العلامة يحيى الديلمي :تعرضت في المعتقل للتعذيب النفسي وهدّدوا بتسليمي للقاعدة وداعش لذبحي
قال العلامة يحيى الديلمي إنه تعرض خلال فترة اعتقاله من قبل المرتزقة في مارب للتعذيب النفسي وهدّدوا بتسليمه للقاعدة وداعش.
وأوضح العلامة الديلمي في حوار مع صحيفة المسيرة أنه بدأ التحقيق معه بالسؤال: (ما رأيك بمعاوية؟) وكانوا يسألون عن علاقتي بأنصار الله وبالسيد عبد الملك الحوثي وكم عدد المرات التي التقيته.
وأضاف “مُنعنا من ضوء الشمس وكنا نشرب من ماء الحمام وتم معاملَتي في المعتقل معاملة مجرم حرب”، لافتا إلى أنهم كانوا يضربون الأسرَى والمعتقلين بالأسلاك الكهربائية في الوجه والأنف والساق والدبر وكان بعضُهم يعلقونه حتى ينخلعَ كتفه.
وأشار إلى أنهم كانوا يأتون بالطعام وفيه صراصير ويعطوننا وجبتَي الصبوح والعشاء وفيها مادة الكافور التي تميت الأعصاب.
وحول هرولة بعض الأنظمة العميلة للتطبيع أفاد العلامة الديلمي أن التطبيع جرثومةٌ خبيثةٌ ستضُرٌّ المطبِّعين وتضُرُّ الأجيالَ القادمةَ من بعدهم.
حاوره محمد حتروش
وفيما يلي نص الحوار:
– في البداية حمدًا لله على السلامة.. ولو تحدثونا عن ظروف وتفاصيل عملية اختطافكم من الطريق؟ وكيف تم التعامل معكم بالبداية؟
أهلاً ومرحباً بكم، في البداية وكما يعرف الجميع، فقد توجّـهنا إلى مكة المكرمة لتأدية فريضة الحج، وقد سجلنا عبر وكالة يمنية مصرَّح لها من وزارة الأوقاف التابعة لما يسمى بـ “الشرعية”، وبعد عودتنا من أداء مناسك الحج إلى صنعاء، تفاجأنا بتوقيفنا في نقطة الفلج وتم إنزالي مع رفيقي فؤاد فاخر، وتم أخذنا إلى غُرفة مظلمة، ثم تم نقلُنا إلى الأمن العام، وأدخلونا غرفة كانت ممتلئةً بالمختطَفين، حيث كانت المياهُ تتسرَّبُ من الحمام إلى الغرفة التي كنا فيها.
وفي اليوم الثاني، أخذونا إلى منطقةٍ مجهولةٍ وأعيُنُنا مغطاة، ووضعونا في الأمن العام ولم يحقّقوا معنا بشيء، حتى تم نقلُنا إلى مبنى الأمن السياسي بمأرب وهناك بدأ التحقيق معنا.
– ما هي التهم التي وُجهت إليكم لتبرير الاختطاف؟ وكيف كانت ردةُ فعلكم؟
احتجزونا بتهمة أني مُفْـــتٍ “للحوثيين”، طبعاً أنا لستُ كذلك كما هو معروف، وقد تعجبتُ كيف يجهلون الأشخاصَ الذين يتم اختطافُهم، ويعتقلونهم، وهذا دليلٌ على جهلهم بمجريات الأمور معنا، فأنا شخصية ظهرت سابقًا في الأحداث، في أحداث السفارة الأمريكية، ومظاهرات التحرير وغيرها ثم سبق أن تم حبسي في الأمن السياسي على خلفيةِ أحداثِ صعدة، فاستغربت واستنكرت جهلهم.
– هل سُمح لكم بالتواصل مع أحد؟
منذ أن دخلنا إلى المعتقل وإلى أن خرجنا منه، ونحن لم نتواصل بأحد لا شخصياً ولا هاتفياً.
– هلّا حدثتمونا بشكلٍ مختصَرٍ عن التحقيق الذي أجري معكم في المعتقل؟
بدأ التحقيقُ معي بالسؤال: ما رأيك بمعاوية؟! وهذا السؤال سبق أن سئلتُ به أَثناءَ سجني في الأمن السياسي بصنعاء بأحداث 2004م، فقلت لهم: هذا السؤال قد سبق أن أجبتُ عنه، فابحثوا عن سؤال آخر، ثم سألوني: كيف تجرأت على المرور من مأرب وأنت تعرف أَنَّـهم يُخطَفون ويُسجنون؟ فأجبتهم بأني يمني ومن حقي المرور من أي مكان ولا يوجد أي قانون يمنعني من ذلك.
