الفرق بين البشري الملقب انسان والمؤمن بالله…بقلم/ زيد البعوه
ليس الفقر المادي هو سبب التعاسة ولكنه الفقر الأخلاقي ولا يحب الله الظلم لعباده ومضايقتهم وحرمانهم بل وسعت رحمته كل شيء ومن لا يفهم الأمور ولا يفكر الا من خلال معدته وامعائه فعليه ان يأكل عقله ويلتهم قلبه فقد ربما يساعده ذلك على التفكير بشكل إيجابي ومنصف واليكم الفرق بين فقيرين:-
تلتهب جيوب البعض بأنفلونزا الفقر المدقع فتؤثر على جيوبه الأنفية وقفصة الصدري ثم يستفحل المرض فيصل الى روحه ونفسيته فيحولها الى شيطان ارعن يسب هذا ويشتم ذاك ويتهم هذا ويحسد ذاك ويكره الناس من حوله وينسى بل ويتغافل عن الاحداث التي تجري والتي اثرت على جفاف جيبه الداخلي وخزنته السرية لم يبادر الى صلاة الاستسقاء التي تدر المال وتثمر الغنى والمتمثلة في العمل والخروج من حالة الفراغ والعمل بالأسباب ويطرق باب الله الذي لا يرد من عنده احد الا وقد قضيت حاجته يريد ان ينزل الله له كنوز من السماء ويريد ممن حوله ان يبادروا الى الانفاق عليه بدون أي وجه حق لا صلة قرابه ولا مقابل عمل ولا من باب الاستحقاق وفي كل الحالات اعطوه ام لم يعطوا هم محط سخرية واحتقار لديه بل ليس لهم لا فضل ولا احترام فهو يرى نفسه فوق الاخرين ويراهم سبب فقره وتعاسته يعيش حالة فراغ عملي رغم كثرة الاعمال التي هو قادر على عليها ويشتغل حتى يتصبب العرق من جسده في التشوية والتحقير والتذمر والسخرية لمن حوله ويحملهم مسؤولية ما يحصل له لا هو انصف نفسه ولا انصف الاخرين ولا هو احترم نفسه واسلم الاخرين شره لقد بات عنصراً سلبياً للغاية ليس فقط على المجتمع من حوله بل حتى على قلبه وعقله ولسانه وكل أعضاء جسده وحتى على منزله وأهله وغرفة نومه وفراشه وحتى أحلامه التي ينتجها الشيطان ويبثها له خلال نومه لقد اصبح لعنة تتحرك في أوساط الناس تفوح منها رائحة كريهة تؤذي نفسها ومن حولها ولا يسعنا الا ان ندعوا الله لها بالهداية والتوفيق..
وهناك نوع اخر من الناس صار المال بالنسبة لديه مجرد ذكريات وتغلغل الفقر في عموده الفقري والنخاع الشوكي تستطيع ان ترى خلايا الدم البيضاء والحمراء على بعد مسافه في جسمه ثيابه رثة وبالية وجسمه هزيل وصوته منخفض وشعره يتساقط وعيونه بين الحمرة والسواد من شدة الضعف الجسدي لكن عندما تقترب منه تجد في داخله روح الله وتسمع في جوفه صراخ الثوار الاحرار وفي قلبه تسمع مناجاة زين العابدين وبكاء امير المؤمنين يحب كل من حوله الابتسامة لا تفارق شفتيه رغم ذبولها ولسانه يلهج بذكر الله يتمنى للناس كل الناس الخير ولا يحسد احداً ولم تبدر منه إساءة بحق احد تستطيع القول عنه انه من الذين لا يسألون الناس الحافا فقط وفقط يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف اما العاقل والواعي فهو يعرف انه فقير وفي تلك الحالة لا يحتقر الأخرين ولا يعتبرهم سبب فقره بل يبحث عن عمل ليسد رمق جوعه ويسقي عطشه عمل شريف بعرق جبينه مواقفه كلها إيجابية وفي مصلحة الناس وطاعة الله من حوله يرون فيه جوهرة ثمينة تمشي في الليل فتضيء لمن حولها وتسير في النهار فتؤنس وحشة البائسين والمحرومين بتواضعه واحسن أخلاقه وصدقه مع الله ومع نفسه ومع من حوله وهذا النوع من البشر يستحق ان نعطيه دمائنا لتسقي أوردته العطشانة ولحومنا لتكسي عظامه النحيل وندعو الله ان يرزقه من حيث لا يحتسب..
تباينات وفوارق وسنن الهية وفضلنا بعضكم على بعض في الرزق ليتخذ بعضكم بعضاً سخريا ومن كان واعياً فليأكل بالمعروف ومن كان مريضاً فليتق الله ربه ومن كان غنياً فلينفق مما اتاه الله.