الصواريخ الباليستية…..عصا اليمن الطائلة لا عداءه اينما كانوا…..وتجاربها اكتسحت المنطقة في الساحتين العسكرية والإعلامية….نبذة بين ماضي وحاضر القوة الصاروخية اليمنية
عين الحقيقة/تقرير / احمد عايض أحمد
يتكتم النظام السعودي المهزوم كثيرا وظل يُسمّي الصواريخ بالمقذوفات من باب الاستخفاف ولكن بعد ضربة ينبع والرياض ليس كما قبله حيث اعترف اخيراً الامريكيين تلاهم ادواتهم الشاكية الباكيه من قوتها المدمرة وتأثيرها الاستراتيجي على المنطقة معللين نحن نعرف جيدا ماضي اليمن العسكري معبّرين بدهشه كيف استطاع اليمن بزمن الحرب صناعة هذه اليد الطولي بالحرب.. لوفق الخبراء والمحللين العسكريين الامريكيين بات يمتلك اليمن بالفعل واحده من أكبر ترسانات الصواريخ الباليستية بمختلفة فئاتها وانواعها ومدياتها في منطقة الشرق الأوسط من حيث الكم والمدى ولاشك انه يجري تطويرها وزيادة مداها وتقليص نسبة خطأ التهديف لكي تكون فاعله ومدمره… حيث تمكن اليمن منذ بداية العدوان من تطوير البنيه الصناعية الدفاعية رغم كونها في مرحلتها الاولى ورغم انه يتعرض لعدوان وحشي وحصار شامل “بري وبحري وجوي” ويعاني معاناه ماليه قاسيه جدا ولم تمنع هذه الصعوبات والتحديات ان يصنع اليمن سلاحه الردعي ولكي يكون أحدى المراكز الرئيسية في منطقة الشرق الوسط التي تملك هذه القدرات التقنية والبحثية المتطورة…
بعض ابناء الشعب اليمني العزيز تائهون وفي حاجة لبعض التفسير العسكري حول القوة الصاروخية الذي لا يكشف خططنا الاستراتيجية. تفسير عسكري حقيقي وليس سطحي محشو بترهات ومجاملات ونفاق بلا سقف.. من هذا المنطلق سنتحدث بدون ارقام او كمية وان طرحت ارقام تقريبه فليست مجدية ولا تحصد الفائدة. الاهم هو الطرح العملي والعلمي العميق حول القوة الصاروخية اليمنية وماهي تأثيراتها في مسار المعركة وما دورها واهميتها واين موقعها العملياتي في المعركة وماهي النظرة العسكرية الحقيقية وليس الاعلامية للغزاة ولماذا يلقي الخبراء العسكريين للغزاة اهمية قصوى للقوة الصاروخية اليمنية رغم تفوقهم التسليحي الكبير وماهي الانجازات الاستراتيجية وليس العسكرية لان الانجازات العسكرية تطرح بشكل يومي واين مكمن التغيير واسراره وماهي النقلة النوعية الكبرى للقوة الصاروخية اليمنية واين يكمن النجاح وكيف تحققت هذه النقلة وما هو السر والاليه والمقومات العسكرية والادارية وماهي دوافع الاسناد العلمي والعملياتي والى اين يذهب القائمون على القوة الصاروخية وهل القيمة معرفيه ام تسليحيه ام بشريه.. ومن هنا سنبدأ حديثنا باستفاضة مختصره اي “خير الكلام ماقل ودل..