سألوني عن أسرتي وعن الوظائف التي تشغلها عائلتي.
ثم جاء التحقيقُ مرة أُخرى وسألوني عن علاقتي بأنصار الله ومنصبي لديهم ومهامي التي أنفذها، إلى آخره من هذه الأسئلة؟ فأجبتهم أنه لا موقعَ لي في الأنصار ولا أعمل معهم وأنا شخصية سياسية علمية أدرِّس وأخطب.
أُسلُـوبهم في التحقيق كان استفزازياً، حيث كانوا يهدّدون ويحاولون ترهيبي، ويلعنون، ويهدّدون بأنهم سيعذبونني بالكهرباء وغيرها، وأن هناك مجموعةً من العصابة سترغمني على الحديث والاعتراف.
ليالٍ عديدة وهم يسألوني عن موقعي من أنصار الله، ثم سألوني: مَـا هِي علاقتُك بالسيد عبد الملك الحوثي وكم مرات التقيته؟ وحول ماذا كنتم تتحدثون؟ فقلت لهم بأني التقيت به 13 مرة كغيره من المسؤولين والتقائي به يصُبُّ في مصلحة البلاد والعباد، وأخبرتهم أننا تحدثنا عن عدد من القضايا التي تهمنا كيمنيين وعن حروب صعدة.
– ولكن هل كان المرتزِقةُ يقتنعون بإجابتك أَثناءَ التحقيق؟
لا، كانوا يكذبونها وكانوا يخوِّنونني ويسبونني ويرهبونني، وكانوا يقولون: سنعذبك بالكهرباء وسنأتي “بأبي جعفر” وأبو جعفر هذا جلّادٌ كان معروفاً بأُسلُـوبه الشديد في التعامل مع المختطفين وكانوا يمارسون أساليبَ قذرةً.
– هل تعرضتَ للتعذيب الجسدي أم أَنَّـهم اقتصروا على التعذيب النفسي فقط؟
أنا لم أتعرض للتعذيب الجسدي، ولكني تعرضتُ للتعذيب النفسي، ومنها الشتم واللعن وَأَيْـضاً الترهيب، حيث كانوا يهدّدونني بالجلد، وتارة يهدّدونني في عائلتي.
ويمكن القول: إن التعذيب النفسي هو أن يهدّدوك بأهلك ويقولوا لك: إن أحداً من أهلك مات أَو أحد أقربائك.
ومن التهديد النفسي كانوا يقولون لي: “سوف ننقلك من هذا السجن إلى سجن أشد منه، سيء في وضعه السكني”.
ومن التهديد النفسي كانوا يقولون: “سوف نأخذك مع القاعدة ومع داعش وهم يتمنون أن يذبحوك؛ ليس لأَنَّك من عامة الناس؛ ولكن لأَنَّك شخصية مؤثرة، إما مدرِّس أَو شخصية أَو شيخ أَو قاضٍ أَو خطيب”.
– هل هناك من لازمك من الزملاء وتعرّض للتعذيب؟
تقريبًا هناك 70 % ممن تعرضوا للتعذيب، سواء من صغار السن أَو من كبار السن، مثلاً هناك واحد عُمُرُه في الخمسينيات تقريبًا علّقوه من يديه حتى يبست وضربوه في مقعدته، وغير الضرب والتعليق هو التهديدُ وأن يخبروه أن ابنَه قُتل في الجبهة وهكذا.
– لو تحدثونا أكثر أُستاذ يحيى عن تجربتكم في المعتقل؟
لك أن تتخيَّلَ أن شخصاً رجع من مكة مُقبِلٌ على أهله وأحبته، وفجأةً يُمنع ويُدخَلُ في قبر الأحياء ويُمنع من الاتصال بالعالم الخارجي، ويُمنع من ضوء الشمس ويشرب من ماء الحمام، ويُعامل معاملَةَ مجرم بعدة جرائمَ، شخص يحب القراءة والاطلاع ويُمنع من القلم والورقة ومن الكتابة.
أيضاً منعوا عني النظّارة للقراءة لثلاثة أشهر ومنعوا عني العلاجَ فترةً.
