العدوانُ يلجأُ مجدّدًا لاستخدام القاعدة وداعش في جبهات القتال
مجدّدًا يقوّي تحالُفُ العدوان الأمريكي السعوديّ استخدامَه لورقة القاعدة وداعش، في سياقِ الاستعانةِ بالعناصر التكفيرية الاستخباراتية، بعد أن استعان بهم في جبهات القتال بمأرب والبيضاء، غير أن هذه المرة تسعى قوى العدوان لتمكين العناصر الاستخباراتية التكفيرية مناطقَ جغرافيةً واسعةً يستطيعون من خلالها تنفيذَ أكبر قدر من المهمات.
تقارير أكّـدت مؤخّراً عزمَ تحالف العدوان تسليمَ مناطقَ كبيرةٍ من أبين –إن لم تكن كاملة– لعناصر القاعدة وداعش، في سبيل حماية حزب الإصلاح لتواجده في ظل التهديدات اليومية بطرده من قبل مرتزِقة الاحتلال الإماراتي، وهو ما كان قد حذّر منه مطلع الأسبوع محافظ أبين، صالح الجنيدي، حَيثُ أكّـد أن معلوماتٍ أكيدةً تشيرُ إلى وجود مؤامرة كبيرة لتكرار سيناريو تسليم أبين للتنظيمات الإرهابية، كما حدث عام 2011م.
وأشَارَ محافظ أبين أن تواجد التنظيمات الإرهابية التي تعمل تحت غطاء ما تسمى بالشرعية اتسع على نطاق جغرافي يمتد من شقرة وحتى المحفد ولودر والمنطقة الوسطى والوضيع، لافتاً إلى أن دول العدوان عملت على إعادة توطين التنظيمات الإرهابية في أبين بعد تطهير مديرية ولد ربيع في محافظة البيضاء من معاقل تلك التنظيمات، محملاً قوات الاحتلال السعوديّ الإماراتي الداعمة والراعية للتنظيمات الإرهابية مسئولية الجرائم التي ارتكبت خلال الأسابيع الماضية في محافظة أبين.
وبيّن محافظ أبين الأهميّةَ الاستراتيجيةَ للمحافظة والتي جعلت قوى العدوان تختارُها كمقرٍّ جديد لـ”إرهاب”، حَيثُ أكّـد أن دول الاحتلال تسعى إلى تحويلِ أبين إلى معاقل للقاعدة وداعش؛ نظراً لما تمتلكه من موقع استراتيجي؛ كونها تقعُ بين محافظتَي عدن والبيضاء ولها حدودٌ إدارية مع محافظتي شبوة وحضرموت.
وعلاوةً على ما ذكره محافظ أبين الأسبوع الماضي، فَـإنَّ مرتزِقةَ الاحتلال الإماراتي أطلقوا طيلة الأيّام الماضية اتّهامات لحزب الإصلاح المرتزِق، وأكّـدوا أن هناك تحَرّكاتٍ مشبوهةً ترمي إلى نشر تواجد القاعدة وداعش في المحافظة.
وبالنظر إلى الواقع، فَـإنَّ غرضَ نشر العناصر التكفيرية في شبوة وأبين، ليس هدفه حماية الإصلاح فحسب، بل وضع التجهيزات المبكرة للتصدّي لتقدمات أبطال الجيش واللجان الشعبيّة في الجبهات الشرقية، حَيثُ ما تزال قوى العدوان تستقدم العناصر التكفيرية إلى مأرب لمساندة المرتزِقة وحمايتهم من السقوط الوشيك، فيما تُرَجِّحُ تقاريرُ أن أبين وشبوة قد تكون معسكراتٍ للقاعدة وداعش للتجنيد واستخدام المقاتلين التكفيريين في أية جبهة تستدعي ذلك، وقد اتضح هذا جليًّا من خلال التدفق المتواصل للقاعدة وداعش إلى مأرب، قادمين من أبين وشبوة، وبالاستناد في ذلك على التقرير الذي نشره جهاز الأمن والمخابرات منذ عدة أشهر، ويوضح هروبَ أكثر من 100 قيادي في القاعدة وداعش إلى شبوة واستقرارهم فيها؛ بغرض تجديد نشاطها وتكثيف استخداماتها.
