الطواغيت و القرابين البريئة …..بقلم/حمير العزكي
عندما يتبنى الطواغيت مشاريعا مهما كانت خاصة بهم اوحقيرة الغاية أو انتهازية الهدف فإنهم يعتبرونها عظيمة ويرون وجوب التضحية في سبيلها ، ولامانع عندهم من تقديم القرابين في سبيل تنفيذ مشاريعهم تلك ، مهما بلغت درجات قرابتها ومكانتها منهم أو إخلاصها وتفانيها في خدمتهم ، فكم من ملوك الطغيان في التاريخ ضحوا بأبآئهم او أخوانهم وحتى بأبنائهم وكم قدموا من وزرائهم وحجابهم ومستشاريهم وحراسهم قرابين يفتدون بها انفسهم او يحققون بها مآربهم .
وعندما تكون مقربا جدا من الطغاة فإن تأهيلك للتضحية بك يعتمد على ظروف المرحلة ومقومات شخصيتك ، وكلما زاد التناسب بين شخصيتك وأهدافهم زادت فرصتك بأن تكون القربان الأول في مذبح المشروع العظيم كما يرونه ، واخلاصك ووفاؤك وصدق ولائك تمنحك الأولوية لتنفيذ المراد بك دون علمك الذي يحجبه عنك حسن نيتك وصفاء سريرتك وظنك أنك تؤدي بذلك واجبا تجاه ما تؤمن به كالأمة والوطن ، معتقدا ان كل ذلك يمنحك مكانة بل حصانة تدفع عنك مثل هذه التدابير .
عندما تكون المرحلة تستدعي إضطرام النار مع ضرورة إثبات المظلومية لمضرميها وايضا اثبات الوحشية في الخصم المراد إحراقه بها، والحاجة ماسة لكسب تعاطف العامة واستثارة حفيظة وحمية الخاصة ، وإستغلال الدم والنسب والعصبة ، وإخفاء صوت العقل وإعلاء صوت الشر ، عندما يكون قميصك هو الوسيلة ، فأعلم انك المطلوب ولن يتأخروا لحظة في التضحية بك .. ستقتلك شخصيتك المميزة بصفاتك الفريدة ومنها على سبيل المثال
أن تكون صوت العقل في الوقت الذي لاحاجة فيه للعقل
وأن تكون صاحب الخلق والخلق الحسن فهما كفيلان بأن يحزن ويتألم ويتأذى بفقدهما الكثيرون من خصوم وموالين
وأن تكون ذو علم وخبرة وكفاءة وقدرات من الصعب تجاهل خسارتها وتجنب الاستياء والغضب ممن تسبب بها .
وأن تكون ثمرة الأسرة الكريمة وفارس القبيلة الكبيرة الحائز على ودها والفائز بتقديرها والمستحق لغضبتها من اجلك واستنفارها لفقدك .
عندها ستجد نفسك وحيدا في معركة لا تعرف سبب إقحامك فيها ولاتعرف فيها من خصومك وتجد نفسك فيها قاتلا مقتولا ، ليصبح دمك ثمنا لما يتوقع الطواغيت الحصول عليه وما يتمنون بلوغه .