القاعدة وداعش.. شركاء التحالف الأمريكي في الحرب على اليمن
الإرهابيون حصلوا على المال والدعم اللوجستي ووثائق تفضح دور حزب الإصلاح
مع انطلاق العدوان على اليمن تنامت مشاركة عناصر تنظيمي “القاعدة” و”داعش” في مساندة قوات تحالف العدوان ومرتزقته في القتال ضد قوات الجيش واللجان الشعبية، عبر انخراط المئات من عناصر التنظيمين وبالأخص من تنظيم القاعدة في صفوف قوات المرتزقة الموالية لتحالف العدوان بقيادة السعودية باسم “المقاومة الشعبية والجيش الوطني” وغيرها من المسميات، وهناك اعترافات متعددة لقيادات عناصر تنظيم القاعدة في إصداراتهم الإعلامية تؤكد قتالهم إلى جانب مرتزقة العدوان، وهو ما وفر وهيأ لعناصر التنظيمين عدة جوانب لعل من أبرزها وأهمها الغطاء اللازم لحرية التحرك في المحافظات المحتلة وتمكينها من القيام بالعمليات الإجرامية في هذه المحافظات بصورة متكررة تكاد تكون شبه يومية.
جبهة العدوان والإرهاب الأمريكي متحدة
في المعارك الأخيرة بمحافظة البيضاء خسر التحالف الأمريكي السعودي إحدى الأرواق الميدانية التي يعتمد عليها في إسقاط المحافظات والسيطرة عليها وهو ما عبرت عنه وسائل اعلام التحالف والمحسوبون عليه وبياناته التي صدرت إثر انتهاء العمليات وبالترافق معها ، إذ أن العمليات الهجومية التي نفذها الجيش واللجان الشعبية منتصف العام الفائت تمخضت عن سقوط معاقل داعش والقاعدة وهروب المقاتلين إلى مارب وأبين وشبوة ولحج والضالع ، رغم الاسناد الجوي الذي وفرته طائرات التحالف السعودي الأمريكي الإماراتي.
خلال الأعوام الستة الماضية منذ بدء العدوان التحالفي على اليمن ، شهدت جبهات تحالف العدوان حضورا ومشاركة فاعلة لمقاتلي التنظيمات التكفيرية “أنصار الشريعة- القاعدة – داعش” ، ووثقت وسائل الإعلام الدولية مشاركة عناصر هذه التنظيمات إلى جانب المرتزقة المقاتلين ضمن صفوف التحالف في جبهات تعز والساحل الغربي وعدن وأبين، وشوهدت أعلام القاعدة وشعاراته ترفرف داخل مواقع الفصائل والتنظيمات التي تقاتل في صفوف تحالف العدوان ، بما فيها من يطلق عليهم الجيش الوطني.
في يونيو من العام 2015م أعلن خالد باطرفي زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، عن مشاركة التنظيم القتال في 11 جبهة إلى جانب ما يسمى تحالف دعم الشرعية ، اتخذت مشاركة عناصر القاعدة ضمن تشكيلات تحالف العدوان شكلين أساسيين وفقاً لمصادر عسكرية وتقارير إعلامية ، تمثل الأول بانخراط مقاتلي التنظيم ضمن قوام المقاتلين الذين أطلق عليهم” الجيش الوطني” مع إخفاء أي علامات تدل على هويتهم وانتمائهم للقاعدة، لعدم إثارة الرأي العام الخارجي، وإحراج تحالف العدوان دولياً.
لكن قيادي سابق في القاعدة رافق زعيم تنظيم القاعدة في مأرب أبو فواز المأربي اعترف في تسجيل مرئي عن مشاركة عناصر التنظيم في مأرب بالقتال إلى جانب مقاتلي تحالف العدوان ، وذكر أبو عبدالله الضالعي وهذا هو اسمه وفقاً للتسجيل الذي بثه تنظيم داعش أن أبو فواز المأربي مرحب به في معسكرات ما يسمى الشرعية ويتلقى التحية من الجنود / وأنه عند السؤال عن وجود جبهة للتنظيم في صرواح تلقى إجابة بلا ، وعرف أن عناصر التنظيم يقاتلون إلى جانب الجنود، ويتم استدعائهم لصد الزحوفات التي ينفذها الجيش واللجان الشعبية.
