العدوان أمريكي صهيوني: الحقيقة التي رفدت الجبهات…بقلم/ فؤاد الجنيد
كشف العدوان الأمريكي على اليمن عمق العلاقة بين السعودية ودواعشها من جهة، وبينها وبين أمريكا والكيان الصهيوني عدو الأمة العربية والإسلامية من جهة أخرى، والمستفيد اﻷول من العدوان الذي يستهدف اليمن أرضا وإنسانا منذ أكثر من ثلاثة أعوام حتى الآن، والذي لم يحقق سوى التدمير وقتل الأطفال والنساء والشيوخ بصورة همجية وبشعة عكست مدى حقد هذا العدوان الهادف إلى تدمير البلدان العربية، عبر أدواتهم: السعودية ومرتزقتها ودواعشها، كما فعلت في سوريا وليبيا والعراق، تنفيذاَ لمخططات المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة.
السيد يكشف المخطط مبكراً
العدوان الظالم بقيادة السعودية على اليمن كشفه وفضحه السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي مبكراً في خطاب متلفز على قناة المسيرة مساء الثلاثاء 16 يونيو 2015م بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، حيث أوضح السيد أن هذا العدوان هو أمريكي صهيوني وما النظام السعودي وحلفاؤه سوى أدوات لتنفيذ مخططات «أمريكا وإسرائيل» التدميرية في المنطقة، وأشار إلى أن العدوان، يترجم مطامع أمريكا وإسرائيل في موقع الیمن الجغرافي الاستراتيجي، والجزر اليمنية المهمة بين البحر الأحمر والبحر العربي. ومع مرور الوقت تجلى كلام السيد حقيقة ماثلة للعيان، واتضح الدور الأمريكي في العدوان الهمجي الغاشم على اليمن للعالم من خلال الكثير من الشواهد والأدلة السياسية والعسكرية التي كان السيد عبد الملك قد فضحها في عديد من الخطابات، ما يجعل الإدارة الأمريكية مسئولة جنائياً عن الضحايا والأضرار الناتجة عن أعمال القصف والتدمير والقتل والحصار بحسب القوانين الدولية التي يجب محاكمتها بتهمة ارتكاب جرائم حرب وإبادة بحق الشعب اليمني، إضافة إلى اعتراف الخارجية الأمريكية والبنتاغون بمشاركة بلادهما في العدوان على اليمن في كل الاتجاهات والجوانب بما في ذلك التدخل عسكرياً.
الإفراط في الجرم
لم تكتف أمريكا بقتل الشعب اليمني وتدمير بنيته ومنشآته وكل مقومات الحياة فيه؛ بل تسعى إلى إبادته بالكامل عبر حصارها المطبق والظالم على الشعب اليمني بحراً وجواً وبراً، من خلال منع إدخال المساعدات الإنسانية والمشتقات النفطية.
إن الدور الأمريكي في حرب الإبادة التي يشنها تحالف العدوان على اليمن والدور الذي تلعبه في المنطقة بإشعال للحروب والصراعات تحت مسميات وشعارات مختلفة والتعريف بالمجازر الوحشية التي يرتكبها العدوان بحق المدنيين في اليمن، أفشله الشعب اليمني العظيم بفضل الله وبفضل صموده العظيم وثبات أبطال الجيش واللجان الشعبية في مواجهة الغزاة ومرتزقتهم بمختلف الجبهات للعام الرابع على التوالي.
حقيقة العدوان
بيّن السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن أمريكا تحارب في اليمن مقابل أن تكسب ولو مالاً وحتى لو لم تكسب إلا قيمة سلاحها الذي يقتل به أبناء الشعب اليمني ..مبيناً أن السعودي والإماراتي وغيرهم من داخل الأمة يتحركون جنوداً مجندة لأمريكا وإسرائيل خداماً مطيعين مذعنين ويتفانون ويبذلون كل جهودهم ويسخرون كل إمكاناتهم لتنفيذ مؤامرات أمريكا وإسرائيل في المنطقة.
وهذا ما اعترفت به أمريكا رسمياً على لسان السفير الأمريكي السابق باليمن، ستيفان سيش، بقولة ” أمريكا لا يمكنها البقاء خارج إطار المواجهات بالمنطقة باعتبار أنه لا ينبغي ترك أحد يتصرف نيابةً عنها برعاية مصالحها”.. وهو ما يأتي مصداقاً للقول بأن العدوان على اليمن في المقام الأول هو أمريكي. وفي ذات السياق قال موقع “جلوبال ريسيرش” الأمريكي إن العملية هي مخطط لتدمير الأمة العربية، وإغراقها في حروب أهلية، بأيدٍ عربية، تنفيذاً لخطط أمريكية صهيونية.