وكنت أنا وزميلي ورفيقي الأُستاذ فؤاد محمد فاخر وفرّقوا بيننا، ولم نجلس سوى ستة أَيَّـام ولم التقِ به إلَّا عند الخروج.
ومن المآسي التي كنت أراها وأسمعها هي جزءٌ من التعذيب، الجراحات، جراحات الضرب، حيث كانوا يضربون المختطفين بالأسلاك الكهربائية الغليظة الذي يسمى بالكيبل في الوجه والأنف والذكَر والمؤخرة وفي الساق، وهناك من كسروا له مُشط قدمه، وضربوه في ساقه حتى كسروه.
وكان البعض يعلقونه حتى يُخلع كتفاه، وأحدُهم علقوا في خصيتَيه قارورتي ماء لمدة ثلاث ساعات، والبعض علقوه لمدة ثلاثة أَيَّـام ومنعوه من الصلاة، والتيمم وهذا كله تعذيب.
أيضاً دخول الحمام سجن لحاله، الماء سجن آخر، منع الدواء سجن ثالث، منعك من القراءة ومن الاختلاط سجن رابع، والسب والشتم واللعن في كُـلّ وجبة للمساجين، وهذه ممارسة يومية.
– عندما كنتم تتعرضون للمرض.. كيف كان يتم التعامل معكم؟
كان التعامُلُ بالرفض وعدم المبالاة وعدم إسعافه أَو إحضار طبيب، أَو إن وُجد طبيبُ السجن، وكذلك تقديم العلاج المناسب للمريض كان يقابَل بالرفض من قِبَل السجان، وكان المختطَفون والمساجين يشكون من مرض معين أَو يقولون له مرض فلان ويخافون عليه زيادة العلة أَو من موته؛ فيجيبهم السجان “فليمت وليشبع موتاً في ستين داهية”.
– هل كان في السجن كادر طبي؟
لم يكن هناك مَن يسمعك، ولا يوجد كادر طبي، ويمكن أن يحدث في وقت الوجبة يأتي فقط الشاوش أَو السجان، ويحدثونهم من المرض، وأحياناً كان يصل البعض إلى مرحلة الموت ولكن لا يستجيبون فورًا.
– وبالنسبة للوجبات؟
كانوا يأتون بالرز وفيه صرصار، أما ما يسمى بالدبيخ فيأتون به وهو ماء الدبيخ، ربما حبتين من الكوسة في علاقيتين كبيرتين مليئتين بالماء، ويوزع لتسعين شخصاً، يمكن خمسين جراماً من وجبة الأرز وقارورة صغيرة أَو إناء صغير من الماء الطفيف.
أما العشاء والصبوح فكان عبارة عن فول، يأتون به وقد أحرق ويصب فيه كما قيل لي كافور، ومادة الكافور هي التي تميت الأعصاب، فإذا جاءت البازاليا فهو يوم عيد.
والخبر كان ثلاث كدم، ووزن الكدمة تقريبًا ستون جراماً، ثلاث كدم ونصف أَو أربع لـ 24 ساعة. وبعضهن يشمين ويأتي المغرب وقد هن عفنات.
– حدثونا عن تماسككم.. كيف كان في ظل هذه الظروف القاسية؟
الحمدُ لله كان معنا كتابُ الله، ومعنا ما حفظناه من أدعية النبي صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم، وأدعية أهل البيت، وشعورُنا كان أن اللهَ قريبٌ منا ومعنا، وأن الله يدافع عن المؤمنين، وكان البعض يشعر باليأس ويحاول أن ينتحرَ وكنا نحاولُ تنبيهَه بالقوة العليا قوة الله وأن الله يطّلع على السر والنجوى وأن القلوب والخلايا بيد اللهِ سبحانَه، وعلينا أن نلتجئَ إلى الله.
وحاول الكثيرُ أن ينتحرَ داخلَ السجن، في الحمَّام حاول بعضُهم كسرَ مفتاح الكهرباء ويضع يدَه فيه وينتحر، وبعضُهم وضع خِــرْقَــة للانتحار على حلقه، ولولا أن الحمّامات لا يوجدُ بها بابٌ من الداخل لانتحر معظمُهم.
أكثرُ السجناء لم يُسمح لهم بالاتصال ولا بالزيارة، ولم يسمح لهم بإدخَال أشيائهم، وبعضُهم لديهم فلوس وقُبض عليهم بفلوسهم، وكان يُمنع من أخذ فلوسه.
