القائد : نفكّر بمرحلة خامسة وسادسة ولدينا خيارات مهمة جدًا وحسّاسة
أكد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن الاحتلال “الإسرائيلي” لمعبر رفح لا يستهدف الشعب الفلسطيني فقط وإنما هو استعراض ضد الشعب والجيش المصري، وأن اجتياح معبر رفح هو تحدٍ لمصر ويشكل تهديدًا لأمنها كما أنه ينتهك ويتجاوز الاتفاقيات معها، وقال “من الآن نحن نفكر أيضًا في المرحلة الخامسة والمرحلة السادسة ولدينا خيارات مهمة جدًا وحساسة ومؤثرة على الأعداء، وليس هناك بالنسبة لنا أيّ خطوط حمراء يمكن أن تعيقنا عن تنفيذ عملياتنا”.
وأشار إلى أنه “مع العدوان “الإسرائيلي” على رفح تشمل مرحلة التصعيد الرابعة أي سفن لأي شركة لها علاقة بالإمداد أو نقل بضائع للعدو وإلى أي جهة ستتجه”، مجددًا التأكيد أن أيّ سفينة نقلت بضائع لموانئ العدو من بعد صدور قرار الحظر فإنها ستكون هدفًا لنا في أيّ مكان تطاله أيدينا”.
كلام السيد القائد جاء خلال خطابه الأسبوعي، الخميس 9/5/2024، حول آخر التطورات على الساحتين الفلسطينية والدولية، مشيرًا إلى أن اجتياح معبر رفح بطريقة استعراضية يمثل استفزازًا للعرب والمسلمين ويعكس الاستخفاف بهم، كما أن العدوان الصهيوني على رفح يستهدف النازحين فيها، والتهديد لهم في هذه المرحلة أصبح أكثر من أي مرحلة مضت.
قائد الثورة لفت إلى حزب الله في لبنان يكثف عملياته على العدو “الإسرائيلي”، وأنه ردّ على تهديدات وزير الحرب الصهيوني في نفس اليوم بعمليات قوية، مضيفًا “حزب الله يتجه إلى التصعيد كلّما صعّد العدو”.
كما أشار إلى أن العمليات في جبهة اليمن مستمرة في الاستهداف للسفن الأميركية و”الإسرائيلية” والبريطانية والمرتبطة بالعدو الصهيوني، وقد بلغت السفن المستهدفة 112 سفينة، وكانت العمليات خلال هذا الأسبوع بـ 10 صواريخ باليستية ومجنحة وطائرة مسيّرة، مشيرًا إلى أن عدد العمليات خلال شهر شوال 25 عملية نُفّذت بـ 71 صاروخًا باليستيًا ومجنحًا وطائرة مسيّرة.
الأميركي شريك لـ “الإسرائيلي”
وأضاف السيد القائد أن “استهداف العدو لرفح لم يتوقف، لكنه بهذه العملية البريّة يهدف إلى ارتكاب المزيد من المجازر، بينما الموقف الأميركي يحاول أن يخادع الرأي العام وأن يقدّم صورة زائفة تجاه ما يفعله العدو “الإسرائيلي” في رفح”.
وتساءل “عندما يقول الأميركي إنه يوافق على عملية في رفح بشرط إجلاء المدنيين، فإلى أين يذهبون وكل القطاع مستهدف؟”، مضيفًا “الأميركي هو الذي قدّم الإشارة لـ “الإسرائيلي” باحتلال معبر رفح وصدرت تصريحات أميركية تؤكد تقديم خيارات عن عمليات لمواقع معينة”.
ولفت السيد عبدالملك الحوثي إلى أن الأميركي بكل وضوح شجّع “الإسرائيلي” لاحتلال معبر رفح وهيّأ له الظروف وهو شريك في كل جرائمه، مبيّنًا أن الخطورة الآن على ما تبقّى من رفح وما قد يترتّب على العدوان من مجازر ومآسٍ كبيرة للشعب الفلسطيني.
ونوّه إلى أن العدوان على رفح يهدف لمضاعفة معاناة الشعب الفلسطيني ومزيد من الحصار والتجويع، مضيفًا أن الأميركي يحاول خداع الرأي العام عبر مزاعم الضغط على العدو “الإسرائيلي” بإيقاف شحنة الأسلحة، وقد وفرّ له مخزونًا ضخمًا من القنابل والأسلحة، وبمجرد أن يقرر وقف العدوان على غزة سيتوقف، و”الإسرائيلي” سيتوقف ولن يتقدّم بأي خطوة إضافية.
ولفت السيد القائد إلى أن الأميركي قدّم فيما سبق شحنات كبيرة من الأسلحة للعدو “الإسرائيلي” كافية لإبادة الأهالي في رفح، ولا ينبغي لأحد أن ينخدع بالموقف الأميركي فهو شريك فعلي بكل جرائم الإبادة في غزة وله الدور الأساسي في احتلال معبر رفح، واحتلال معبر رفح لن يحقق للعدو أي إنجاز عسكري لأنها منطقة مدنية وليست جبهة عسكرية للمجاهدين، مشيرًا إلى أن تقدم العدو في أجزاء من رفح لن يحقق له إنجازًا عسكريًا، فصمود المجاهدين لا يزال حتى في شمال القطاع.
