العميل رقم 1… بقلم / محمد الصالحي
كما كانت ولازالت الأنظمة العربيه العميلة المرتميه في أحضان أمريكا وإسرائيل تتنافس على المركز الأول العميل رقم 1 .
هذه الأنظمة التي أوجدت و نشائت إلا كجزء من ضمن المشروع الصهيوامريكي الذي يسعى إلي استهداف الامه و شعوبها و استنزاف ثرواتها و تدجين شعوبها لتكون مطيه و أدوات يحركها الموساد الإسرائيلي.
لذلك نجدهم أول من يقف في وجه كل صوت او تحرك مناهض للمشروع الصهيوامريكي كما حدث في مواجهة الثوره الايرانية في بداياتها و اعلان الجهاد في أفغانستان في ثمانيات القرن الماضي القاضي إلي تفكيك الاتحاد السوفيتي المنافس الأكبر للتواجد الأمريكي و قطب المعسكر الشرقي فلم نسمع في تاريخ السعوديه و دول الخليج أن أعلنت الجهاد إلا حيث تريد أمريكا وإسرائيل و لم توجهه بوصلة العداء باتجاه العدو الحقيقي المتمثل في الكيان الإسرائيلي و السياسه الامريكيه العدائية .
لذلك نراهم يسارعون إلي تقديم الخدمات قبل أن يطلب منهم ففي تصريح لأحد المسؤلين الأمريكي أعتقد أنه كولن بأول وزير الخارجيه الأمريكي السابق قال نحن نتعب مع الاسرائيلين حتى نحصل على موافقتهم في أبسط المسائل بينما العرب يقدموا لنا خدماتهم قبل أن نطلب منهم شيء .
أن التنافس الذي يشهد احتدام كبير بين قطر و السعوديه و تركيا لمن ينال المركز الأول ويحصل على لقب العميل رقم 1.
فقطر الإمارة الصغيره التي بالكاد تُرى على الخريطة السياسيه للعالم دخلت مضمار السباق و هدفها الرئيسي منافسة شقيقتها الكبرى السعوديه و نظراً لعمرها الصغير و تاريخها المحدود احتاجت إلي توفير بعض العوامل المؤهلة للفوز في السباق فكانت السيطره على تجارة الغاز الطبيعي و التحكم في مصادره في المنطقه العربيه من أولويات السياسه القطرائيليه من أجل توفير مصادر تمويل للمراحل القادمه .
كما أنشأت مؤسسات إعلامية لصناعة الرأي العام و التحكم فيه فأسست قناة الجزيره
وكان لابد من اعطاء دور سياسي بارز لقطر تظهر فيه بوجه الطيب المحب كدور الوسيط في حروب صعده و حرب تموز بين حزب الله و إسرائيل و إعطائها نوع من التلميع في غزه و تقديمها المساعدات و إعادة الإعمار و احتظانها لعدد من رموز المقاومه الفلسطينيه كخالد مشعل و كأن قطر حامل لواء القضيه المركزية للمسلمين قضية فلسطين.
و لاكن تبقى هناك معضلة كبيره أمام قطر هي الورقه الدينيه التي تهيمن بها السعوديه و أكبر ورقه تلعب بها في المنطقه .
فعمدت قطر إلي احتواء الإخوان المسلمين كجماعه تمتلك قاعده جماهيرية كبيره و ذات تنظيم قوي لاستخدامها في ماهو قادم.
بعد اشتعال ثورات الربيع العربي سعت أمريكا وإسرائيل إلي السيطره على الثورات و حرف مسارها و أصبحت الفرصه سانحة أمام قطر لاحتلال المركز الأول العميل رقم 1 للمشروع الصهيوامريكي فضخت الأموال الطائلة و سخرت اعلامها و مؤسساتها الاعلاميه على رأسها قناة الجزيرة و أنشئت قنوات جديده تدور في نفس المدار للسيطرة على الحراك الثوري و جعله يصب في مصلحة المشروع الصهيوامريكي و يخدم أهدافه ولاكن قطر فشلت في تحقيق ذلك بشكل كبير او.عدم إنجازه بشكل كامل لوجود منافسين اقوياء كالسعوديه و تركيا وهما دولتين تمتلكان عوامل أفضل لخدمة المشروع الصهيوامريكي و وجود أسوار فولاذية تحطمت عليها الأحلام القطرائيليه كالفلولاذ السوري و الصخر اليمني.
السعوديه التي أحست بالخطر القطري الساعي إلي احتلال مكانتها في المنطقه و لدى أسيادها الأمريكان فاستغلت السعوديه اقتصادها القوي وعلاقاتها مع الشعوب العربيه و الرموز السياسيه و الدينيه و القبلية للإطاحة بالمشروع القطري و على رأسه الإخوان المسلمين عدى إخوان اليمن الذين خلقت لهم منافسين اقوياء متمثلين بالسلفيين و لأن بقائهم سيخدمها فيما هو ات.
فدعمت حركة تمرد في مصر للإطاحة بمرسي و نظام الإخوان و إيصال السيسي إلي رئاسة مصر و تقديم المساعدات الماليه و القروض لمصر .
و لعبت دور الوسيط في الوضع اليمني و قدمت المبادرة الخليجيه بين أحزاب اللقاء المشترك و المؤتمر لينتهي الأمر بالتسويه السياسيه . و على الرغم من ذلك إلا أن الوضع الثوري استمر في عنفوانه حتى توج بالانتصار في 21 سبتمبر 2014 الأمر الذي أحبط كل محاولات لحرف المسار الثوري بل أصبح تيار مضاد للمشروع الصهيوامريكي في السيطره على الثورات.
فظهرت السعوديه و قطر عميلين فاشلين لاسيادهم فاتفق الطرفين إلي توحيد صفوفهما تحت قيادة السعوديه لإثبات ولائهما لأمريكا و إسرائيل .
فعقدت قمه خليجيه في ديسمبر 2014 في الدوحه لتأسيس جيش خليجي موحد لمواجهة أي مخاطر تهدد دول الخليج يكون تشكيل هذا الجيش على غرار قوات درع الجزيرة وجائت نتائج القمه مخيبة للآمال بعد بفشل الاتفاق على تشكيل الجيش الخليجي.
ومع زيادة الضغط على بعران الخليج لمواجهة الخطر القادم من اليمن الذي يهدد و يقضي على المشروع الصهيوامريكي أعلنت دول العدوان على رأسها السعوديه الحرب الكونية على اليمن بذريعة إعادة شرعيه من لا يملك شرعيه .
و سخرت دول الخليج كل إمكانياتها العسكريه و الأقتصاديه و السياسيه و الاعلاميه للقضاء على التحرك الشعبي في اليمن و رغم كل ذلك إلا أنهم فشلوا و سيفشلون في أن يثبتوا ولائهما في خدمه أمريكا وإسرائيل على حساب دماء ابناء اليمن .