– الشكل الثاني: القتال إلى جانب التحالف ضمن جبهات مستقلة أو ضمن مجاميع سلفية متشددة كما هو الحال في جبهات البيضاء وجبهات الحدود وتعز ومأرب إذ يعتبر قاسم الريمي وهو زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أن المشاركة في القتال ضد أنصار الله فرصة لتجنيد عناصر جديدة في التنظيم.
تعتبر التنظيمات الإرهابية واحدة من مكونات ما يطلق عليه تحالف الشرعية والذي تقوده أمريكا والسعودية والإمارات ، وتم تعيين قيادات في مناصبة سياسية وإدارية بقرارات من الفار هادي ، فالقيادي في القاعدة نايف القيسي محافظاً للبيضاء في وقت سابق، وحمزة المشدلي مشرفاً على جبهات “ما يسمى بالشرعية في البيضاء ” كما لقي غالب الزايدي مصرعه مع عدد من عناصر التنظيم في جبهة صرواح وهم يقاتلون في صفوف “قوات تحالف العدوان والتي تتبع هادي”.
جرى ضم العديد من عناصر القاعدة وقيادات التنظيم إلى صفوف ما يطلق عليه “الجيش الوطني” على غرار لواء الفتح في مأرب حيث عين القيادي في القاعدة والعائد من أفغانستان محسن القادري مسؤولاً مالياً للواء وقيادات أخرى لاقت مصرعها كالقياديين في القاعدة صالح الحداء وشادي الشاطر ، ونظير تشارك القاعدة ما يسمى شرعية هادي في قتال الجيش واللجان الشعبية برعاية تحالف العدوان الأمريكي السعودي جرى منح قيادات القاعدة وداعش وأنصار الشريعة مواقع ومعسكرات للتدريب، وأسلحة من تحالف العدوان ، وتلقى عناصر التنظيم تدريبات عسكرية مشتركة مع “قوات هادي العميلة”.
القتال بأسلحة التحالف الأمريكي السعودي:
كشف تحقيق أجرته محطة سي إن إن الأمريكية أن قوات التحالف السعودي الأمريكي نقلت أسلحة أمريكية الصنع وسلمتها إلى مقاتلي القاعدة ، وقال محققون إن أسلحة بريطانية وأمريكية وجدت في أيدي تنظيمات إرهابية تقاتل ضمن ما يسمى تحالف دعم الشرعية ، شملت عربات مدرعة ومنصات صواريخ وعبوات ناسفة وبنادق متطورة.
حصل تنظيم القاعدة على الذخيرة والأموال من تحالف العدوان السعودي الأمريكي ضمن صفقات واتفاقات تمت بموجبها دعم التحالف للتنظيمات الإرهابية مقابل مشاركتها للقتال في صفوف التحالف السعودي الأمريكي، حصلت الثورة على معلومات أفادت بأن تنظيم القاعدة أبرم مع مليشيا “حزب الإصلاح” جناح إخواني في اليمن اتفاقا في يوليو 2020م حصلت بموجبه التنظيم على ما نسبته 40% من الذخيرة التي يرسلها التحالف السعودي كدعم للمقاتلين في مارب ، مقابل إشعال جبهات قتال في محافظة البيضاء ، ومشاركة كثيفة لمقاتلي القاعدة في جبهات مأرب.
تفيد معلومات سابقة لمسؤول أمريكي أن حزب الإصلاح عمل بشكل منتظم على ضمان تزود القاعدة بالسلاح وإيصال المواد المستخدمة في صنع العبوات وتفخيخ السيارات وصناعة الأحزمة الناسفة، وتحدث المسؤول عن قيام المدعو حميد الأحمر ببيع مسلحي التنظيم قناصات متطورة.
أنشطة تجسسية:
نشط تنظيم القاعدة لمد التحالف والمرتزقة بالمعلومات العسكرية والاحداثيات وعمليات الرصد المتعددة وتنفيذ استهدافات لبعض الشخصيات ،وذكرت تقارير استخبارية أن التنظيم تكفل باستقطاب مقاتلين وإيوائهم في البيضاء ومن ثم نقلهم بعد فرزهم إلى الجهات التي ينتمون إليها، وفيما يتعلق بعناصر التنظيم أو السلفيين المتشددين فيجري إرسالهم إلى جبهة علب كونها تتبع مباشرة للقاعدة والسلفيين المتشددين.