المنظمات تؤكد هذه الحقيقة
منظمة هيومن رايتس وتش الدولية لحقوق الإنسان وثقت في عديد من تقاريرها الميدانية منذ بداية العدوان، استخدام السعودية القنابل العنقودية المحرمة دولياً أمريكية الصنع. إلى ذلك قال جو ستورك، نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “إن الحكومة الأمريكية تعلم جيدا بالهجمات الجوية العشوائية للتحالف الذي تقوده السعودية، والتي قتلت مئات المدنيين في اليمن منذ مارس/آذار. ولا زالت تمد السعوديين بمزيد من القنابل في ظل هذه الظروف، وهذا يعني مزيداً من وفيات المدنيين، التي ستكون الولايات المتحدة مسؤولة عنها.
حملة شعبية يمنية
ردا على الجرائم الأمريكية بحق اليمن أرضا وإنساناً، وإيمانا من الجميع بأن العدوان هو أمريكي صهيوني في المقام الأول، شهدت أمانة العاصمة وباقي المحافظات اليمنية، حملات تحشيد شعبية كبيرة وبتدشين رسمي، رفدا للجبهات، واستعدادا للدفاع عن حياض الوطن من شرقه إلى غربه، وتوجيه رسالة للعالم بأن أمريكا هي من تقتل الشعب اليمني بخلاف ما تدعيه من شعارات زائفة، وأن كل حلفاء العدوان مجرد أذرع. وتستمر الحملة إلى الآن ضمن فعاليات ومسيرات جماهيرية ووقفات احتجاجية ومعارض صور ومهرجانات ولقاءات قبلية في إطار التحشيد العام، والتنديد بالعدوان والدور الأمريكي ومشاركته في جرائم الحرب بحق أبناء الشعب اليمني.
جبهة الوعي
تتزامن حملات التحشيد للجبهات مع حملات إعلامية وثقافية تسلط الضوء على الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة الأمريكية وتورطها في جرائم الحرب ضد الإنسانية التي يقترفها تحالف العدوان على اليمن. النجاحات التي حققتها هذه الحملات، شكلت قلقاً كبيراً لدى أمريكا، حيث يرى مراقبون ومحللون سياسيون أن من الأسباب الحقيقية التي جعلت أمريكا تقلق من هذه الحملات الشعبية، هو إن تشبع الوعي الشعبي في اليمن بحقيقة أمريكا ومشاركتها في قتل الشعب اليمني، يشكل خطراً استراتيجياً بعيد المدى على الوجود والمصالح الأمريكية في المنطقة، ففي حال استمر العـدوان على اليمن، ووصل الوضع بالدولة اليمنية للفشل الكامل، سيتحول الأمر في نظر الشعب اليمني إلى مسألة ثأر شخصي بينهم وبين أمريكا.
البوصلة نحو العدو
تتم عملية التحشيد اليمنية في إطار وعيهم الكبير وإيمانهم المطلق أن العدوان أمريكي صهيوني، وأن المرتزقة على الأرض مجرد دمى وأدوات، حتى الأنظمة العربية والخليجية المشاركة في العدوان، ما هي إلا ديكورات تنفذ تلك الأجندة الصهيونية. ومن خلال القراءة التحليلية لهذه الرسائل الموجهة وما تحمله من مضمون واضح ومبطن، يتضح جلياً أن الحملةَ الشعبية كانت رداً مناسباً للدرجة التي أثارت حنق الأمريكيين وجعلتهم يهددون بشكلٍ ضمني برفع مستوى الإجرام في الغارات الجوية من حيث نوعية الاستهداف، ومزيدا من المجازر بحق المدنيين، في حال استمرت أصابع الشعب تتجه نحوَهم، متهمة ومشوهة الوجه الإنساني الذي تدعيه أمريكا وتعمل على تسويقه، لدى الشعوب الأخرى.
