العمق المحتل بمرمى صاروخ يمني فرط صوتي.. وما خفي أعظم
وقف اليمن شامخًا بوجه ثلاثي الشر الأميركي و”الإسرائيلي” والبريطاني، بكلّ جرأة وشجاعة وثبات، من منطلق الانتماء الإيماني والثقافة القرآنية، دعمًا لأهالي غزّة؛ فعوائق الجغرافيا ومنظومات الرصد والتجسس والتصدي لم تمنع اليمن من تأدية واجبه الدينيِّ والأخلاقيِّ والإنساني انتصارًا للشعب الفلسطيني. وفي سياق الرد على العدوان الصهيوني على غزّة واليمن، نفذت القوّة الصاروخية في القوات المسلحة اليمنية عمليةً عسكريةً نوعيةً استهدفت من خلالها هدفًا عسكريًا للعدو الصهيوني في منطقة “يافا” في فلسطين المحتلة؛ بصاروخٍ باليستيّ جديد فرط صوتي نجح في الوصول إلى هدفِه، وسط إخفاق دفاعات العدوّ في اعتراضه والتصدي له.
يُشيد الباحث اليمني في الشأن العسكري رشاد الوتيري بهذه العملية، واصفًا إياها بالنوعية، مؤكدًا لموقع “العهد” الإخباري أن الصاروخ هو صُنع يمني بامتياز، وله الكثير من المميزات، إذ استطاع الوصول بدقائق معدودة لهدفه، حيث قطع مسافة تقدر بـ 2040 كم في غضونِ 11 دقيقةً ونصفِ الدقيقة، متجاوزًا كافة الأنظمة الدفاعية في الدول المجاورة للعدو والداعمة له.
يشير الخبير العسكري إلى أنّ القبة الحديدية وغيرها من المنظومات الصاروخية “الإسرائيلية” التي تعتبر الأحدث في العالم فشلت في التصدي للصاروخ اليمني الذي حقّق هدفه بثبات، باعتراف القوات الجوية “الإسرائيلية” وكافة القادة الصهاينة. وينوه بالدقة التكنولوجية والعسكرية والفنية المتناهية للصاروخ، مشيدًا بسرعته، وقدرته على التخطي والمناورة، وتعدي المنظومات الدفاعية والاستخباراتية “الإسرائيلية”.
الوتيري يشدد على أن القوات المسلحة اليمنية تفوقت على القدرة والعقل “الإسرائيليين”، حيث فشلت القبة الحديدية ومنظمة “حيتس” وكلّ أسلحة العدوّ المتطورة فشلًا ذريعًا باعتراض الصاروخ، ناهيك عن أن العملية تسببت في حالةٍ من الخوف والهلعِ في أوساط الصهاينة، حيث توجه أكثر من مليوني صهيونيٍّ إلى الملاجئ، وذلك لأول مرة في تاريخِ العدوِّ.
وفقًا للوتيري، تأتي هذه العملية في مولد الرسول الأعظم (ص)، وهي البداية فقط، إذ إن اليمني يُطور من قواته المسلحة، ولديه ما هو أكثر دقة وتطورًا من هذا الصاروخ، وهذا ما سيشهده الداخل “الإسرائيلي” بالقريب العاجل.
يُحذر الخبير العسكري الصهانية من أن “إيلات” باتت منطقة غير آمنة، وسيتلقى فيها العدوّ ضربات قاسية من قبل القوات المسلحة اليمنية، مؤكدًا أنها تأتي في سياق الرد المشروع على عدوانه على قطاع غزّة، وعلى ميناء الحديدة اليمني.
بحسب الوتيري، فإن القوّة المسلحة اليمنية أرسلت رسالة للعدو مفادها أن الأميركي فشل في حمايته، و”الإسرائيلي” يعلم جيدًا أن مواصلة العدوان ستعني خسارته حتمًا. ويردف: “نتابع هروب مئات العائلات “الإسرائيلية” إلى خارج الأراضي المحتلة، فالعدو آيل للسقوط لا محال، وهو معنيّ أكثر من غيره في إيقاف العدوان على غزّة”.
الإرادة والعقل اليمنيان تفوقا على قدرات العدوّ الصهيوني، وفقًا للوتيري، وإذا كان مطلب الشعب اليمني ومحور المقاومة هو وقف العدوان اليوم، فسيكون المطلب غدًا خروج القوات الأميركية والإمبريالية الاستعمارية من المنطقة، فاليوم الهدف ضرب العمق المحتل وصولًا لـ “تل أبيب”، وغدًا قد تكون القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة هي الهدف.
محور المقاومة
يرى الوتيري أن العملية تعبّر اليوم عن انسجام محور المقاومة الذي أصبح له الرأي، فهو سيد الكلمة، فالجبهة اليمنية ساهمت في تعطيل البحار، وإيقاف الدعم الأميركي، وسحب القطع العسكرية والبوارج من المنطقة، قائلًا: “البحر الأحمر أصبح يمنيًا بامتياز”، وإيران بقدراتها العسكرية والسياسية والإستراتيجية تلعب دور الداعم الأقوى، فيما تفنن حزب الله في لبنان بإذاقة الويلات للعدو، الذي تلقى ضربات موجعة من قبل الإخوة الأبطال في المقاومة الإسلامية في الشمال المحتل”.
يضيف الوتيري أن “العدو اعترف بفشله أمام الصواريخ الإيرانية، واليمنية، وضربات المقاومة الإسلامية في لبنان”، مشددًا على أن “محور المقاومة يملك من الأسلحة المتطورة وخاصة الطيران ما فاجأ العدو، الذي تغنى لسنوات بأسلحته الأقوى في المنطقة”، مردفًا: “اليوم، استطاع محور المقاومة كسر الغطرسة الأميركية الصهيونية، وأعاد الاعتبار للكرامة العربية المهدورة، وللدم العربي الذي يُراق في فلسطين، فعشرات الصواريخ والطائرات المسيّرة تنهال على المواقع “الإسرائيلية” والداخل المحتل، بينما العدوّ عاجز عن حماية مستوطنيه”.
يؤكّد الوتيري أنّ القوات المسلحة اليمنية تسلمت زمام المبادرة لتنفيذ ضربات نوعية بعمق الأراضي المحتلة، بكافة الأسلحة المتطورة التي ستفاجئ العدو، إذ ستكون الأماكن الحسّاسة في كيان العدوّ في مرمى نيران القوات المسلحة، بدءًا من المصانع، وصولًا إلى مخازن السلاح، وغيرها، مشددًا على أن المرحلة القادمة ستشهد تصعيدًا قويًا، متوجهًا لقادة العدوّ بالقول: “عليكم توقع المفاجآت، فكلّ الأهداف في الداخل المحتل باتت بمتناول القوات المسلحة اليمنية”.
وختم: “سنُفشل خطط العدوّ الذي يعمل لإيقاف قدرة القوات اليمنية، وسنستمر في تطويرِ التّقنية الصاروخية حتّى تستجيب لمتطلبات المعركة وتحدياتها مع العدوّ الصهيوني، وتنجح في الوصول إلى أهدافها وتتجاوز كافة العوائقِ والمنظومات الاعتراضية في البر والبحرِ”.