– كيف كانت عمليةُ الإفراج عنكم؟
نحن تفاجأنا، دعاني السجانُ وأخرجوني إلى غرفة، وقال لي: هناك خير لك، فقلتُ في نفسي: كيف يأتي الخير من هؤلاء؟!، فقال لي: إن شاء الله ستخرجون الليلة.. وبدأ صوتُه يلين، فقلتُ له: مَن معي؟!. فقال: أنا أبو محمد. فاستغربتُ، وقلتُ: ما لك الليلة أنا معتادك سريع، فقال: خير.
تم دعوا الأُستاذ محمد فاخر والتقيتُ به وسألتُه وهو مغمض العينين.
– كانوا مغمِضين عيونَكما الاثنين؟
هو فقط، أمَّا أنا فكان قد فتحوا لي، وقال لي: أنا فؤاد فاخر.. وكان قد نزل وزنُه كثيراً وتغيّر شكله، وكان نصفُ وجهه مغطىً بعصابة العينين، وسألته فؤاد؟ قال: أيوه فؤاد ثم سألونا ما أرادوا أن يسألونا، وصادروا التلفونات وبعض الأشياء صادروها، ثم ركبنا مع سيارة وما زلنا مع سوّاق حتى خرجنا إلى مكانٍ ورفعوا العصب عنا فوجدنا الوسيطَ الذي توسط لنا من هناك من طرفهم.
– يعني تم الإفراج بتبادل؟
نعم، تبادلنا كان في الجوف، وقد مشينا مع هؤلاء يوماً وليلة تقريبًا حتى جاء البديلُ ثم سافرنا عبر الصحاري والتقينا مع البديل في حدود الجوف.
– ضجت وسائل الإعلام بأن خروجكم تم عن طريق بديل من صف قيادات المرتزِقة؟ هل عرفتم من هو البديل لكم؟
أنا عرفتُ البديلَ، ولكن ليس هو من المقاتلين، بل شخصٌ يحاوِلُ التلاعُبَ في البلاد، وكان مسموحاً له وساكناً في بيته مع أولادِه، وهو ولدُ علي محسن، اسمُه محسن علي محسن الأحمر، وكان يعيشُ مثلَ غيره في بلاده في بيت الأحمر، وحين ما وقعت فتنةُ 2 ديسمبر كان في سنحان، وحين بدأ يعمل زوبعة قاموا بأخذِه، وَقيل لي: “إنه كان يعامَل معاملة حسنة، معاملة شيخ، وبحُرية مطلقة يتواصل بمَن شاء، والأطعمة بأشكالها وأنواعها، والقات بأشكاله وأنواعه، والملابس، وكذا الاتصال بالداخل والخارج بعكس ما كان يحدُثُ لنا في مأرب.
– ما هي رسالتكم للمجتمع الدولي وللمنظمات بخصوص صمتها عن ما يحدُثُ من اختطاف للأبرياء؟
أعتقدُ أن الأممَ المتحدة والمنظماتِ العالميةَ مثل منظمة العفو الدولية لا تأخذ دورَها كما تزعم أنها مع الإنسانية ومع حقوق الإنسان، فهي لا تقومُ بدورها ولا تنفّذ أي نشاط، لكنها تقدّم المساعدات كمنظمات، وكما قيل لنا بالسجن: إن هناك 100 دولار تُعطى لكل سجين يوميًّا وليس شهرياً، بل يوميًّا؛ لتوفير الفراش والأدوية والمأكل والمشرب.
ولكن هذه المِئة الدولار عامل مساعد ومشجع لزيادة الاختطافات واعتقال المواطنين الأبرياء؛ لكي يزيد عدد السجناء في المعتقلات، ويرفعوا لهم بالكشوف وأسماء السجناء داخل السجون، أَيْـضاً يعنون من هذه الـ100 الدولار أُجرة الطبيب والكهرباء والماء الصحي النقي، ولكن لا يصل إلى السجناء كما ذكرتُ لكم سوى الإهانة والتعذيب، ويأخذها السجان؛ لهذا أعتقد أَنَّـهم يسارعون بالقبض على الناس لأجل أن ترتفعَ ميزانيتهم وتمتلئَ الكشوف، فيرفعونها إلى الأمم المتحدة أَو المنظمات الدولية بأن عندهم أعداداً كثيرة لا يستطيعون تحمُّلَها، فهذه المساعدةُ من قبَلِ المنظمات الدولية لزيادة الاختطاف والتعذيب والأذية اللاإنسانية.
