العدوان والتكفيريون في ذات الخندق…بالصور والوثائق والاعترافات المتبادلة
إضافة إلى ما أشير إليه آنفاً من تأكيدات الارتباط والعلاقة الوثيقة القائمة بين تنظيمَي القاعدة وداعش من جهة وقوى تحالف العدوان على اليمن ومرتزِقتهم من جهة أُخرى، إلا أن هناك أوجهاً ودلائلَ أُخرى وأكثرَ تفصيلاً عن هذه العلاقات والارتباطات القائمة فيما بينهم، والتي تفرز في مجملها خدمة المشاريع الصهيوأمريكية في اليمن والمنطقة وفي كُـلّ البلدان التي تطأها العناصر التكفيرية.
وفي هذا التقرير تستعرض صحيفة المسيرة عدداً من المحطات وأوجه العلاقات والارتباطات بين العدوان وأدواته التكفيرية، والتي لم يأبه تحالفُ العدوان لإعلانها، ما يكشف أن الورقة الإجرامية كانت مجهزة في رفوف غرفة العمليات التي تدير واشنطن من داخلها مخطّطاتها في اليمن والمنطقة.
علاقةٌ خرجت عن سيطرة العدوان وأدواته:
من أوجه تلك العلاقات التي اعترف بها تحالف العدوان بشكل غير مباشر، هي إعلان قنوات العربية والحدث والوسائل التابعة لها، في العام 2017م أن تشكيلات ما تسمى “الشرعية” باتت تسيطر على حوالي (80 %) من الأراضي اليمنية، معتبرةً المناطق والمدن التي سيطر عليها تنظيما القاعدة وَداعش حينها من ضمن تلك المساحات التي تم الإعلان عنها من قبل تحالف العدوان، فيما يكشف التغاضي المتعمد من قبل دول العدوان عن التحَرّكات العلنية لعناصر تنظيمي القاعدة وداعش والأعمال الإجرامية التي يقومون بها في المناطق المحتلّة.
وفي السياق، تفيد المعلومات بقيام عناصر تنظيم القاعدة بتاريخ 6/1/2016م بنقل السلاح الثقيل بصورة علنية عبر مناطق تسيطر عليها قوى العدوان، ومن ذلك نقل دبابات من مدينة المكلا باتّجاه مديريات الوادي، وكذا قيامها بنقل أسلحة ودبابات من حضرموت باتّجاه محافظة شبوة، وهو ما أكّـدته أَيْـضاً وسائل الإعلام التي غطت هذا الأمر على إثر الخروج الجزئي لقاطرة تحمل دبابتين من الخط العام أثناء تحَرّكها باتّجاه شبوة، وبالرغم من أن عمليات النقل هذه تتم بصورة علنية إلا أنه لم يتم استهدافها من قبل منظومة العدوان والمرتزِقة، فيما تستعرض المسيرة صوراً تظهر استفادة عناصر القاعدة من الخدمات العلاجية التي يقدمها تحالف العدوان، حَيثُ تتلقى بعض العناصر العلاج في مستشفيات سعوديّة كمستشفى الرياض وغيره، وقد تم العثور في أوكار تلك العناصر بمنطقة قيفة على بطائق تثبت هذا الأمر، كما عمد تحالف العدوان على اليمن ومرتزِقته إلى تعيين مندوبين لتنظيم القاعدة في مأرب ليقوموا بالتنسيق لعناصرهم لتتلقى العلاج في مستشفيات مأرب تحت غطاء أنهم مقاومة أَو تابعين لما تسمى كتائب قيفة التابعة لما تسمى المنطقة السابعة أَو غيرها من المسميات، وبحسب المعلومات يعتبر التكفيري المرتزِق بشير أحمد قايد العمراني، أحد هؤلاء الأشخاص (أحد قيادات تنظيم القاعدة في الجانب الطبي)، حَيثُ يتلقى جرحى التنظيم العلاج في عدة مستشفيات بمأرب كمستشفى مأرب العام والذي يعد أحد أبرز وأهم المستشفيات التي يتم معالجة جرحى مرتزِقة العدوان فيه، بالإضافة إلى المستشفى العسكري التابع للمرتزِقة وقد أكّـدت ذلك أَيْـضاً الوثائق التي تم العثور عليها في أوكار عناصر تنظيم القاعدة بقيفة.