وأفادت معلومات عسكرية متقاطعة عن وجود قنوات نشطة لتبادل المعلومات بين ما يسمى تحالف الشرعية وبين تنظيم القاعدة ، وبحسب معلومات الأجهزة الأمنية في صنعاء: فإن تنظيم القاعدة نفذ عمليات تخريبية لزعزعة الجبهة الداخلية وخدمة العمليات الحربية للتحالف والمرتزقة، شملت 110 استهدافات للجيش والأجهزة الأمنية وحلت محافظة البيضاء في صدارة الاستهدافات تليها محافظة إب.
وتنفيذ 229 عملية اغتيال ومحاولة اغتيال وقعت معظمها في السنة الأولى من العدوان، بالإضافة الى زرع 766 عبوة ناسفة وحازت البيضاء النصيب الأكبر كذلك من عمليات التنظيم للاستهداف عبر زرع العبوات بواقع 331 عبوة فيما توزعت باقي العمليات على باقي المحافظات اليمنية وفي العاصمة صنعاء ، وفي وقت سابق أشار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته أنه طلب من قطر والسعودية والإمارات وقف تمويلاتهم للإرهابيين ، جاء حديثه إثر الجدل الإعلامي الذي أثير على خلفية الخلافات السعودية القطرية والاتهامات الموجهة ضد بعضهما.
بحسب وكالة اسوشيتد برس: فإن أحد زعماء التنظيمات الإرهابية في اليمن وهو مصنف في قائمة الإرهاب الأمريكية بسبب علاقته مع القاعدة تلقى في عام 2018م بانتظام أموالاً من الإمارات لإدارة مليشياته ، كما صرح مساعده الخاص للوكالة الأمريكية ، في حين أن قائداً آخر منحه التحالف السعودي الأمريكي مبلغ 12 مليون دولار ، وقد خلصت الوكالة الأمريكية في تحقيق استقصائي نشرته عام 2018 ، إلى أن مقاتلي القاعدة وداعش يقفون في اليمن في صف التحالف السعودي الأمريكي وبإشراف الضباط الأمريكيين.
أوجه التعاون التي تثبت العلاقة بين قوى تحالف العدوان ومرتزقتها من جهة وعناصر تنظيم القاعدة وداعش من جهةٍ أخرى كثيرة أهمها ما يلي:
أولاً: الأنشطة العسكرية لتنظيم القاعدة:
وتتمثل في المشاركة في جبهات القتال، حيث قامت دول العدوان على اليمن وفصائل مرتزقتها باستيعاب عناصر من تنظيم القاعدة لمساندتهم في القتال ضد قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية، وقد أعلن التنظيم على لسان المدعو/خالد عمر سعيد باطرفي الأمير الحالي للتنظيم في منتصف شهر يونيو من العام2015م عن مشاركته مع من أسماهم “إخواننا المسلمين في اليمن” في القتال ضد قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية في عدد”11″جبهة ضمن قوات تحالف العدوان ومرتزقته، كما تحدث الزعيم السابق للتنظيم في جزيرة العرب الصريع/قاسم الريمي في مقابلة صحفية أجرتها معه ما تسمى مؤسسة الملاحم نهاية شهر إبريل من العام2017م، بأن المشاركة في القتال ضد الجيش اليمني واللجان الشعبية يمثل مرتعاً خصباً لتجنيد عناصر جديدة وضمهم إلى صفوف التنظيم.
ويشارك تنظيم القاعدة في القتال في الجبهات من خلال شكلين:
الشكل الأول: قيام تنظيم القاعدة بالقتال في (جبهة مستقلة ومنفردة عن قوات تحالف العدوان على اليمن ومرتزقته) أو (ضمن تشكيلات العناصر الوهابية المتطرفة) وهذه الجبهات في (البيضاء ــ تعز ــ الحدود اليمنية السعودية”جبهة علب”) حيث تقدّم دول العدوان على اليمن وعلى وجه الخصوص السعودية الدعم المالي واللوجستي الكامل لعناصر تنظيم القاعدة في هذه الجبهات، ووصل الأمر إلى تعيين قيادات تابعة للتنظيم كقادة لبعض الجبهات وإنشاء ألوية للبعض الآخر منهم، وغير ذلك مما سيتم الإشارة إلى تفاصيله لاحقا .
