العُـدْوَان الأَمريكي السعودي.. حصيلةُ إخفاقٍ ذريعٍ في تنفيذِ المُخَـطّـطات
الحقيقة / تقرير / محمد الصفي الشامي
فَشِلَ العُـدْوَانُ الأَمريكيُّ السعوديُّ مُؤَخّراً من جديدٍ في تنفيذِ مُخَـطّـطاتِهِ التي كان قد أعَـــدَّها مسبقاً، وبدأ العملُ عليها بالتزامُنِ مع عَودةِ التَّحَـرُّكاتِ السياسيّةِ إلى الواجهةِ، والمفاوَضات المنعقدة في دولة الكويت منذ 21 أبريل/ نيسان الماضي، بُغيةَ تحقيقِ أيّة مكاسِبَ ميدانيةٍ لتعزيز موقفهم، بعد فشلهم وعدم تمكنهم من إحراز أَيّ انتصار نوعي خلال ما يقاربُ عام ونيف، إلا أن تلك التَّحَـرُّكاتِ باتت محلَّ شـك وريبة في أَوْسَـاط الشارع الـيَـمَـني، وأَصْبَـحت تُقرَأُ بكونها مجرد “أفيون” الغرضُ منه إما إنقاذُ العُـدْوَان الأَمريكي السعوديّ حينما يكونُ في مأزقٍ ميداني، أَوْ تخديرُ الرأي العام ريثما يبدأ العُـدْوَانُ بتنفيذِ مُخَـطّـط جديد يستغلُّ فيه الهُدنةَ المعلَنة أَوْ اتفاق لوقف إطْـلَاق النار.
لقد مثّلت محطةُ العُـدْوَان على الـيَـمَـن مصدراً لكشف المشاريع الخارجية ومَن يقفُ وراءها وأدواتها في الداخل، وهذا ما أثبتته الأحداثُ، وخَاصَّـةً فيما يتعلق بالجانب العسكري، عن حقيقة المشروع الأَمريكي السعودي في الـيَـمَـن، والذي لم يعُدْ بإمكانه إخفاءُ علاقته بصناعة القاعدة وداعش، هذا من جانب، ومن جانب آخر لكسر أيّ مشروع تحرّري وثوري وطني، سواء في شمال الـيَـمَـن أَوْ جنوبهِ خشيةَ استقلال القرار والخروج عن الوصاية.
وكما يبدو إزاءَ تطوُّرات المشهَد في المحافظات الجنوبية أن توسُّعَ داعش والقاعدة جُغرافياً، بدعم من دول العُـدْوَان يتجهُ نحوَ مزيدٍ من الحروب والجرائم والفوضى وارتفاع نسبة الصراع الدموي الذي يتجسّدُ في الاغتيالات والاختطافات والنهب والسلب وانتشار المسلحين والاشتباكات اليومية والانتهاكات المستمرة، مؤكّدين للعالم أجمعَ بمشاهدَ حيةٍ مدى إخفاقِهم وحقيقة مشروعهم في عدن والمحافظات المحتلة التي يتصارَعُ فيها أتباعُهم ويمارسون انتهاكاتٍ جسيمةً بحق المواطنين ويسيطرون على مقرّاتٍ عامةٍ وممتلكاتٍ خَاصَّـةٍ.
يُذكَرُ أن المبعوثَ الدولي إسماعيل ولد الشيخ كان قد اعترف في شهر مارس الماضي بأن غيابَ الدولة وَمُؤَسّساتِها في الجنوب تسبّبت في انتشارِ الجماعات الإرْهَـابية، وهو ما يُذَكّرُ بأن الجيشَ واللجانَ الشعبية كانوا على وشَكِ تطهيرِ عدنَ من الجماعات الإرْهَـابية قبل أن يأتيَ العُـدْوَانُ ويُعيدُ القاعدةَ وداعش على ظهر بارجات الاحتلال، لتظهرَ بعد ذلك تلك الجماعاتُ وهي تتَحَرَّكُ على متن مدرعاتِ ودباباتِ وآليات الدول التي احتلت الجنوبَ منتصفَ العام الماضي.