الفاسدون بيد العدالة
الحقيقة – مازن الصوفي
منذ ما يقارب أربعة عقود واللصوص يسرحون ويمرحون كما يحلوا لهم في مؤسسات الدولة من أعلى منصب فيها تسلسليا إلى قاعدتها السفلى بلا حسيب أو رقيب فأصبحت عصابة متكاملة أركانها وظيفتها إهدار المال العام والتلاعب ببيانات موظفي الدولة وإعطاء رواتب شهرية لمن لا يستحقونها ليكافئ من هو ما كث في بيته أو مشغولا في مرقصه
عشرات الآلآف من الشباب العاطلين عن العمل كانوا يملؤون سجلات وكشوفات الخدمة المدنية والذين لو اشتغلوا في وظائفهم اللتي استحوذ عليها الفاسدون لأحدثوا نهضة فكرية وتنموية في أوساط المجتمع برمته ولكنا الآن في وضعية يحسدنا العالم كله فكل العوامل متوفرة لدينا إلا أنا ابتلينا بمجموعة لصوص وقفوا لأبنا ءهذا البلد بالمرصاد
لايخفى على الجميع أن الفساد والظلم كان قد بلغ ذروته فشباب المستقبل كان القتلة والمجرمون يقحمونهم في حروب هدفها الأول والأخير إرضاء دول الإستكبار العالمي علها تقبل بهم ليبقوا متسلطون على رقاب البسطاء من الناس بينما ينحنوا بهاماتهم أمام البيت البيض متزلفين له طائعين خانعين ‘بحثوا عن رضى أمريكا وأغضبوا ربهم ورب أمريكاء
حكومة الوفاق بل الأحرى أن نطلق عليها حكومة الشقاق والنفاق ‘ فهو مصطلح يليق بها ‘واللتي انبثقت عن انتفاضة شباب طمحوا وحلموا بمستقبل أفضل كانوا تواقين إلى حياة يسودها النزاهة والعدالة‘ لكن ثالوث الفساد التف على مطالبهم بقناع جديد فلبس ثوب الثائر البريء المظلوم وأستثمر دمائهم ‘ وحينها كانت كانت كل التقارير الأممية والدولية تؤكد بأن الفساد تضاعف ضعف ما كان عليه وبالمقابل تضاعف معاناة البسطاء من الناس
إنبثق فجر الثورة السبتمرية الأبية واللتي أتت للتصحيح مسار ثورة السادس والعشرين من سبتمبر والتي كان اخطبوط الفساد قد حرف مسارها وسرق تضحيات من قاموا‘ فطوت صفحة العملاء والأذناب ليظهر الحاكم الفعلي ويعلن حرب شعواء تستهدف الأخضر واليابس
استشهد الرئيس الشهيد الصماد وهو لا يملك منزلا يأوي به أسرته وذهب ليذود عن الحديدة من الغازي وعملائه فكافاءه المولى بالشهادة ‘ فنال وسام رئيس الشهداء لم ينله احد من قبله وشعب قدم رئيسه شهيدا وهو لا يملك بيتا يأوي به أهل بيته من المستحيل بـأن يقبل بفاسد يلعب بالمال العام بينماء عامة الناس يتضورون جوعا في ظل العدوان والحصار ‘أيا كان انتمائه
اليوم قال الشعب كلمته لا مكان لأي فاسد بيننا مهما كانت سلطته فهو وجه آخر للعدوان يستثمر معاناتنا ويتمتع بأوجاعنا ‘عمله يهدف إلى إطالة أمد العدوان‘ وربعة وسبعون لصا احيلوا اليوم إلى محكمة العدالة لينالوا جزاء من اقترفوه من هكذا خيانة والعملية مستمرة للقبض على بقية لصوص العصابة