القضية الفلسطينية والجيل المعاصر
بقلم: رويدا البعداني
تبقى طقوس الحروب وحدها من تُحدد الخبيث من الطيب، وتُجسد كل بصمة أينعت بالمواقف البطولية المشرفة كذلك تُظهر كل وصمة عار لَطخت جبين العروبة ذات الخيانة، وهكذا كانت القضية الفلسطينية على رُحى الصمت العالمي تُطحن فيها كل أنواع الألم وتكتوي بلظاها أشد المعاناة الذي سيظل نشيجها صدى يرافق كل من تخاذل بنصرة هذه القضية وعزَّ عليه الدم الفلسطيني .
وهنا كان لليمنين توجه خاص ارتبط ارتباطا وثيقا بهذه القضية التي لمع ضوءها في
المظاهرات التي خرجت أفواجاً في غالبية المحافظات، وتارة في الفعاليات والأنشطة التي تُدشنها المدارس الحكومية والأهلية بحضور كوكبة من الهيئات التعليمية ذوي الشخصيات التي لها صداها التعليمي والتربوي ودروا بارزا في إحياء المناسبات، وتأييد الانتصارات، والرفض التام للخطط الممنهجة التي يشنها الكيان الصهيوني، وواقع فلسطين خير شاهد ودليل، حيث كان لهذه الهيئات التعليمية بصمة فخر واعتزاز، إذ عمدت على رفد أجيالنا بأهم القضايا المحتم عليهم تبنيها كأساسيات في هويتهم وحياتهم، كذلك مايتوجب عليهم فعله إزاء هذه المجازر الوحشية، وكيف يظهرون مواقِفهم التي يرفضون من خلالها كل صور الضيم والاجحاف المرتكبةِ بحق الشعب الفلطسيني منذ فجر الولادة.
إن للإذاعات المدرسية المتوجة بهذه القضية لوقع خاص لدى السامع والقارئ بنفس الوقت، فهي تشعل فينا جذوة العروبة التي انطفأ وهجها في ساحات غالبية الشعوب العربية، وتمنحنا أيضا الصمود والكفاح في وجه المحتل، وترسخ في أذاهننا الثقة المطلقة بالله وتجدد فينا نواة التوكل الذي يجعل الغلبة للثلة القليلة، لذا لزم على كل منصة تعليمية تجسيد هذه القضية، وغرسها بذهن وقلب كل جيل ناشئ، لتكون أجل حكاية سرمدية لاتنامُ أبدًا.