وقال السيد القائد إنّ “بيانات الاستنكار تجاه ما يجري في رفح غير مؤثرة والأميركي لا يصغي لها، فالأميركي لا يصغي حتى للمظاهرات الطلابية في الجامعات، بل يقمعها ويتعامل معها بعنف وبتجاوز لقوانينه.
على العرب والمسلمين تحمل المسؤولية
وأوضح أنّه على العرب والمسلمين مسؤولية اتخاذ خطوات عملية إضافية ضد العدو مقابل استهدافه الأهالي والنازحين في رفح، ولا ينبغي أن يكون العرب والمسلمين في موقف المتفرج، ولا بد من خطوات عملية لمساندة الشعب الفلسطيني، بل المفروض على مصر أن تكون في مقدمة التحرك العربي لموقف حازم للضغط على العدو لإخلاء معبر رفح.
وذكّر السيد عبدالملك أنّه إزاء العدوان على رفح، تملك الدول العربية خيارات كثيرة سياسية ودبلوماسية واقتصادية، وإذا كانت الأنظمة العربية لا تجرؤ على تبني أي موقف، فلتفسح المجال لشعوبها وستتحرك بشكل كبير، موضحًا أن مذكرة الاحتجاج المصرية بشأن معبر رفح ليست كافية ولن يعيرها العدو “الإسرائيلي” أي اهتمام.
ورأى السيد القائد أنّه كلّما تعاظمت المأساة على الشعب الفلسطيني يتعاظم معها وزر التخاذل والتفريط من الأنظمة والشعوب، والمستوى الذي نشاهده من الإجرام والتوحش الصهيوني له خلفية من الحقد والعداء الشديد للعرب والمسلمين.
بعض الأنظمة تفاوض أميركا على اتفاقيات أمنية للحصول على حمايتها
ولفت السيد عبدالملك إلى أن اتجاه البعض للحصول على المساندة والحماية من هنا أو هناك، هو وهمٌ وسراب، ومع ما يحصل في غزة، من العجيب أن تفاوض بعض الأنظمة أميركا على اتفاقيات أمنية للحصول على حمايتها، موضحًا أن “الإسرائيلي” لو أراد استهداف الدول التي تبحث عن حماية أميركية، فواشنطن ستدعمه بالاستفادة من نفوذه وتغلغله في تلك الدول، فالأميركي لا يحسب إلا مصلحته، وليس للعرب أو المسلمين عنده أي قيمة على الإطلاق.
ونبّه من أن العدو يتحرك ضمن استراتيجية طويلة وأهداف يسعى لتحقيقها، وعلى الأمة التحرك وفق رؤية ثابتة تفيدها وتنفعها، ومن الخطورة أن يشاهد الإنسان ما يجري من مظلومية في غزة ثم لا يتحرك ولا يتفاعل ولا يستشعر المسؤولية.
وأردف “من قدّموا مصالحهم المادية على المسؤولية يمكن أن يخسروها حين يصل إليهم الدور وهم في وضعيّة سيّئة لم يهيئوا أنفسهم لدفع الأخطار، وأن التربية الإيمانية هي التي ترتقي بالناس لمواجهة الأخطار وهم في جهوزية ذهنية ونفسية وعملية وواقعية، لأن الصهاينة يسعون عالميًا وفي المجتمع الغربي بنفسه إلى تدمير القيم الإنسانية وتفريغ الإنسان منها”.
واستدرك السيد القائد “على الجميع أن يتحرك للتحرر من النفوذ الصهيوني المهدد للإنسانية في حياتها وقيمها وسلامها وأمنها”، مشيّدًا “بالحراك الطلابي المطالب بوقف العدوان على غزة، لأنه صوت إنساني يعبّر عن القيم الإنسانية الفطرية، وقد فضح هذا الحراك الطلابي صهاينة أميركا والغرب وقد كانوا يتحدثون عن قيم الحرية والحقوق”.
الحراك الطلابي والاحتجاجات في بلدان متعددة تعكس تنامي الصحوة الشعبية
ورأى قائد الثورة أن الحراك الطلابي والاحتجاجات في بلدان متعددة تعكس تنامي الصحوة الشعبية في تلك البلدان، وأنه لا يليق بالمسلمين أن يكونوا صامتين وجامدين كلما أقدم العدو “الإسرائيلي” على خطوة إضافية ضمن حرب الإبادة، والاحتجاجات الطلابية أقلقت الصهاينة لا سيما أنها في الوسط النخبوي، لذلك اتجه الغرب لقمعها بعنف وقسوة.
وأشار إلى أن استخدام عنوان “معاداة السامية” في مواجهة الاحتجاجات الطلابية يهدف لتكميم الأفواه ومصادرة الحريات، ويهدف لإخضاع المجتمعات الغربية بشكل تام للصهيونية، ففي الغرب يسمحون حتى بالإساءة إلى الله والسب والشتم لرسله، ولكن يُمنع انتقاد اليهود، بل يُمنع المطالبة بوقف قتل أطفال غزة.
ونوّه إلى أنه من المهم أن تحظى الاحتجاجات الطلابية بالمساندة سياسيًا وإعلاميًا من العالم الإسلامي، داعيًا الجاليات المسلمة أن يكون لها نشاط داعم للاحتجاجات الطلابية إعلاميًا وفي وسائل التواصل.