الطعام الوفير في جبال عسير!
عين الحقيقة/ كتب/مصباح الهمداني
قد يخدعونك مرة ومرتين وثلاث مرات، لكن أن تخدع عشرات المرات ولا تفهم فهذه كارثة ومصيبة.. والحديث هنا عن مرتزقة السودان..
جاءت بهم مملكة بني سعود كمرتزقة، وتحت عناوين كاذبة خادعة كثيرة؛ منها محاربة الروافض، والمجوس، ووضعوا في جيوبهم بعض الريالات والتي لا تعادل قيمتها مائة دولار، ووعدوهم إن قتلوا بدفنهم في البقيع..
وتزويد أهلهم بمليون ريال عن كل قتيل، لكن المدة طالت وعرضت، وتبخرت الوعود الكثيرة.. ووجد المرتزقة أنفسهم في تناقص مستمر، وعناءٍ منهمر، على أرض اليمن الطاهرة..
لكنهم لم يتوبوا من محرقة المخا ولا مقبرة ميدي ولا جهنم الساحل الغربي، وهاهم الآن في آخر محطة يتسكعون في جبال لا يعرفونها وليسوا أهلها، فكان هذا جزاؤهم المحتوم، ومصيرهم المرقوم
ليصبحوا طعامًا للضباع وعشاءً للسباع، وغذاءً لبقايا الحشرات الزاحفة…
أبناء #بورتسودان، و #ود_مدني و #الخرطوم؛ يُقتلون ولا يعرفون بقيعًا يلم عظامهم ولا جنازةً تليق بهم.
أبناء #الدمازين و #دنقلا و #الدامر و #القضارف؛ ابتلعت جثثهم الرمال الحارقة في سواحل اليمن الملتهبة..
أبناء #كسلا و #ربك و #سنجة و #الأبيض؛ لم تعرف جيوبهم ثمنًا يليق بهم ولا تقديرًا للمغامرة التي أوردوا أنفسهم فيها.
أبناء #زالنجي و #كادوقلي و #الفولة و #الفاشر؛ تنتفخُ أجسادهم المُلقاه على الرمال، وتنبعثُ منها الروائح الكريهة.
أبناء #نيالا و #الجنينة و #الضعين؛ ضايعين؛ في جبال اليمن، تصيدهم بنادق أبناء اليمن؛أبناء الجبال المتمرسين..
هؤلاء هم أبناؤكم يا أبناء السودان، جُثث مبعثرة، وأشلاء متناثرة، في جبال شاهقة، لم يستطيعوا صعودها، ولا يعرفون خبرها، ولا يفهمون طبيعتها، ولا يجيدون التموضع فيها، خاصة وقد امتلأت أجسادهم، وانتفخت بطونهم، بعد أن سمنهم السعودي، وألقى بهم إلى حدوده، وجعلهم في فوهة المواجهة، وحيدين ومنفردين.. وقد اصطدموا برجال البأس والقوة، وحماة الأرض الطاهرة، فنالوا جزاء ارتزاقهم، وثمن خيانتهم، وخاتمة طريقهم…
لكنَّ المؤسف الأكبر، أن هذه الجثث؛ ستكون بعد أيام، فضلات منتنة للضواري والحيات، وصغار الديدان مع الحشرات..
فالحقوا من تبقى فإن المصير هو ذاته.. قلناها لكم قبل أربع سنوات وسنكررها حُبًا في شعب السودان وماضيه الطيب.