وبالتوازي مع ذلك، أفادت مصادرُ لصحيفة المسيرة بأن هناك ترتيباتٍ سعوديّةً أمريكية لإعادة المواجهات إلى البيضاء، ومناطق من الجوف؛ بغرض تخفيف الضغط على مأرب، ووفقاً لأكثرَ من مصدر فَـإنَّ لقاء جمع قيادات في تنظيم القاعدة وضباط سعوديّين قدموا إلى مدينة مأرب الأسبوع الفائت، وتم تسليم تنظيم القاعدة في البيضاء شحنةَ سلاح جديدةً وموازنة مالية بالريال السعوديّ عبرَ القيادي في حزب الإصلاح ”أبو عبدالله المشدلي” الذي يعد أحد حلقات التواصل بين قوات تحالف العدوان وتنظيم القاعدة، ووفقاً للمصادر فَـإنَّ تحالف العدوان طلب من “المشدلي” التنسيقَ مع مجاميع تنظيم القاعدة، لإشعال جبهات جديدة ضد الجيش واللجان الشعبيّة، في عدد من مديريات محافظة البيضاء.
وفي هذا الصدد، يتبين مجدّدًا أن ورقة ما تسميه واشنطن “الإرهاب” هي صناعة أمريكية، تستخدمها الولايات المتحدة أين ما تشاء، وباتّجاهين، الأول تحريك تلك العناصر ودعمها في مناطق جغرافية معينة؛ بغرض استثمارها في تحقيق المكاسب الجغرافية والعسكرية والاقتصادية أَيْـضاً، فضلاً عن الاستثمار الثقافي والتحريفي بما يخدم أعداءَ الإسلام، والاتّجاه الثاني نشر تلك العناصر الاستخباراتية التكفيرية في منطقة تود أمريكا احتلالها، بحيث يكون تواجد تلك العناصر الإجرامية مبرّراً معهوداً لواشنطن لاستقدام قواتها العسكرية الهائلة واحتلال المكان الذي تحدّده وفق استراتيجياتها وأولوياتها، تحت مبرّر “مكافحة الإرهاب”، كما تفعل في العراق وأفغانستان وسوريا وتعمل في اليمن أَيْـضاً.
وعلاوةً على ذلك، فَـإنَّ استخدام الورقة التكفيرية هذه المرة ليس جديدًا، بل تم استخدام العناصر التكفيرية في عدة استخدامات منذ رزاعتها في اليمن، غير أن أبرز تلك الاستخدامات ظهرت مع بدء العدوان على اليمن، حَيثُ ساندت واشنطن تحالف العدوان بهذه الورقة في الجانب العسكري لتكون رافداً للقوات الغازية والاستعمارية، ومنذ العام 2015م شاركت عناصر القاعدة وداعش في القتال ضد قوات الجيش واللجان الشعبيّة في عدن ولحج وشبوة وأبين والبيضاء، ومؤخّراً مأرب والجوف، وما يجري الآن من تسليم مناطق للتكفيريين غرضُه توسيعُ معسكراتهم وتكثيف استخدامهم بما يخدم العدوان الأمريكي السعوديّ وأدواته.
وبحسب الاعترافات والنشرات والأخبار التي تداولتها وسائلُ الإعلام التابعة للعناصر التكفيرية، فَـإنَّ القاعدة وداعش شاركوا في أكثرَ من 6 محافظات بجميع جبهاتها جنوباً وشمالاً في المعارك ضد الجيش واللجان الشعبيّة، وهو ما يجعل العلاقة بين أمريكا وعناصرها الاستخبارية التكفيرية واضحةً وعلنية ولم تعد خفيةً على أحد، ويتبين للجميع أن أمريكا هي أُمُّ الإرهاب والإجرام ومنبعه وراعيه.
المسيرة: نوح جلاس