– هل زارتكم تلك المنظمات؟
أنا لم أرَ أحداً غير السجناء والسجان، حتى في خروجي إلى التحقيق لم أرَ شخصاً، وحتى أَيَّـام ما نخرج للتشميس خلال حبسي واعتقالي أربع مرات فقط ولخمس دقائق، وتحت التهديد ورفع السلاح فوقنا والسب المتواصل ونحن بين الشمس.
– ما موقفُكم من التطبيع وهذه الخيانة للأُمَّـة وقضيتها؟
طبعاً هو كان موجوداً، ولكن كما يقال كان تحت الطاولة والآن صار فوقَ الطاولة، كان وراء الجدار فهُدِمَ الجدارُ وأُظهِرَ التطبيع للعلن، لو نُزعت ورقة التوت عن ساقهم.
والتبادل التجاري والتبادل العسكري والتبادل… موجودٌ بين الصهاينة والكثير من الدول العربية والإسلامية، ولكن الآن وجدوا المناخَ المناسِبَ والفرصةَ المناسبة لإعلان هذا التطبيع، والتطبيع كما هو معروفٌ تبادُلٌ أمني وسياسي وعسكري.. كما هو موجودٌ مع الأتراك الذين وصلت بينهم العلاقة في زمن أردوغان ومَن قبله إلى إقامة المناورات العسكرية المشتركة، وهذا التطبيعُ خطرٌ على المجتمعات العربية الإسلامية، القضية الفلسطينية باعتقادي قد انتهت القصة بالنسبة لها، بل الموضوع الآن كحماس التي تعتبر قضية، وهذا ما يعكسُه الإعلامُ العربي الذي لم يعد يتحدث عن فلسطين والقضية الفلسطينية، بل الحديثُ عن حماس وهذا هو الذهابُ بعيدًا عن القضية المركزية، وحماس تحتاجُ فقط إلى أن يكونَ لها موقعٌ داخل البلد التي هي فيه غزة هاشم وتنتهي القصة هنا.
لكن الحديثَ عن فلسطين وشَــدِّ الرحال إلى ثلاثة مساجد منها المسجد الأقصى أعتقد أنها انتهت، إلا حين يأتي رجالٌ يقومون بأدوارهم ويعرفون قيمةَ المسجد الأقصى، وَقيمة الأرض وَقيمةَ البلد العربية والإسلامية الذي ينتمون إليها.
– كيف ترَون موقفَ مؤيدي التطبيع في اليمن؟
اللهُ سبحانَه وتعالى قال: (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ)، وكلمةُ تطبيع واضحةٌ، يعني التداخل أن آخذ منه طبعَه وهو يأخذ طبعي، أَو تعني أن آخذ من طبعه ويأخذ من طبعي، واضحة الدلالة، والتطبيع سياسي اقتصادي أمني…، وتنتهي قِصةُ العداوة وقِصة المعارضة، وما كانوا يُدينونه في السابق “ندين، نشجب، نرفض…”!!.
– كلمة أخيرة تودون إيصالَها؟
أتمنى من المجتمع العربي والإسلامي أن يجتمعوا، وأن ينظروا إلى العلم؛ لأَنَّ العِلمَ هو الأداة التي بها صَنع العالَمُ ما صنع من الأدوات العسكرية والأدوات الطبية وأدوات ووسائل النقل والرفاهية، ووسائل الاتصالات والانترنت والعلاجات، فالعلمُ هو الطريقةُ الصحيحة للوصول إلى أعلى مقام، وكما أن العلمَ يزيلُ الأحقادَ والكراهية والعمالة والعفن الموجودَ عند الكثير من العرب والمسلمين، ولو وُجد علم عند هؤلاء لعرفوا أن التطبيعَ جرثومةٌ خبيثة ستضُرُّهم وتضُرُّ الأجيالَ القادمةَ من بعدهم.
– أذن شكراً لكم؟
بقيت مسألة أنا أشكُرُ من رفع يدَيه أَو أنزل دمعةً أَو عمل عملاً ما أَو قال كلمةً أَو فعل فعلاً في مساندتنا ومعاوَنتنا في دُعائه لله، في مَن أصابه الشجَنُ أَو الحزنُ علينا.. أشكُرُه وأسألُ اللهَ تعالى أن يرفعَ درجتَه وأن يُكرِمَه وأن يُحسِنَ جزاءَه.