العمل في الميدان يعكس الإيمان الحقيقي من غيره
العمل في الميدان يعكس الإيمان الحقيقي من غيره
الضلال معناه: الضياع لكل ما كان نجاة وفلاحا وعزة وزكاء لنفسك واستقامة لحياتك وسعادة لحياتك في هذه الدنيا وفي الآخرة.
لاحظوا هنا كيف أنه ممكن أن يأتي كفر في هذا، عندما يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ}ثم يقول: {وَمَن يَكْفُرْ}(النساء:136) من الممكن أن يأتي رفض مع اسم إيمان, والناس هم نفوسهم يطلقون على أنفسهم اسم مؤمنين، ويكونون في نفس الوقت في واقعهم كما لو كانوا كافرين بالله ورسله وملائكته وكتبه واليوم الآخر، فيكونوا ضالين ضلالاً بعيداً, وفي حالة من الضياع الرهيب، الضلال البعيد وإن كانوا لا يزالون يطلقون على أنفسهم اسم مؤمنين.
معنى هذا أنه يجب أن نفهم الدين فهماً صحيحاً، ولا يمكن أن نحصل على فهم صحيح إلا من خلال كتاب الله؛ لنعرف أن دينه هو واسع جداً لكل شؤون الحياة؛ ليكون الناس مهتدين ومفلحين وناجين في كل شؤون الحياة. فالهدى وسيع جداً جداً، يقابله ضلال وسيع جداً جداً.
بعض الناس قد يعتقد بأن الكلمة قدمت على هذا النحو: كلمة ضل معناها: كفر أو عصى, على عقيدة باطلة فقط، وأنه ما دام قد هو مؤمن بالله، وأنه لا يجبر أحداً، وأنه لا يُرى، وأنه من دخل النار لا يخرج منها، وليس هناك شفاعة لأهل الكبائر.. فالحمد لله قد أصبح مؤمناً، لم يعد في ضلال.
نحن معتقدون لهذه العقائد ونعيش حالة ضلال، ألسنا الآن جزء من أمة ضائعة؟ ضائعة فعلاً بكل ما تعنيه الكلمة؟ إلى درجة أنها ترى بني إسرائيل أمامها يتجهون إلى التحكم في مساجدها، التحكم في مدارسها، يفرضون كل ما يريدون داخل مساجدها ومدارسها، ما هذا ضلال؟ أليس معناه ضياع، ضياع, نجد أنفسنا في وضعية متخلفين، ممزقين، مفرقين, إلى آخر ما تعنيه كلمة ضلال.
قد يمكن أن يكون هناك ضلال مع وجود معتقدات كمعلومات؟! ما كل واحد منا مؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، ما هذا عنوان واضح؟ لكن الإيمان الفعلي وليس فقط مجرد معلومات، لا تعتقد بأنك خلاص الحمد لله ما عادك في ضلال ما دام عندك معتقدات صحيحة؛ لأنها عندك إنما هي عبارة عن معلومات فقط، يجب أن تتحول إلى ماذا؟ إلى معلومات تجعلك تعمل، تنطلق على أساسها. لو نأتي ـ وقد قلنا في دروس سابقة ـ إلى واقعنا لوجدنا أن داخلنا كفر مبطن فيما يتعلق بالله.
هنا يقول:{آمِنُواْ بِاللَّهِ}عندما تتحدث مع الناس ويقولون: [احنا ما جهدنا وما بأيدينا ولا معنا ولا ولا.. إلى آخره] ما هو هكذا؟. طيب لو أنك مؤمن بالله لكان يجب أن يكون لديك ثقة بالله، لماذا نراك بأنك لا تقدم الله سبحانه وتعالى كنقطة قوة على الأقل، كنقطة واحدة على الأقل! يسرد كل نقاط الضعف، ما يستشعر أن الله يمثل قوة عندما يقول:{وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}(الحج:40).
ليس لديه إيمان يجعله واثقاً فعلاً بالله عندما يقرأ وعوده مثل هذه الآية:{وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}(الحج:40) {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}(محمد:7) آيات نقرأها ونؤمن بالله لكن لا يوجد الإيمان، الإيمان المطلوب الذي أمر به هنا في الآية هذه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ}.