الشكل الثاني: اشتراك عناصر من تنظيم القاعدة بالقتال إلى جانب تشكيلات تابعة لمرتزقة العدوان في مختلف الجبهات مثل جبهات (لحج ــ الساحل الغربي ــ حجة ــ مأرب ــ الجوف ــ البيضاء) وغيرها، حيث تشير إحصائيات مؤكدة إلى أنه من بين كل ألف عنصر مرتزق يوجد”50 – 70″عنصراً من ذوي الفكر المنحرف ولهم ارتباطات وعلاقات مع تنظيم القاعدة أو كانوا من عناصر التنظيم، كما أن هناك الكثير من الدلائل التي تؤكد هذه المشاركة .
ثانياً: تقديم الدعم اللوجستي
تقوم دول تحالف العدوان على اليمن بتقديم السلاح لعناصر تنظيمي القاعدة وداعش بمختلف أشكاله “الخفيف والمتوسط والثقيل” حيث سبق وأن أعلن التحالف رفض تنظيم القاعدة إعادة عدد”11″مدرعة كان قد أعطاها التحالف للتنظيم في وقت سابق قبل احتلال محافظة عدن، كما تسلّمت عناصر القاعدة على سبيل المثال نهاية العام 2015م شحنة أسلحة قادمة من السعودية من ضمنها عدد “5” مدرعات حديثة، وكذا عربات إماراتية ظهر على إحداها المدعو الصريع/أبو محمد السهيلي وذلك قبل استخدامه لهذه العربة في عملية انتحارية بمحافظة عدن أعلن تنظيم داعش تبنيه لها.
بالإضافة إلى دعم السعودية لعناصر تنظيم القاعدة التي تم تشكيلها ضمن ألوية ووحدات عسكرية بسلاح ومعدات عسكرية متنوعة كلواء الأماجد ولواء الفتح، وكذا تقديم الدعم من قبل تحالف العدوان على اليمن ومرتزقته للتنظيم تحت مسمى دعم المقاومة، كما يحصل في محافظة البيضاء والتي يتم فيها دعم تنظيم القاعدة وبالتحديد في جبهات الزاهر والصومعة وقيفة “سابقاً” تحت مسمى دعم (مقاومة قيفة، مقاومة الحازمية، مقاومة آل حميقان).
قيام تنظيم القاعدة بشراء السلاح من قيادات وعناصر مرتزقة العدوان الذين يعمدون إلى بيع أسلحة نوعية لهذا التنظيم، حيث سبق وأن أشارت معلومات مؤكدة إلى قيام المدعو/عبدالله حميد الأحمر ببيع قناصات من نوع خاص لعناصر من التنظيم.
وكشف مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية عن وجود وثائق تم مصادرتها في عملية الإنزال في منطقة قيفة بمحافظة البيضاء بتاريخ 29 /1 /2017م، تشير إلى قيام حزب التجمع اليمني للإصلاح بعملية تسليح لتنظيم القاعدة وإيصال مواد متفجرة مستخدمة في صنع العبوات والأحزمة الناسفة وتفخيخ السيارات.
كما نشر موقع صحيفة الأيام بتاريخ 25 /8/ 2020م، خبراً تحت عنوان “الشرعية تسلم القاعدة سلاحاً ثقيلاً، وقيادة المعركة في شقرة”، وبحسب من يسمى الناطق باسم المنطقة العسكرية الرابعة والمتحدث باسم القوات المسلحة الجنوبية بمحور أبين المدعو/ محمد النقيب، فإن ما تسمى بالشرعية سلمت العناصر المدربة من تنظيمي القاعدة وداعش المتواجدة بمحافظة أبين أسلحة ثقيلة من بينها مدافع هاون ومدافع “37” ودبابات، بعد وصول تلك العناصر من محافظتي البيضاء ومارب بالتنسيق مع ما أسماها قيادات في الجيش اليمني “جيش مرتزقة العدوان” كتعزيز لجبهة شقرة، والتي فشلت في تحقيق أي تقدم عسكري على حساب ما يسمى القوات الجنوبية المنتشرة من ضواحي شقرة إلى منطقة الشيخ/ سالم.
