القدرات اليمنية وصلت لمرحلة كسر العظم وتحالف السعودية والإمارات من الهجوم إلى الدفاع ماذا بعد؟؟بقلم/زين العابدين عثمان
الحقيقة/زين العابدين عثمان
الواقع الاستراتيجي والعسكري القائم حاليا للحرب الكونية العدوانية التي يقودها التحالف السعودي الإماراتي منذ أربعة أعوام على اليمن، لم يعد هو ذاته في بداية الحرب بل إنه بات يعطي متغيرات وتحولات مفصلية غيرت إلى حد كبير في موازين القوة والمواجهة ، خصوصا بعد أن اجتاحت المؤسسة الدفاعية اليمنية الساحة بقدراتها العسكرية المتطورة وفي مقدمتها المنظومات الباليستية التي وصلت إلى مستويات تقنية وتكنولوجية عالية الكفاءة والفاعلية على مسرح العمليات إذ ظهرت منظومات ذكية ودقيقة جدا كصواريخ بدر 1P ومنظومة بدر F [ التوشكا] الذي طورت محليا وأظهرت نتائج مذهلة ميدانيا وأيضا المنظومات البعيدة المدى بركان 2H، كذلك منظومات سلاح الجو المسير التكتيكي الذراع النارية الأخرى التي قدمت نقلة استراتيجية عملاقة في العمليات الردعية التي تنفذها قيادة الجيش واللجان الشعبية ضد تحالف السعودية والإمارات والتي كان آخرها عملية ال9 من رمضان التي نفذ خلالها هجوم جوي بـ 7 طائرات دون طيار من طراز صماد3 على محطتي الضخ النفطية بالرياض التي تبعد أكثر من 1200 كم متر وتدمير خط الأنبوب البترولي الذي يمر عبره نحو3 ملايين برميل يوميا ويربط المنطقة الشرقية بالغربية للمملكة.
*القدرات اليمنية مع رصيد القوة هذه والأذرع النارية الضاربة الباليستية والجوية ومن واقع طبيعة العمليات الهجومية المتصاعدة على العمق السعودي والإماراتي أثبتت أنها تبوأت مقعدا جديدا في موازين القوة والاقتدار الاستراتيجي بكل أبعاده وأنها في صدد الانتقال الدراماتيكي من وضعية الامتصاص والدفاع إلى وضعية الهجوم التي أصبحت استراتيجية قائمة ومرتكزة على بنك أهداف عملياتي تم الإعلان عنه مؤخرا يحوي 300 هدف حيوي -اقتصادي وعسكري- في عمق الأراضي السعودية والإماراتية والتي تم رصدها و انتقاءها بشكل مدروس وبما يخدم الأغراض الاستراتيجية المطلوبة لتلبية مسارات المرحلة القادمة التي بلا شك ستكون هي التحول الذي سيدفع للحسم.
الحقيقية الثابتة التي يجب قولها إن السعودية والإمارات مع هذا الصعود الهائل للقدرات اليمنية وتعرض عواصمهما الرياض وأبو ظبي للقصف والاستهداف الاستراتيجي لأكثر من عملية من قبل الصواريخ الباليستية والطائرات دون طيار اليمنية فلم يعد بالإمكان أن تواصل الحرب باليمن بالطريقة نفسها وبالاستراتيجيات نفسها، فالحرب لم تعد هينة أو سهلة على الإطلاق وخسائرهم الدراماتيكية للمبادرة الميدانية واضحة وباتت حقيقية انكسارهم الاستراتيجي والعسكري في مسألة حسم الحرب لصالحهم أو حتى الخروج منها بصورة مشرفة مستحيلة ، فالحرب باليمن حاليا خارج السيطرة ومساراتها الجيواستراتيجية باتت أكثر تعقيدا فقد تحولت إلى سجن فعلي يصعب فيه الانتصار أو الخلاص منه وحقل استنزافي كبير جدا يستهلك الطاقات العسكرية والاقتصادية للسعودية والإمارات اللتين ما زالتا تدفعان يوميا مبالغ ما نسبتها 200 مليون دولار يوميا كقوة تشغيلية للحرب فضلا عن مئات الملايين الأخرى لتغطية تكاليف الخسائر العسكرية وشراء الأسلحة الدفاعية لمواجهة الأخطار الاستراتيجية القادمة من اليمن .
* النظام السعودي والإماراتي فشل بالحرب واستنفد كل خياراته وأوراقه وقد ثبت ذلك عمليا والأحداث الأخيرة أثبتت أن شغلهم الشاغل اليوم هو في كيفية الدفاع وليس الهجوم كأولى الأولويات الضرورية وأن جميع عملياتهم الجوية في اليمن لم تعد سوى ردة فعل وليس للفعل، وهذا أكبر مدلول للهزيمة.
*في الأخير المرحلة القادمة ستكون مرحلة [كسر عظم] واليمن بقدراته وإمكاناته سيدخلها من موقع المهاجم لا المدافع وسيشن عمليات هجومية كاسحة على الأهداف العملياتية المرسومة في حال لم تتوقف الحرب ولم يرفع الحصار عن الشعب اليمني فالأهداف التالية ستكون حساسة جدا بالعمق السعودي والإماراتي بحيث أنها تكرس من مفهوم الردع واستراتيجية كسر العظم للمنظومة الاقتصادية والأمنية والتوازن والاستقرار الاستراتيجي للسعودية والإمارات.