رفد الجبهات بالمال والسلاح والرجال مهمة القبائل اليمنية في مواجهة تحالف العدوان
تلعب القبائل اليمنية دوراً شديد الأهمية في التصدي لمشروع الهيمنة الذي هندسته الولايات المتحدة وعملت به السعودية وباقي الدول التي انضوت تحت مسمى “التحالف”. فهو لم يقتصر فقط على تحمّل الحصار الجوي والبحري والبري وكل المآسي الإنسانية والاجتماعية المترتبة عليه طيلة أكثر من 7 سنوات، بل عملت بشكل فاعل ومؤثر أدى في معظم الجبهات إلى تغيير المعادلات العسكرية لصالح الجيش واللجان الشعبية.
رئيس مجلس التلاحم القبلي الشيخ ضيف الله رسام أشار في حديث خاص مع موقع “الخنــادق” إلى عدد من الأدوار التي أدتها القبائل اليمنية في عدد من الميادين:
تحصين الجبهة الداخلية
من أحد أهم المعضلات التي تواجه الدول أثناء الحروب هي الحفاظ على الأمن الداخلي وهو الأمر الذي قدمت فيه القبائل اليمنية نموذجاً فعلياً، حيث يؤكد الشيخ رسام على انها استطاعت من خلال حل المشاكل والخلافات خاصة لناحية الثارات المتوارثة لدى العديد من العائلات والمشايخ في تحصين البيئة الداخلية والحؤول دون الغرق في مستنقع الحروب الأهلية الصغرى وبالتالي التصويب أكثر على الهدف الأول وهو محاربة العدوان.
ويؤكد الشيخ رسام على أن “القبائل قد شاركت في الثورة والدفاع عنها في الحروب الستة التي شنها النظام السابق وآل سعود على صعدة، حيث كان دورها محورياً في ساحات الثورة ومداخل صنعاء وقد اشاد بذلك الدور السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بمشاركة القبيلة في إنجاح الثورة ودورها الكبير والراقي”
التعبئة ورفد الجبهات بالمال والرجال
مع بدء الحرب على اليمن كان الجيش اليمني الذي تولى قيادته الرئيس السابق علي عبدالله صالح لأكثر من 33 عاماً هو يد السعودية في البلاد، وبالتالي كانت المواجهة تأخذ منحيين، الأول لقوات التحالف التي تشن حرباً دولية على صنعاء وتستخدم سلاح الجو بشكل أساسي، والثاني قوات الجيش التي تتبع لما يسمى “الشرعية” والرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي إضافة للميليشيات والمجموعات الإرهابية المسلحة مع حاجة الجيش واللجان الشعبية للعتاد والعديد. هنا، برز دور القبائل اليمنية بشكل لافت، حيث كانت الداعم الأول وبادرت منذ اليوم الأول للعدوان بالحشد والتعبئة لملئ الفراغ الذي خلّفه ذوبان الجيش والأمن بقوافل من المال والرجال” حسب ما أكد الشيخ رسام. مشيراً إلى ان “موقف القبائل اليمنية هو ضمن موقف القيادة العليا بالصمود والتصدي للعدوان والتصعيد مقابل التصعيد حتى يتم تحقيق النصر ونسقط عروش الظلمة والطغاة ويتم تحرير الامة وقرارها وكل الاراضي والمقدسات”.
القبائل حاضرة في أي مرحلة سياسية مقبلة
لطالما كانت القبيلة اليمنية حاضرة في مراحل السلم والحرب طيلة السنوات الماضية، كما ستكون حاضرة في أي مرحلة مقبلة حيث يؤكد رئيس مجلس التلاحم القبلي على أنه “لن تنجح اي حركة أو تحرك أو دعوة أو دولة ولا يستقر امرها في المستقبل كما كان الحال على مر التاريخ إلا بمشاركة القبائل في الرأي وصنع القرار”.
وعن اللقاءات القبلية مع السيد عبد الملك الحوثي، شرح الشيخ رسام أن كل اللقاءات كانت تترك “انطباعاً إيجابياً جداً بعد ما يسمعون القول السديد من السيد القائد إليهم والجواب المفيد عليهم ، والترحيب والتسهيل وكرم الضيافة من القبائل التي تستضيفهم، فيعودون بنظرة الارتياح ويحملون طباع الأخوة والصحبة القبلية والفهم الصحيح للدين والوطنية حسب ما ظهر من أرائهم وتعابيرهم”.
وفي تفاصيل الموضوعات والقضايا التي يتم تناولها، يقول الشيخ رسام “تحدث السيد عبد الملك الحوثي بما يدور من المستجدات في نطاق العدوان المفروض على اليمن واهداف الأعداء وخطورة التساهل والتراخي عن أداء الواجب في الدفاع عن الدين والوطن وضرورة التصالح والتسامح والتلاحم والمواجهة بوعي وبصيرة وقناعة بأن العدوان الذي يستهدف الجميع أرضاً وانساناً، وأن الغزاة والمحتلين لا يرحمون أحداً ولا يعطون قيمة ولا اعتبار ولا يمنحون السلامة والسلام والاحترام حتى للعملاء والخونة الذين يتعاونون معهم”.
وكان دائماً يشدد على “أن الاستسلام أخطر بكثير من المواجهة بل ونتائجه وخيمه وخسائره أكثر بكثير مما يقدمه رجال الله في مقاومة الباطل والطغيان ومواجهة التحديات والمؤامرات”، كما تم نقاش القضايا وطرح مطالب القبائل، حيث وجه السيد الحوثي الجهات المعنية بمعالجة الأوضاع بما هو ممكن ومتاح”.
- المصدر: “الخنادق” اللبناني