ثالثاً: الأنشطة الاستخبارية والأمنية:
يقوم تحالف العدوان على اليمن عبر عناصر محسوبين على مرتزقته المتواجدين في محافظة مارب بالعمل مع بعض قيادات تنظيم القاعدة للقيام بعمليات استقطاب وتجنيد للكثير من العناصر التي تنتمي للتنظيم للعمل لصالح دول العدوان، سواءً في أماكن تواجدهم في المحافظات التي تديرها سلطة المجلس السياسي الأعلى مستغلين خبراتهم السابقة في الجوانب العسكرية، أو من خلال سفرهم إلى محافظة مارب ومن ثم ضمهم في كشوفات التجنيد التابعة للألوية والمعسكرات التابعة لمرتزقة العدوان أو تلك الواقعة داخل أراضي دولة العدوان السعودية في جبهات الحدود، علماً بأن هناك جبهة خاصة سبق وأن سُلمت لعناصر تنظيم القاعدة وهي جبهة علب شمال الجوف .
كما يقوم تنظيم القاعدة بالمساهمة في تهريب عناصر مقاتلة تريد الالتحاق بالمعسكرات والتشكيلات التابعة لمرتزقة العدوان، حيث تقوم عناصر من القاعدة باستقبالهم في مناطق متعددة في محافظة البيضاء ومن ثم أخذهم إلى أي من المساجد وإلقاء خطب مطولة عليهم عن الجهاد، وبعدها يتم فرزهم وإرسالهم بحسب الجهات التي ينتمون إليها، حيث يتم إرسال عناصر كل فصيل إلى منطقة القتال التي يتواجد فيها هذا الفصيل، وفيما يتعلق بالمحسوبين على التيار الوهابي أو تنظيم القاعدة كان يتم إرسالهم إلى معسكرات خاصة في السعودية ومن ثم نقلهم للقتال في جبهة علب كونها خاصة بعناصر تنظيم القاعدة والسلفيين.
تقوم عناصر من حزب للإصلاح وعناصر أخرى من مرتزقة العدوان بتهريب السلاح والمعدات العسكرية التي يحتاجها تنظيم القاعدة من محافظة مارب أو أي من المحافظات الجنوبية إلى محافظة البيضاء، منها ما قام به المدعو/عبد الفتاح الحسيني(أبو صالح الحسيني وهو من عناصر حزب التجمع اليمني للإصلاح ومن أبرز المهربين بمحافظة مارب) بتهريب أسلحة بمختلف أنواعها وكذا عناصر تابعة للتنظيم إلى محافظة البيضاء ومحافظات أخرى.
من المسلم به هو وجود عمليات تبادل للمعلومات بين تنظيم القاعدة وبين مرتزقة العدوان على اليمن لاسيما الموالين لما تسمى الشرعية وحزب التجمع اليمني للإصلاح، حيث يقوم تنظيم القاعدة بتمرير أي معلومات يحصل عليها إليهم، خاصةً إحداثيات مواقع الجيش واللجان الشعبية وذلك لاستهدافها بطيران تحالف العدوان، وإن كانت المعلومات تهم دول العدوان يتم تمريرها أيضاً عبر قيادات مرتزقة العدوان، وإن كانت لدى العدوان ومرتزقته معلومات تهم القاعدة فإنه يتم تمريرها إليهم خاصةً إذا كانت عن قوات الجيش واللجان الشعبية وتحركاتها، وكذا عمليات الرصد التي تتم ضد قوات الجيش واللجان الشعبية .