ويعتبر استهداف تحالف العدوان على اليمن للوحدات الأمنية، من ضمن أوجه العلاقة والارتباط بالتكفيريين، ومن تلك الوحدات “قوات مكافحة الإرهاب” في محاولة لإضعاف دورها في ملاحقة عناصر تنظيمي القاعدة وداعش، وذلك في صورة تبرز حقيقة العلاقة بين تحالف العدوان على اليمن والتشكيلات الموالية له وبين عناصر التنظيمين التي اشتركت في هدف واحد هو محاولة إضعاف قوات الجيش والأمن واللجان الشعبيّة، وهنا تؤكّـد مصادر خَاصَّة للمسيرة أن اعترافات عدد من عناصر الخلايا أثناء التحقيق معها بعد القبض عليها أكّـدت أنها كانت تقوم بتحديد إحداثيات ميدانية وتسليمها لتحالف العدوان لقصفها بالطيران، وعلاوة على ذلك ما نشرته وكالات أنباء دولية مختلفة عن مشاركة عناصر تنظيمي القاعدة وداعش في القتال إلى جانب مرتزِقة العدوان، ومن ذلك ما نشرته قناة (BBC) في فيلمها الوثائقي “تعز بين المطرقة والسندان”، حَيثُ أكّـد هذا الفيلم وجود قوات من الإمارات والسودان ومسلحين تابعين لتنظيم القاعدة يقاتلون جميعاً جنباً إلى جنب ضد الجيش واللجان الشعبيّة وقد تم تعزيز هذا الفيلم بمقاطع مرئية توضح امتلاك تلك العناصر لأسلحة ومعدات أمريكية، بالإضافة إلى تقارير أممية بينت انخراط عناصر تنظيم القاعدة في القتال بمدينة تعز، وجاء ذلك في تقرير للأمم المتحدة عن حقوق الإنسان في اليمن صدر في سبتمبر من العام 2017م.
ومن ضمن أوجه العلاقة بين العدوان وأدواته الإجرامية، التغطية التضليلية لوسائل إعلام العدوان على عناصر القاعدة وداعش، وذلك من خلال الإعلان عن العمليات التي يقوم بها التنظيمان تحت مسميات المقاومة الشعبيّة والجيش الوطني وغيرها من المسميات، ومن ذلك إظهار مقاطع مسجلة لمواجهات لعناصر القاعدة وداعش تستهدف قوات الجيش واللجان الشعبيّة على أنهم من العناصر التابعة لما تسمى المقاومة، في حين أكّـد إعلام التنظيمين أنها من عناصرهم وأعلنوا أكثر من مرة عبر مواقعهم أنهم من قادوا ويقودون جبهات قتال ضد الجيش واللجان الشعبيّة في أكثر من محافظة ومنها محافظات مأرب والجوف وتعز وعدن، وقيام إعلام العدوان أَيْـضاً بإظهار صرعى وجرحى على أنهم من المدنيين في حين تؤكّـد المعلومات ووسائل إعلام التنظيمين أنهم من عناصر تنظيمي القاعدة وداعش، وذات الأمر حصل في جبهة قيفة، حَيثُ بث الإعلام السعوديّ 2018م خبراً عن تقدم ما أسماه الجيش اليمني في جبهة قيفة والسيطرة على جبل الظهر، على الرغم من أن جبهة قيفة يسيطر عليها تنظيمُ القاعدة بشكل كامل، وكان التنظيم قد نشر قبل يومين من الإعلان السعوديّ توثيقاً لهذه العملية الهجومية التي نفذها التنظيم، وكشف مقطع مرئي ظهرت فيه عناصر التنظيم بعد الهجوم وهي تقوم بذبح أسير من قوات الجيش واللجان الشعبيّة وصفوه بـ”المشرك”، في حين تؤكّـد المعلومات أن هناك الكثير من البيانات والإصدارات المرئية للإجراميين تؤكّـد أنهم من تقود الجبهات في عدد من المحافظات ضد الجيش واللجان الشعبيّة، ومن ذلك إصدارات عبر المواقع التابعة لتنظيم القاعدة مثل صدى الملاحم وأنصار الشريعة بعنوان “معركة الجحملية -ولاية تعز، معارك جبال الزاهر-ولاية البيضاء، العمليات العسكرية لتنظيم القاعدة في عدن ثأر الكماة” وغيرها.
وعلاوةً على ذلك تكشف مصادرُ خَاصَّة لصحيفة المسيرة مطالبة حكومة المرتزِقة بالإفراج عن عناصر من القاعدة وداعش مقبوض عليها في صنعاء، زاعمين بأنهم من ضمن أسرى ما أسموها “الجيش الوطني” التابع للعدوان.
وأخيرًا تكشف المصادر للمسيرة أن هناك العديدَ من المعسكرات التابعة للتكفيريين في المحافظات المحتلّة، تجاور معسكرات العدوان وأدواته وتتلقى كُـلّ الدعمِ من الرياض وأبوظبي، منها ما عُرف بمعسكر “الشيخين” بمديرية البريقة في محافظة عدن، ومعسكر “جبل تاران” بمديرية لودر، ومعسكر “القعيطي” القريب من زنجبار وجعار في محافظة أبين، وأكثر من معسكر في محافظة حضرموت منها في ريدة الصيعر، ومعسكر في منطقة الكثيري في صحراء حضرموت التي توجد فيها أَيْـضاً معسكرات تابعة لقوات العدوان، ومعسكرات في لحج منها في يافع والمناطق المحيطة بمدينة الحوطة ومعسكرات في منطقة الحبيلين، علاوة على المعسكرات التي سيطر عليها الجيش واللجان الشعبيّة مع تحرير البيضاء ومديريات مأرب.
خلافاتُ الإجراميين تفضحُ دورَهم إلى جانب العدوان