الفرق بين صائمين؟!؟. بقلم/ زيد البعوه.
يأتي شهر رمضان كل عام على الامة العربية والإسلامية في مختلف الظروف في السلم والحرب والخير والشر الا انه يزورنا هنا في اليمن للمرة الثالثة خلال عدوان سعودي امريكي يقتل ويدمر ويحاصر ويرتكب الجرائم بحق الشعب اليمني العظيم المسلم الذي يصوم هذا ايماناً واحتساباً ولا يبالي بالعدوان وحصاره فيؤثر عليه سلباً بل العكس جعل شعبنا يعيش حاله قويه من التقوى والقربة الى الله فكما هو شعب مسلم يصلي ويصوم ويجاهد هو كذلك شعب منفق وسخي ويعرف قيم الدين التي تدعوا الى الرحمة والصدقة والبذل ومساعدة المحتاجين والفقراء والمنكوبين وهذه ميزه عظيمة يتميز بها شعبنا وهنا سوف نتحدث عن الفرق بين صائمين:-
الأول يذهب هو وزوجته واطفاله بعد العصر الى سوبر ماركت ليشتري مستلزمات عشاء رمضان من مواد غذائية ومشروبات وكماليات وما شابه ذلك يكون قد سبقها اعداد الكثير من المواد الغذائية من ارز وسكر ودقيق وغيره لما يكفيه خلال رمضان لأنه يريد ان يصوم بدون ازعاج وينام الى ما بعد العصر وبعد العصر يذهب يشتري له قات وفواكه وسمك ومثلجات لكي تكون سفرة العشاء مشحونة بمختلف الاصناف والمأكولات وبعد ان يكمل العشاء يذهب مباشرة الى مجلس مجهز بشاشة تليفزيونية من نوع سامسونج لكي يتابع ما أنتجته الدراما الخليجية والمصرية وحتى التركية وهكذا على هذه الحالة الى الصباح والنهار نوم ونفس الموضوع حتى نهاية رمضان ويذهب الى معرض للملبوسات ليشتري لأسرته احدث انواع الملبوسات ليفرحوا بالعيد حيث قد جلس مع زوجته واولاده وناقشوا كيف سيكون قضاء ايام العيد رحلات وزيارات ومشاوير وغير ذلك ….
بينما الصائم الثاني فقير معدم يستقبل شهر رمضان بالصبر والتسبيح والاستغفار فهو لا يملك فلوس يذهب الى السوق او الى مول ليشتري افخر انواع التمور ولاحتى قطمه رز يشبع بها جوع عياله وزوجته لكنه يرى في شهر رمضان فرصة للرجوع الى الله فلن ينام الى قبل المغرب لأنه يريد ان يذهب وقت صلاة الظهر الى المسجد ليقرئ ما تيسر من كتاب الله ويسبح الله مئة مره ثم بعد ان يكمل صلاتي الظهر والعصر يذهب لعل وعسى وصادف احد رجال الخير يتصدق عليه بقليل من المال ليشتري لأسرته قليل من الثوم والبصل والكراث والحقين ثم يعود الى منزله وقبل ان يتعشى يصلي صلاة المغرب بعد ان يدعوا الله قائلاً اللهم لك صمنا وعلى رزقك افطرنا اللهم تقبل منا صيامنا يارب العالمين وبعد ان يكمل العشاء يتجه مباشرة الى المسجد ليصلي صلاة العشاء ومن بعد ما يكمل يقرر اما يجلس في المسجد يقرأ قران او يذهب الى مجلس من مجالس الذكر يستمع الى محاضرة او يتدارس القران مع مجموعه من الناس الى اخر الليل يعود الى المسجد فلايزال امامه الشوط الاخير من العبادة الرمضانية لله تعالى ثم يعود الى البيت ليتناول السحور الذي يتكون من قليل من اللبن وهكذا حتى نهاية الشهر الا ان هذا المؤمن لا يملك اي اموال يذهب الى معرض الملبوسات ليشتري له ولأسرته ملابس العيد على الرغم ان الفرق بين الصائم الاول والثاني ان هذا امتنع عن الطعام والشراب وعن اهداف رمضان والثاني امتنع كما هو الحال عليه دائماً في رمضان وغيره عن الطعام والشراب الا انه استفاد من شهر رمضان وحقق الغاية التي يريدها الله من عباده من خلال هذا الشهر الكريم وهي التقوى ….
وبين الصائم الاول والثاني صائم اجره مضاعف وثوابه كبير الى درجة انه يكتب عند الله من المقربين وهو المجاهد الصامد الصابر المرابط في ميادين الجهاد الذي منح حياته كلها لله تعالى في سبيله وفي سبيل عباده المستضعفين والدفاع عن وطنه وامته وهذا هو الفوز العظيم
ومن هذا كله نستفيد انه على المؤمن ان يعلم ان الصيام له غاية مهمه هي التقوى فلا تفرح بما اشتملت عليه سفرتك من اصناف الطعام بل ينبغي ان تفرح بما اشتمل عليه ليلك ونهارك من عباده وذكر وانفاق واستغفار وتسبيح ….
وحتى لا يخرج رمضان الا وانت مرتاح البال والضمير لا تنسى الفقراء والمساكين ولا تنسى عوائل الشهداء واسر المجاهدين المرابطين في ميادين العزة والجهاد من الانفاق والصدقة لكي تكتب عند الله من المحسنين المتقين .