تخوف إسرائيلي
قال معهد أبحاث “الأمن القومي” في كيان العدو الصهيوني إن الحديث عن التهديد الذي يشكّله أنصار الله على أمن الكيان لم يعد مجرد مخاوف أو تقدير نظري، بل بات حقيقة قائمة، وخاصة بعد فشل العدوان السعودي الأميركي. وقال المعهد إن انتصارَ حركةِ أنصار الله في اليمن يشكل دعماً لفلسطين وتهديداً للكيان. واعتبر المعهد في تقرير له أن التهديدَ الذي تُشكّلهُ حركةُ أنصار الله على الأمنِ القومي الصهيوني، لم يعدْ مجردَ مخاوفَ أو تقديرٍ نظري، بل باتَ حقيقةً قائمة، وخاصةً بعدَ فشلِ العدوانِ السعودي الأميركي. وأشار المعهد إلى وجودِ مصلحة واضحة لتل أبيب بأنْ تكونَ يدُ التحالفِ السعودي في اليمن هي العُليا، معتبراً أنّ القواتِ اليمنيةَ تُعرّضُ المصالحَ الإسرائيلية للخطر بما في ذلك إلحاق الضررِ بالحركةِ البحرية من الكيانِ وإليه. ولفتَ المعهد إلى أنّ هناك وجوداً عسكرياً “إسرائيليا” في اريتريا، وأنّ أنصارَ الله هدّدوا في السابق بأنهم سيُهاجمون هذه المنشآت.
تنبهوا يا مؤمنين
لعل أبرز ما يجب تلخيصه من حديث، هو ما قاله الزميل الكاتب علي الصنعاني في هذا الإطار، فيقول: لا تنخدعوا بالحديث المتكرر عن تجنيب الحديدة معركة باهضة الثمن، ولا تصدقوا كل الأحاديث عن السلام، ولا تلتفتوا إلى جولات مارتن المارثونية وأحاديثه عن إيجاد حل سلمي لمعركة الحديدة. لن يكون هناك حل سلمي للحديدة، وكل ما في الأمر أن كل الأحاديث عن السلام هدفها الوصول بالمدافعين عن الحديدة الى حالة استرخاﺀ، أو الشعور بنشوة نصرٍ لم يتحقق بعد، ثم يحدث الهجوم المباغت براً وبحراً وجوا”. ويضيف الصنعاني: مازالت القوات تُرسل والعتاد يصل إلى رأس الأفعى المتواجدة في الدوار وقرية المنظر عبر زوارق بحرية وطرق برية. والحشد هناك كبير وليس في حالة ضعف أو وهن، لكن لم يكتمل بعد، وساعة الصفر لم تحن. الحرب في الجاح والفازة والتحيتا من اجل استكمال التحضيرات وضمان تأمين وفتح الطريق لوصول بقية القوات ساعة الصفر لشن الهجوم الكبير والمباغت. لم ولن تهاجم القوات المتقدمة في الدوار والمنظر الآن ,لأن الهجوم سيجعل المدافعين في حالة يقظة وجهوزية تامة باستمرار، والخطة تقتضي استرخاﺀ المدافعين عن الحديدة وإعطائهم شعور بأن تلك القوة منهكة ومحاصرة ولاتستطيع التقدم، وبالكاد تدافع عن نفسها مع ان الوضع مختلف تماما. ويرى الصنعاني أن التحالف يعمل بكل قوة على تأمين الخط الساحلي لكي لا يتكلف أعباء نقل الآليات الثقيلة عبر البارجات من البحر التي ربما قد تتعرض للاستهداف. التحالف يحضر لهجوم كبير مرة أخرى وقد وضع في حسبانه أسباب فشل الهجوم السابق. التحالف يعتقد أنه سيتدراك في هجومه القادم كل الأخطاء السابقة ويخطط لهجوم سريع وخاطف ستشارك فيه البارجات. سيتجنبون الضجيج الإعلامي في ساعة الصفر، وسيُكثرون من الحديث عن السلام وعن اقتراب الوصول الى حل سلمي. لكن ما لا يعلمه التحالف هو أن الأنصار يعون جيدا هذا المخطط، ولذلك قطعوا الطريق في الفازة والجاح، واستبسلوا في الاحتفاظ بها لكي تظل الطرق مقطوعة تعيق مخططهم، ولكي تكون خط دفاع أول عن الحديدة بحيث تُستنزف وتُدمر فيها كل التعزيزات المراد إرسالها إلى المقدمة. كما أنهم لم يتركوا المقدمة في أمان، بل وجهوا لها ضربات قاسية عبر الطائرات المسيرة والمدفعية والصواريخ الباليستية، ومع ذلك لا يزال العدو يعد العدة لمعركة الحديدة في أطرافها وداخل حواريها وأزقتها، وهذا يتطلب الجهوزية المستمرة والتحشيد المستمر.