العملية التي لم تكن في حسبان قوى العدوان :توازن الردع الرابعة
( قادمون في العام السادس متوكلين على الله بمفاجآت لم تكن في حسبان تحالف العدوان وبقدرات عسكرية متطورة وانتصارات عظيمة ..)
تلك كانت إحدى عبارات السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطابه بمناسبة اليوم الوطني للصمود 2020 ، والتي بدا فيها واثقاً كل الثقة وعارفاً بالمسار الذي تؤول إليه المعادلات مع تحالف العدوان الغاشم ، وكلما حاول قائد الثورة أن يوضح لهم فشلهم وأن استمرارهم في العدوان والحصار له نتائج كارثية عليهم وعكسية جعلوا اصابعهم في اذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا ، فكانت عملية الردع الرابعة التي لم تكن في حسبان قوى العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الغاشم .
توازن الردع الثلاث السابقة :
في الـ17 أغسطس 2019م هاجمت عشر طائرات مسيرة تابعة لسلاح الجو المسير حقل ومصفاة الشيبة النفطي الواقع جنوب شرق السعودية والذي يبعد فقط حوالي 10كلم عن الحدود الجنوبية لإمارة أبو ظبي ، ويعد حقل الشيبة النفطي من أكبر الحقول النفطية في المنطقة وفيه أكبر مخزون استراتيجي نفطي في السعودية إذ يتسع لأكثر من مليار برميل .
حينها صرح ناطق القوات المسلحة العميد يحيى سريع بأنه لا خيار أمام قوى العدوان والنظام السعودي إلا وقف الحرب ورفع الحصار عن الشعب اليمني مالم فإن بنك أهداف القوات المسلحة يتسع يوماً إثر يوم والعمليات القادمة ستكون أشد إيلاماً ، وهو ما حصل ! .
ففي الـ 14 سبتمبر 2019م نفذت عملية توازن الردع الثانيةوالتي كانت من نصيب مصفاتي بقيق وخريص التابعتين لشركة أرامكوا بعشر طائرات مسيرة تعمل بمحركات مختلفة وجديدة مابين عادي ونفاث ، أسفرت عن تعطيل صادرات النفط السعودي وارتفاع اسعاره إلى ما يقارب 18% .
وفي حينها حذر ناطق القوات المسلحة العميد سريع الشركات والأجانب من التواجد فى المعامل التى نالتها ضرباتنا لانها لاتزال تحت مرمانا وقد يطالها الاستهداف في أي لحظة ، مؤكداً للنظام السعودي أن يدنا الطولي تستطيع الوصول إلى أى مكان نريد وفى والوقت الذى نحدده و عليه ان يراجع حساباته ويوقف عدوانه وحصاره على اليمن . وهو ما لم يحصل .!
في الـ21 فبراير 2020م كانت قاصمة للظهر ، فنتيجة لتمادي تحالف العدوان في غيه واستمراره في ارتكاب الجرائم بحق الشعب اليمني كانت شركة أرامكوا بمدينة ينبع على موعد مع مفاجأة من العيار الثقيل ، حيث هاجمتها القوة الصاروخية والطيران المسيرة بعدد من الصواريخ المجنحة والبالستية وبـ 12 من الطائرات المسيرة نوع صماد 3 ، وصاروخان من طراز قدس المجنح ، إضافة إلى صاروخ ذو الفقار البالستي طويل المدى .
في حينها رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام قال إن عملية استهداف عمق مملكة العدوان بقصف شركة أرامكو في ينبع تأتي في إطار الرد الطبيعي والمشروع على استمرار العدوان والحصار، واستمرار ارتكاب الجرائم وآخرها جريمة المصلوب بمحافظة الجوف ، مؤكداً أن شعبنا اليمني لن يتخلى عن حق الرد ولن يسمح للعدو أن يستبيح الدم دون تدفيعه الثمن .
ايضاً صرح العميد سريع بأن عملية توزان الردع الثالثة رد طبيعي ومشروع على جرائم العدوان والتي كان آخرها جريمة المصلوب في الجوف آنذاك ، متوعداً النظام السعودي بضربات موجعة ومؤلمة إذا استمر في عدوانه وحصاره على بلدنا ، وهو ما حصل .!
توازن الردع الرابعة
بعد دعوات كثيرة من قبل قيادة الثورة والمجلس السياسي الأعلى موجهة إلى تحالف العدوان الغاشم بأن يكف من إجرامه ويفك حصاره الظالم على الشعب اليمني المسلم ، إلا أن النظام السعودي والإماراتي ومن ورائهم امريكا تولوا كبرهم واستمروا في التلذذ بمعاناة الشعب اليمني وسفك دماء ابنائه بين كل عشية وضحاها ، وكان آخر جريمة جماعية عوقف بها الشعب اليمني هي احتجاز سفن النفط في ظل وباء كورونا ما خلق معاناة وأحدث مآسي مهولة ، ففي 16من الشهر الجاري قال رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام في تغريدة له على تويتر ( في ظل إصرار تحالف العدوان على شن الغارات وارتكاب الجرائم وتشديد الحصار فإن شعبنا اليمني يؤكد مضيه قدما في معركة الدفاع عن كرامته وسيادة بلده ومساندة الجيش واللجان الشعبية حتى ردع المعتدين ودفعهم إلى وقف عدوانهم وحصارهم .) فكانت توازن الردع الرابعة .
حيث نفذت القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير عملية نوعية بصواريخ من نوعِ “قدس” و “ذو الفقار” وطائراتُ صماد3 المسيرةُ استهدفت مقراتْ ومراكزَ عسكريةً في عاصمةِ العدوِّ السعوديِّ منها وزارةُ الدفاعِ والاستخباراتُ وقاعدةُ سلمانَ الجويةُ ومواقعَ عسكريةً في جيزانَ ونجران.
وحذرت القوات المسلحة “العدوَّ من مغبةِ التمادي في بغيهِ وعدوانهِ وإجرامهِ وممارسةِ حصارهِ الاجراميّ وتؤكدُ حقَّها المشروعَ والثابتَ الذي يحتمُهُ الواجبُ الدينيُّ والأخلاقيُّ والإنسانيُّ والوطنيُّ في الدفاعِ عن اليمنِ العزيزِ وشعبِهِ الصابرِ الصامدِ المجاهد” ، وأن القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ متوكلةً على اللهِ ومستعينةً به ستنفذُ المزيدَ من العملياتِ العسكريةِ الأشدِّ والأقوى حتى رفعِ الحصارِ ووقفِ العدوانِ وتحقيقِ الحريةِ والاستقلال.
فهل سيكتفي الجزارون بما قد ارتكبوه بحق الشعب اليمني المسلم العزيز من جرائم طوال أكثر من خمس سنوات أم أن بنك أهداف القوة الصاروخية والطيران المسير سيتسع ليشمل مناطق لم تكن في حسبان العدو ؟! قادم الأيام ستكشف لنا هذا .