العدوان على اليمن هدية سعودية لشـركـات السلاح
بعد مرور ثلاث سنوات على العدوان الأميركي – السعودي على اليمن، تخوض الولايات المتحدة حربها بطريقة جديدة تتحكم فيها عن بعد بأدواتها في الحرب وخاصة السعودية والإمارات ومن لفّ لفهما، ففي هذه الحرب لا تستخدم الولايات المتحدة جنودها ولا تدفع تكاليف الحرب بل تتحكم بدفتها عن بعد.
ومع دخول الحرب السعودية على اليمن عامها الثالث، أصبحت اليمن مسرحاً لأكبر أزمة إنسانية في العالم، فمن وباء الكوليرا الذي أصاب نصف مليون شخص، إلى المجاعة التي يواجهها الملايين، فضلاً عن تدمير البنية التحتية للبلاد نتيجة القصف العشوائي.
وبالإضافة إلى العدوان الأميركي – السعودي من الجو ينتشر إرهابيو تنظيم «القاعدة» على مساحات واسعة من جنوب اليمن، وأصبح هذا التنظيم الإرهابي أكثر قدرة على العمل حالياً، حيث تعد الحرب هدية للتنظيم الإرهابي في شبه الجزيرة العربية، كما أنها هدية أيضاً لصناع الأسلحة في الولايات المتحدة وبريطانيا، بموافقة حكومتي البلدين.
ويبدو أن ما يحدث في اليمن يناسب الأطراف المستخدمة والبائعة للأسلحة، فيتعاونون مع بعضهم بعضاً، وإن انتهت الحرب فسيتوقف التدفق المالي الكبير، حيث باعت شركات الأسلحة الأمريكية والبريطانية معدات حربية بمليارات الدولارات للسعودية والإمارات، بعضها يتخذ الخليج مقراً له، مثل الإمارات، وكوّنوا جيوشاً من المرتزقة، فأصبحت الحرب مصدر أموال طائلة، حيث تقدم الشركات الأسلحة بسعادة بالغة للسعودية والإمارات، لتدمير بلد يبلغ عدد سكانه 25 مليون نسمة.
وتعد الحرب على اليمن بالغة التعقيد، لكن المصلحة الحقيقية تصب في جانب السعودية والولايات المتحدة وبريطانيا، وحال انتهت الحرب، قد تتفق الفصائل المتحاربة في اليمن، وربما يوقعون تسويات تفاوضية تعطي الأولوية لمصلحة البلاد، وتمنع عمليات التصعيد، إلا أن التحالف لا يريد ذلك لاستمرار العدوان واستمرار الفوضى في هذا البلد لبيع مزيد من الأسلحة.
وقفزت مخزونات وزارة الدفاع الأمريكية مؤخراً، بعدما أعلنت السعودية عن شراء أسلحة أمريكية بقيمة عشرة مليارات دولار، حيث ذكرت وكالة «رويترز» أن شركات «جنرال ديناميكش، ورايثيون، وروتون، ولوكهيد مارتن» حققت ارتفاعاً قياسياً ما بين 0,4 و1,6٪، كما حققت «بوينغ» ارتفاعاً بنسبة 1,3%.
الأرقام المحرزة تعتبر فوزاً للرئيس دونالد ترامب، الذي قال بعد الإعلان عن الصفقة الكبيرة بشكل رسمي: إن مئات المليارات من الدولارات والاستثمارات دخلت إلى الولايات المتحدة، وشكر السعودية التي نهبت شعبها وأفرغت خزائنها لشراء أسلحة ترامب وقصف الشعب اليمني.
ولا يركز الأمريكي أو البريطاني على تهدئة الأحداث في اليمن، بل ما يهم المليارات التي يحصلون عليها، وبالتالي سيظل مصنعو الأسلحة المحرك الرئيسي للأحداث في اليمن ومناطق أخرى، حيث تهتم الحروب بالدولارات، ولا تهتم مطلقاً بخسائر الأرواح، وبالنسبة لمصنعي الأسلحة لا يريدون أن تتوقف الحرب، لأنهم يكسبون فقط مليارات الدولارات من حرب اليمن.