العلاقات الأميركية السعودية
الباحث والكاتب المعروف “بروس ريدل” كتب مقالة نشرت على موقع معهد “بروكنز” الأمريكي قال فيها إن زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى السعودية الأسبوع المقبل يمكن أن تساعد على “احتواء” الخلافات مع الرياض وأن تؤكد على المصالح المشتركة، لكنه شدد بالوقت نفسه على أن الزيارة هذه لن تعيد العلاقة الثنائية إلى “أيام مجدها”.
وأشار الكاتب إلى أن “العلاقات الأميركية -السعودية شهدت صعوداً وهبوطاً” في الأعوام الماضية، كما أدت أحداث الحادي عشر من أيلول إلى تدهور هذه العلاقات نسبياً”.
ورأى أن جذور فكر “القاعدة” تعود إلى “إطار الفكر الوهابي السعودي”، ولم يتحرك السعوديون ضد “القاعدة” إلا بعد ما استهدفت الأخيرة الرياض.
وفيما شدد الكاتب على أن الملك سلمان يختلف عن سلفه، اعتبر أن “مؤسسة رجال الدين الوهابيين تضغط على سلمان للتشدد أكثر حتى ضد ما تسميه “النظام الإيراني الصفوي الشيطاني”” حسب تعبيرها.
ونبه كذلك إلى أن “مئة وأربعين “رجل دين” وهابي لهم علاقات قديمة ووطيدة مع سلمان أرسلوا عريضة إلى الملك السعودي في وقت سابق من هذا الشهر حثوا فيها على نضال “ايديولوجي” مع إيران في كافة أنحاء العالم الإسلامي”.
غير أن الكاتب رأى أن “لا طلاق يحصل بين السعودية وأميركا رغم هذه الخلافات، وكلاهما بحاجة إلى بعضهما،وتحدث عن مجالات للمصلحة المشتركة بين أوباما وسلمان، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن أوباما قام ببيع أسلحة إلى الرياض بقيمة 95 مليار دولار، كذلك، زعم أن “واشنطن والرياض عازمتان على محاربة “داعش” و”القاعدة”، وأن “ولي ولي العهد محمد بن نايف أثبت أنه شريك جيد للتعاون الأمني مع أميركا”، كما قال إن على “البلدين تعزيز التعاون من أجل محاربة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، التي نمت بشكل دراماتيكي” خلال الحرب على اليمن.
كذلك أشار الكاتب إلى “إمكانية التعاون بين واشنطن والرياض حول ما أسماه الحد من أنشطة إيران في دول الخليج على وجه الخصوص”، حسب تعبيره.
الكاتب أكد أن “تحقيق السلام في اليمن يجب أن يكون من أهم الأولويات”، مضيفاً بالوقت نفسه أن “واشنطن كانت “الشريك الصامت” للرياض في هذه الحرب حيث قدمت دعماً أساسياً، وكلفت الحرب الرياض حتى الآن مليارات الدولارات وكان لها تأثير إنساني مدمر على اليمن والمناطق الحدودية السعودية”.
و شدد على أن “كلام ولي ولي العهد محمد بن سلمان بأنه حان وقت العملية السياسية هو في محله”.
وأشار الكاتب أيضاً إلى أن “محمد بن سلمان إنما يقول إن السعوديين يريدون دوراً أميركياً أكبر على صعيد لعب دور “شرطي المنطقة””، مضيفاً أن “اليمن مكان مناسب لاختبار التوجهات المشتركة”.
وهنا لفت إلى “وجود مصلحة مشتركة بين واشنطن والرياض بالحد من نفوذ إيران المستقبلي في اليمن، والذي يتطلب بحسب رأيه اقناع الحوثيين بأنهم لا يحتاجون الدعم الإيراني من أجل الحصول على دور معتبر في السياسة اليمنية”.
وفي الختام، قال الكاتب إن الرياض “تشهد تغييرا في جيل قيادتها، والذي هو الأول منذ أكثر من خمسين عاماً.
بالتالي اعتبر أن ذلك يشكل تحدياً كبيراً للسعودية”، منبهاً بنفس الوقت الى أن أسعار النفط المنخفضة تجعل التحديات أكثر تعقيداً، كما اعتبر أن أوباما محق بمواصلة العمل مع القيادة السعودية رغم الخلافات، زاعماً بأن الرياض لاعب أساسي في منطقة “الشرق الأوسط المضطربة”.
المصدر: معهد بروكنز الأمريكي
الكاتب: بروس ريدل
ترجمة: قناة المسيرة