الفقاعة الأمريكية
مالك المداني
لقد تجاوز اليمن “مرحلة الخطر” منذ سنين عدة أو بمعنى أصح استقر فيها ! وبات هو “الخطر” بحد ذاته ! أنا لا ابالغ .. ولكننا في وضعية منيعة لا هفوة في جدارها . لذا فأن كل الأحاديث عن خيار “الحل العسكري” لا تتعدى كونها ترهات للتسلية وإضاعة الوقت ليس إلا . وعليه لست أفهم سبب نشوة بائعات الهوى والمرتزقة من حولنا بما تقوم به الولايات المتحدة من تكرار بائس لنفس المشاهد التعيسة !! هل هم جادون بذلك أم انهم يمارسون الألاعيب النفسية .. لست أدري! ولكنهم في كل الأحوال مثيرون للشفقة!! لا أحب الحديث عن المقاييس المادية .. ولكن ان كان علينا فعل ذلك ، فنحن متفوقون من جميع النواحي ! في الواقع ، إذا ما قارنا عدوان الأحذية الأمريكية خلال العقد المنصرم والعدوان الأمريكي اليوم فأن الأول أشد قسوة وخطورة! كثافة النيران .. زخم العمليات .. تعقيد المشهد .. الدوافع الزائفة ، بالأضافة إلى كونهم أحذية غبية فاحشة الثراء على استعداد تام لتمويل ودعم حفنة من القوادين وبائعي العرض والأرض لفتح جبهات قتال على طول الرقعة الجغرافية! اليوم .. لا وجود لأي من هذا!! الأحذية لا تجرؤ .. والرأس مضطر لشن غارات فاشلة ومكلفة ومرهقة ومحدودة بإستخدام قاذفات وحاملات وأساليب ووسائل في غاية التعقيد والتطور كما أنه ليس مستعداً لإنفاق بنس واحد على حثالات ولصوص اثبتوا فشلهم على مدى عقد كامل . ما كان يقصفه الحذاء عشر مرات في اليوم في ظرف دقائق ، يتطلب من الأمريكي استخدام أحدث معداته وأكثرها تكلفة لفعلها مرة واحدة في الأسبوع!! وثمة قواد سعيد بهذا! لقد جاءت أمريكا .. حضر السلاح المدمر ..حانت نهايتكم ..! حقاً ؟! وطوال الفترة الماضية من عساه كان حاضراً ؟! هل قصفتمونا بأسلحة صنعت في بوليفارد الرياض يا صبي الموسم ؟! انها نفس الأسلحة ، فما سبب سعادتكم إذاً ؟! ما الذي تحاولون فعله .. اخبرونا . أنتم في وضعية بائسة ، وهذه الحرب محسومة ولنا فيها اليد الطولى والعليا . لذا ان كان ثمة خطر علينا فهم نحن أنفسنا . التراخي .. الغرور .. الركون للسلاح والترسانة .. واغفال احتياجنا لله .. هذا ما بهددنا! إن الحرب الوحيدة القائمة هنا ، هي التي نخوضها مع أنفسنا ..اما أنتم فخارج المنافسة ! وأعني ب “أنتم” العالم أجمع!!