إيجاد غطاء لعمليات الانسحاب والنقل والتمويل واشهرها ما قامت به دولة الإمارات من عمليات تغطية عملية انسحاب ونقل عناصر تنظيم القاعدة من المكلا، و من وادي حضرموت، و من الصعيد بمحافظة شبوة ، و من مناطق بمحافظة أبين ، ومن محافظة لحج، وكذا الانسحاب من محافظة عدن، وجميع عمليات النقل أطلقت عليها دولة العدوان الإمارات مسميات مزعومة توحي بأنها تندرج في إطار ما تسمى “عمليات مكافحة الإرهاب” وصبغتها بالإشراف الأمريكي، عبر الترويج لما سمي بصفقة الانسحاب والتي نصت ً على قيام عناصر تنظيم القاعدة بالانسحاب مقابل السماح لهم بأخذ الأسلحة والأموال التي سيطروا عليها أو نهبوها وأن لا تتم ملاحقتهم، بالإضافة إلى ضم مجموعة من تلك العناصر إلى صفوف ما تسمى قوات الحزام الأمني الموالي للإمارات وضمهم إلى كشوف ألوية عسكرية تابعة لدول العدوان ومرتزقتها، وقد أشارت معلومات مؤكدة إلى أن المدعو/صالح بن فريد العولقي(أحد مشائخ الصعيد بمحافظة شبوة) تمكن وآخرون من التفاوض مع عناصر من تنظيم القاعدة لإعلان الانشقاق عن التنظيم مقابل ضمهم على ما تسمى قوات الحزام الأمني، ورغم نفي العولقي عقد أي اتفاق بين الإمارات والقاعدة إلا أن ما تم رصده من تحركات يؤكد صحة الاتفاق المشار إليه.
تقوم عناصر تنظيم القاعدة بتنفيذ عمليات شبه يومية لاستهداف الجيش والأمن واللجان الشعبية وبالتحديد في محافظة البيضاء، علماً بأن بعض هذه العناصر التي كانت تنفذ العمليات على سبيل المثال تعتبر ضمن ما يسمى “مقاومة الحازمية” والتي تقاتل في جبهة الصومعة وتتلقى الدعم من تحالف العدوان على اليمن ومرتزقته على أنهم مقاومة وليسوا عناصر تابعة للتنظيم.
قام حزب الإصلاح التابع لما تسمى الشرعية بالتنسيق مع تنظيم القاعدة للاستفادة من خبرات التنظيم عبر إشراكه في تدريب عناصر أمنية من حزب التجمع اليمني للإصلاح تتبع ما يسمى (العمل الخاص) على تنفيذ عمليات إجرامية مثل التي يقوم بها تنظيم القاعدة، حيث عمد حزب التجمع اليمني للإصلاح إلى جمع عناصر له من مختلف المحافظات إلى معسكر اللبنات بمحافظة الجوف، وقد شارك عدد من قيادات تنظيم القاعدة على رأسهم المدعو الصريع/صدام المذحجي(شامل الصنعاني وكان آنذاك أمير ولاية صنعاء) في تدريب تلك العناصر على مجالات عدة أهمها(تشريك وتفجير العبوات الناسفة – الاغتيالات) وقد تم القبض على عناصر هذه الخلية في العاصمة صنعاء بعد أن قامت بتنفيذ العديد من العمليات الإجرامية (اغتيالات – تفجيرات).
قيام المدعو/علي محمد القوسي والذي (سبق وأن تم تعيينه من قبل ما تسمى حكومة الشرعية محافظاً لمحافظة ذمار)بالتنسيق مع المدعو/محسن محمد علي القادري(أمير ولاية ذمار ومن العائدين من أفغانستان)للقيام بعمليات إجرامية وتخريبية بمحافظة ذمار تستهدف قوات الجيش واللجان الشعبية والرافضين للعدوان، وتقديم الدعم له للقيام بذلك.
