , كما أننا نعلم حجم المؤامرات العربية والعالمية ولكن الأمة مرت بفترات أصعب مما نحن فيه ، لنكون أمة واحدة في وجه الغطرسة الإسرائيلية والأميركية .
ألم يأن الوقت لكي نقول الحق كله دون أن نخشى لومة لائم ، فالأمة الإسلامية تواجه وباء عالميا اسمه “الوباء المذهبي”، والطائفية هي “الجاهلية الجديدة” التي يحارب الاستكباريون بها الأمة الإسلامية , ونحن سنعمل بإخلاص لكي نجدد الميثاق مع الله (جل وعلا) ومع الرسول (ص) أننا ثابتون على العهد وعلى طاعة الله ورسوله (ص) وعلى خط أبطال الجيش واللجان الشعبية وفي سبيل الجهاد من أجل الحق والدفاع عن المظلومين والمستضعفين ، وسبيل الدفاع عن القيم القرآنية والرسالة الإسلامية , فالقضية الفلسطينية والصراع مع الكيان الإسرائيلي بوصلة العالم الإسلامي , كما أن وحدة الأمة هي السبيل الوحيد للنجاة في ظل المد الإرهابي الذي يستهدف المسلمين , كما أن الدولة اليهودية ’السرطانية’ تستغل الإضطرابات الإقليمية لتحسين علاقاتها مع الدول العربية المعتدلة , ومن أخطر الخسائر هي خروج فلسطين من دائرة الإهتمام الدولي .. ما أعطى فرصة تاريخية للعدو أن ينفذ مخططاته بغفلة من العالم ؛ فالمشروع الصهيوني أوسع من احتلال فلسطين ، والواجب الملقى على عاتق الجميع هو مواجهة المشروع الصهيوني بكل إمتداداته , ولن نجد قضية أو معركة تتمتع بهذا المستوى من المصداقية والأحقيّة والأخلاقية والشرعية والإنسانية كقضية القدس وفلسطين ومواجهة المشروع الصهيوني ؛ حيث أن لليهود دور في إشعال القتال والتناحر بين القبائل في الجزيرة العربية من قبل ظهور الإسلام , ثم تآمرهم على الدين الإسلامي والنبي محمد صلى الله عليه وسلم من الحقائق المسطرة في كتب التاريخ ، وقد قال الله تعالى في القرآن الكريم في سورة المائدة ” لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا “.