الف ليلة من العدوان السعودي على اليمن والف ليلة من الصمود
مثل حكايات “الألف ليلة وليلة” يروي أطفال اليمن حكاية الألف يوم من العدوان السعودي على بلادهم. ألف يوم لم تتوقف فيهم طائرات العدوان السعودي الغاشم عن التحليق مستبيحةً أمن الأبرياء وسط الصمت الدولي المريع والمتعمد. ألف يوم وأطفال اليمن يُعرضون على شاشات التلفاز بشتى أنواع من الصور التي تدل على الهمجية والوحشية.
في اليمن يحكي خيط الدماء عن الجرحى، وعن الرعب الذي طال السكان، فلا تزال قصص الرعب متناثرة كتناثر شظايا الزجاج في كل بيت. الأزمة في اليمن باتت “أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم” بحسب تصنيف الأمم المتحدة، إذ تقدر أن هناك 17 مليون يمني بحاجة للغذاء، ويعاني 7 ملايين منهم خطر المجاعة فضلا عن وباء الكوليرا الذي قتل أكثر من ألفي شخص.
ونظراً لخطورة الأوضاع الانسانية في اليمن دقت المنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني ناقوس الخطر، فقد وصفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” اليمن بأنه أسوأ الأماكن على وجه الأرض بالنسبة للأطفال.
وكشفت إحصائية مدنية مستقلة أن عدد الضحايا المدنيين جراء العدوان السعودي الأميركي على اليمن خلال 1000 يوم قد بلغ 35415 ما بين شهيد وجريح، فيما أكدت إحصائية نشرها “المركز القانوني للحقوق والتنمية”، أنّ إجمالي عدد الشهداء الموثقين لدية 13603 من بينهم 2,887 طفلًا، 2,027 امرأة، فيما بلغ عدد الشهداء من الرجال 8,689 رجلًا، مؤكدا أن جميعهم من المدنيين.
وفي تفاصيل موثقة لدى المركز في جانب التعليم والإعلام فقد بلغ عدد المدارس والمعاهد التعليمية المتضررة 827 مدرسة ومعهد، 118 منشأة جامعية، و30 منشأة إعلامية.
وفي جانب البنى التحتية والمنشآت الحكومية والخدمية المتضررة من قصف العدوان، أكد المركز القانوني أن العدوان استهدف 301 مستشفىً ومرفقًا صحيًا، 1.684 منشأة حكومية، 174 محطة ومولد كهرباء، 524 خزانًا وشبكة مياه، 387 شبكة ومحطة اتصالات، و106 منشآت رياضية.
وفي المنشآت الأثرية والسياحية بلغ عدد المعالم الأثرية التي استهدفها العدوان 211 معلما، و255 منشأة سياحية.
وتعقيباً على مرور الف يوم على العدوان السعودي على اليمن، أكد المسؤول في وزارة حقوق الانسان اليمنية والناشط الحقوقي طلعت الشرجبي أن الصور التي تتناقلها وسائل الاعلام والمواقع الناشطة على مواقع التواصل الإجتماعي، تعكس بقساوتها الإجرام الوحشي بحق أبرياء اليمن الذي انطلق بإشارة من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في 26 آذار/مارس 2015.
وفي حديث لموقع “العهد” الاخباري، أشار الشرجبي الى أن الاعلان عن العدوان السعودي على اليمن لم يكن مفاجئاً، لافتاً الى أن العدوان السعودي جاء بعد فشل وكلائها في تغيير المعادلة السياسية داخل اليمن لصالح السعودية، وبعد رفض الشعب اليمني البقاء تحت العباءة السعودية، مضيفاً أن العدوان أكد حالة الاحباط والتخبط التي تعيشها القيادة السعودية.
وبحسب الشرجبي تعمدت قوات العدوان السافر توجيه الضربات للتجمعات المدنية، والاسواق، والمدارس والجامعات، والمستشفيات ومستودعات الاغذية وغيرها من المنشآت المدنية، لافتاً الى أن العدوان السعودي ألحق أضراراً مادية كبيرة ودمر معظم البنى التحتية والمؤسسات في اليمن، ناهيك عن قتل المئات وجرح الآلاف في عدد من المناطق، مشدداً على أن العدوان يقترف الجرائم الوحشية وجرائم حرب ضد الانسانية التي تكشف عن الوجه الحقيقي الغادر لهذا التحالف الغاشم.
وأضاف إن “ما زاد من معاناة اليمنيين هو الحصار الاقتصادي الذي فرضه العدوان السعودي وإغلاق الموانئ والمطارات اليمنية وقصف المنشآت الصناعية والتجارية والزراعية وهو ما جعل ملايين اليمنيين يعانون من تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والصحية”، مشيراً الى أن السعودية عمدت الى استخدام سياسة التجويع لزيادة الضغط على الشعب اليمني”.
وتابع الشرجبي أنه على الرغم من كل الكوارث التي تحل باليمنيين، ومن الحرب والحصار أثبتت حركة “أنصار الله” صمودها في وجه كل هذا الحقد غير المبرر والعدوانية الهمجية، “مستبشراً بالنصر على يد هذه الحركة التي ازدادت قدرتها العسكرية والصاروخية”، حيث سُجل لليمنيين تمكنهم من نقل المعركة إلى العمق السعودي في المناطق الحدودية المجاورة، وأظهروا “عجز هذه الدول العربية عن تحقيق أهداف عاصفتهم”.
وقال الشرجبي لموقعنا ” مع كل انجاز يحققه الجيش واللجان الشعبية ضد العدوان، يتأكد للمعتدين انهم لم يحققوا شيئا من أهدافهم طيلة الالف يوم”، مشدداً على أن الشعب اليمني صاحب قضية وحق، وهو لم يعتدِ بل هو شعب صامد دافع عن كرامته وحقوقه.
الشرجبي أكد أن قوات “التحالف” استخدمت في قصفها على اليمن الاسلحة والذخائر العنقودية المحظورة دولياً، وانتهكت القوانين الدولية بجرائمها”، مستنكراً الصمت الدولي الذي سمح للسعودية بالتمادي، اذ إنها وصلت لقناعة انها ستتفلت من العقاب والمحاسبة، داعياً “كل الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج للتعبير عن رفضها لهذا العدوان الوحشي ضد الشعب اليمني”.