على إثر ارتفاع حدة التباينات والاقتتال بين فصائل مرتزقة العدوان الموالية للإمارات وعلى رأسها الانتقالي، والفصائل الموالية لما تسمى الشرعية المدعومة سعودياً وعلى رأسها حزب التجمع اليمني للإصلاح، فقد انعكس ذلك بشكل أكبر على تنفيذ العمليات الإجرامية في المناطق المحتلة وعلى وجه الخصوص في محافظة عدن بالإضافة إلى محافظتي أبين وشبوة، وأغلب هذه العمليات – إن لم تكن جميعها – ضمن مشروع الفوضى الخلاقة ، حيث يقوم كل طرف بتنفيذ عمليات ضد موالين للطرف الآخر، وكمثال وشاهد حي على ذلك يمكن الإشارة إلى نموذج من الاتهامات المتبادلة بهذا الخصوص، حيث تقوم الفصائل الموالية للإمارات بتوجيه الاتهامات لحزب التجمع اليمني للإصلاح بالقيام بعمليات إجرامية واغتيالات ضد عناصر وقيادات من هذه الفصائل، وكذا الاتهامات الموجهة من قبل حزب التجمع اليمني للإصلاح للفصائل الموالية للإمارات بالقيام بعمليات إجرامية واغتيالات طالت خطباء وأئمة مساجد تابعين للإصلاح بالإضافة إلى بعض قيادات الحزب، ومن ذلك ما يلي:
الاتهامات الموجهة لفصائل موالية لحزب التجمع اليمني للإصلاح بالقيام بعدد”86″عملية إجرامية ضد الفصائل الموالية للإمارات منذ بدء العام 2018م، ومؤخراً اتهمت قيادات المجلس الانتقالي حزب الإصلاح باغتيال كوادر الجنوب أمثال (بن علي جابر ورفاقه في حضرموت – طلال عريق في شبوة – الإعلامي والمصور نبيل القعيطي في عدن) وجاء ذلك على لسان قيادات المجلس الانتقالي ومنهم المدعو/هاني علي سالم بن بريك (نائب رئيس المجلس الانتقالي ولديه خلفية فكرية متطرفة) والمدعو/أحمد عمر بن فريد العولقي (رئيس دائرة العلاقات الخارجية في المجلس).
وكانت صحيفة “ليبراسون” الفرنسية قد أشارت إلى تورط ما تسمى حكومة الشرعية التي يتبعها حزب الإصلاح في اغتيال الصحفي/نبيل القعيطي على إثر تحالفها مع القاعدة.
الاتهامات الموجهة للفصائل الموالية للإمارات بالقيام بعدد”102″عملية إجرامية منذ بدء العام 2018م، وحوالي”30″عملية اغتيال خطيب وإمام مسجد محسوبين على حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمين في اليمن) وذلك منذ بداية العام 2017م وحتى منتصف شهر أكتوبر من العام 2018م، وقد نشرت العديد من وسائل الإعلام التابعة لحزب التجمع اليمني للإصلاح كصحيفة “أخبار اليوم” وكذا الإعلامي/محمد الضبياني، اتهامات للمدعو/هاني علي سالم بن بريك- القيادي في المجلس الانتقالي بتنفيذ عشرات الاغتيالات التي طالت علماء ودعاة محسوبين على حزب التجمع اليمني للإصلاح والوهابيين وقد تم تسريب وثائق وكشف تفاصيل عن هذه العمليات وفق اعترافات المتهمين.
– يوجد تنسيق أمني كبير بين عناصر تنظيم القاعدة وبين فصائل مرتزقة العدوان لاسيما التابعة لما تسمى الشرعية، ورغم تداخل هذا الجانب مع الجانب الاستخباري، إلا أن إفراده على هذا النحو يأتي من زاوية أن عناصر التنظيم تتحرك تحت مظلة هذه الفصائل التي توفر لها الغطاء المناسب من خلال تسهيل تحركها من النقاط العسكرية والأمنية في جميع المناطق التي تسيطر عليها فصائل مرتزقة العدوان، كما أنه يتم منح بعض عناصرها وقياداتها بطائق عسكرية وأمنية تمكنها من التحرك والتنقل بحرية، وهو ما أكدته الوثائق التي تم العثور عليها في أوكار عناصر التنظيم بمنطقة قيفة بمحافظة البيضاء والتي سيتم الإشارة إليها في الفقرات القادمة من التقرير، بالإضافة إلى تنسيقات تجري بين تنظيم القاعدة ومرتزقة العدوان لإخراج بعض عناصر التنظيم التي تم القبض عليها من قبل مرتزقة العدوان لاسيما في مارب.
ما تجدر الإشارة إليه هو أن المناطق التي يسيطر عليها حزب التجمع اليمني للإصلاح تعد البيئة الأكثر أمناً لعناصر تنظيمي القاعدة وداعش، وتعد محافظة مارب المركز الأول من هذه المناطق لإيواء عناصر القاعدة خصوصاً وإمدادهم بالمال والسلاح والدعم اللوجستي، وقد تم العثور على وثائق تثبت هذا الجانب أيضاً في أوكار عناصر التنظيم بقيفة، كما تتواجد أغلب العناصر الأجنبية في مآوى في هذه المحافظة أيضاً.
صحيفة الثورة