العام الخامس من الصمود… للشاعر /هادي الرزامي
جاوزت يا شعبي الصعاب الأربعا
فاشحذ بخامسها السلاح لتردعا
حلف اليهود وحشدهم كي يعلموا
من نحن إن كان التحالف ما وعى
هيهات ما فهموا معاني فعلها
أو قول قائلها لهم لن نركعا
هل يطمعون بشعبنا أن ينحني
هيهات فاسمعها الأصم ليسمعا
هيهات أن نحني الجبين لطامع
فمن المحال أن نذل ونخضعا
حلموا بهذا برهة فاستيقظوا
يوما على شعب يذود الطامعا
وطن شجاع لا يخاف جموعهم
وسلاحه لا زال فيهم مشرعا
شعب أبي مؤمن متمسك
بهدى الإله لم ولن يتراجعا
لبوا رسول الله مذ سمعوا به
فاستمثلوا لنبيهم في ما دعا
سبقوا إليه العالمين فآمنوا
نصروه آووه فكانوا الأدرعا
واليوم لا زلنا جنود محمد
جئنا حشودا كي نذود وندفعا
نحمي حمى الإسلام نرخص أنفسا
لم نخش حلف الشر حتى نخضعا
وطني العزيز أنت أقوى قوة
بالله ما أقوى الإله وأمنعا
حطمت آمال الغزاة فلم يعد
للطامعين على ثرانا مطمعا
ظنوا بأن الشعب يذعن رهبة
من هول ما جمعوه يأتي طيعا
فلقد أرادوا ذله وهوانه
والله شاء لحلفهم أن يصفعا
شاءوا وشاء الله جل جلاله
ومشيئة الله قضت أن نرفعا
هذي إرادتهم نباد جميعنا
حتى نسلم للعدو ونسمعا
والله يأبى الذل لا يرضى به
سبحان ربك ما أعز وأمنعا
يا رب فانصرنا على أعدائنا
دمر تحالفهم دمارا موجعا
فلقد بغوا واستكبروا وتجبروا
وعتوا عتوا كي نخاف ونجزعا
حسبوا بأن الشعب يرفع كفه
مستسلما مستنجدا ومطبعا
فإذا بنا نزداد إيمانا بما
نحن عليه جلادة وتمنعا
عزما وتصميما وإقداما على
خوض المنايا رغبة وتطوعا
لا يعترينا الخوف من طيرانهم
لما نرى نسواننا والرضعا
بين الركام مبعثرين كأنهم
أغنام مجزرة تباع مقطعا
يزداد فينا العنفوان بما نرى
لا خوف حتى نستكين ونجزعا
بالصبر والإيمان ننكس كبرهم
فأروه بأس الله حتى يرجعا
واصل جهادك فانتصارك قادم
ما كان ربك للدماء مضيعا
فإلى ميادين الصمود تقدموا
حان النفير فاستجيبوا من دعا
إما الشهادة فاز من يحظى بها
أو نصرنا المأمول فاحتشدوا معا
وطني ستبقى أنت منتصرا ولن
تحني الجبين لطامع أو تركعا