العدوان والخذلان وجهان للطغيان….بقلم /حمير العزكي
في كربلاء قتل الحسين بن علي عليهما السلام .. قتل بدم بارد .. قتل بوحشية وصلت حد التنكيل بجثمانه الطاهر وفصل رأسه عن جسده .. قتل في عصر التابعين والمعمرين من الصحابة .. وعلى مرأى ومسمع المسلمين .. وأي مسلمين ؟؟من أسلموا على يد جده وأبيه وعلى يد من أسلموا على يديهما !! وبقية العالم القديم يراقب الحدث بإثارة وتشفي في أمة صارت تمثل خطرا وشيكا يحدق به ويرى فيماحصل ملاذا آمنا من ذلك الخطر الذي سيكون عائقا آنيا يمنحه بعض الوقت وإعاقة مستديمة في جسد الوارث الجديد لهذه الارض ..
فما الذي أوصل المسلمين الى كربلاء ؟؟
إنه الطغيان…
المولود من رحم الباطل مشوها برأس هو الضلال ووجهين هما العدوان والخذلان فلايقوى الطغيان على مواجهة العدالة الا بالباطل ولايجرؤ الباطل على مصارعة الحق الا بالضلال ولا يستطيع الضلال الوقوف بوجه الهدى الا بحماية قوة العدوان و استغلال خذلان الناس للهدى .
لذلك فإن المسؤولية الدينية والاخلاقية والانسانية لماحدث في كربلاء يشترك فيها على التساوي عدوان الطغاة و الخذلان للهداة
إن ماحدث في كربلاء على يد يزيد حدث في بغداد قديما على يد التتار وحديثا على يد الامريكان وحدث في الشام قديما على يد الصليبين وحديثا على يد التكفيريين وحدث ويحدث في فلسطين المحتلة قديما وحديثا
ولكن الحدث الأكثر تشابها و الأقرب روحيا الى كربلاء مايحدث اليوم في اليمن من مظلومية وحرب وحشية وهمجية وقتل بدم بارد وعلى مرأى ومسمع المسلمين وبعلم وصمت وموافقة العالم علنيا او ضمنيا.. ليتجلى ذات الطغيان فيها بوجهيه المألوفين
الاول : عدوان التحالف السعودي الامريكي الصهيوني المؤيد والمسنود والمدعوم من أغلب دول العالم وقبلها من بعض أبنائه الذين سلمهم الضلال الى الباطل وأهداهم الباطل للطغيان
والثاني : خذلان احرار العالم وشعوب الارض وضمير الانسانية لقضيته العادلة والسكوت المخزي والصمت المهين لما يتعرض له من فظائع ومجازر ودمار وحصار والادهى والأمر خذلان المظلومين لأنفسهم بتثاقلهم وتململهم وانشغالهم بأمور هامشية ومناكفات اعلامية واتهامات كيدية
ثقوا .. لن ينسى اليمن الجرائم التي ارتكبها المجرمون بحقه ولن ينسى الذين اجرموا من الداخل والخارج ..
بالعدوان او بالخذلان
والى الله عاقبة الأمور
والعاقبة للمتقين