العقيدة_ العسكرية
اي نقلة نوعيه في اي مجال بدايتها العقيدة الحيّه والوعي العلمي والمعرفي والايمان بالله ثم الوطن ثم بالشعب وجميعها مرتبطة ببعضها ومكملة لبعضها .لم يكن الجيش اليمني بكافة فروعه العسكرية قبل العدوان يمتلك ادنى عقيدة عسكرية حيّه سواء وطنية او أخلاقية بل كانت عقيدة نفعيه مرتبطة بمصالح اشخاص ومؤسسات محدودة وخاضعه لها وفي حالة موت سريري موحش و العقيدة العسكرية كان لها جزء صحيح وساري في الكليات العسكرية فقط ولكن ليست مفهومه للجندي او الضابط الا النخبة المتخصصة ورغم درايتها ومعرفتها الا انها كانت تدرس عقيدة عسكرية غير فاعله لتشوهها العلمي والاخلاقي والتربوي لغياب العامل الايماني وهذه التشوهات هي اماتة كلّيه ناتجة من خلطتها الضارة التي تشكلت من مدارس عديده وليس بالضرورة ان تكون الخلطة بالمناهج بل في السلوك العسكري اليومي . ولكن بعد الثورة تم ازالة هذا التشوّهات من ثم احياء العقيدة العسكرية بجانبيها الايماني والوطني في فترة زمنية قياسية واصبح للمؤسسة العسكرية عقيدة عسكرية واضحه وصحيحه ونقيه بجانبيها الايماني والوطني وهذه النقلة اتت جراء العدوان على اليمن الذي احتاج مقاتليه الى عقيدة عسكرية ايمانيه أخلاقية وطنيه صحيحه موجهه لهم وهذا ما تحقق بنسبة عالية لا نظير لها اثبتها المقاتلين في الميدان.. وطالما الايمان هو صلب العقيدة العسكرية وبمثابة اهمية الروح بالجسد فلن يهزم جيش قوته الايمان بالله. الثقة بالله. التوكل على الله. الاعتماد على الله.. لان الايمان في العقيدة العسكرية هو قيمة حياه في بيئه ميته فيحييها من موتها ..اضافة الى ان الايمان يعل المقاتل يدرك قيمة الكرامة والتضحية والوطن والعزة .يدرك اهمية النصر. يدرك خطورة الغزو. يدرك فضاعه الارتهان والاذلال والاستسلام. يدرك عظمة الشهادة في سبيل الله .فلا عقيدة عسكرية الا بأيمان ولا وطنية الا بأيمان ….
القوة _ الصاروخيه
من جد وجد ومن زرع حصد ..الامس ليس كاليوم واليوم لن يكون كالغد .فالجيش اليمني كقوة صاروخية في السابق يمتلك ما استورده من صواريخ متنوعه ومحدودة للغاية اقصى مدى لها 300كم وبعدد محدود وتم تدمير اغلبها قبل العدوان من قبل المشرفين والخبراء العسكريين الامريكيين مقابل تعويضات ماليه واسلحه اخرى للنظام السابق اضافة الى انها مؤسسه غير فاعله معرفيا وعلميا وعسكريا منذ ان تم تأسيس الوية الصواريخ لأنها لم تدخل في حرب ابدا وهذه عادة الجيوش العربية .نائمه في سباتها لا تحرك ساكن في حالة وهن وموت موحش ومخزي .ليس بالضرورة ان تشن حرب. بل المسؤولية تستدعي الحركة في المجال التصنيعي .التوعوي .التدريبي المعرفي .التأهيلي والتطبيق العملي كضرورة للاستعداد لأي حرب دفاعيه وهذه مسؤولية الزاميه وليست اختياريه ابدا ..وأكبر نكسه تعرضت لها القوة الصاروخية قبل العدوان هو استهدافها من الداخل تلاه الاستهداف الغازي المفاجئ وغياب التعامل مع اي عدوان يدل على خلل قيادي واداري وعملياتي ومعرفي ووالخ وهذا ما كان وحدث وللأسف .
قفزة _الصناعة_ الدفاعية
لم تأتي النقلة الا بعد الصدمة .. فاقت القوة الصاروخية التابعة للجيش اليمني من سباتها بعد شهرين بالتمام من العدوان حيث استنفر المعنيون بالأمر ورفعوا درجة الجهود الى الدرجة القصوى بدأت بتأهيل كافة منتسبي القوة الصاروخية في زمن قياسي لم يحدث من قبل هذا الامر وكأن القائمين يدشنون مؤسسه صاروخية من جديده وتم تنظيمهم وصقلهم بالمعارف العملياتيه الصحيحة بصورة عاجله من قبل نخبة المهندسين والفنيين والصناعيين التابعين لانصار الله وهذا ليس عيبا في حق منتسبي القوة الصاروخية لان المسؤولية يتحملها من كان يدير هذه المؤسسة الردعية الحساسة والهامه لحماية تراب الوطن ولم يقوموا بواجبهم ولم يتحملوا المسؤولية التي تقع على عاتقهم كونهم فاسدين غارقين في جهلهم وفسادهم وامتهانهم المخزي “نتحدث عن فترة ما قبل العدوان” ادرك منتسبي القوة الصاروخية جنودا وضباط انهم عمود المعركة وحساسية موقعهم واهميته ودورهم في الحرب وتأثيرهم على مسار المعركة لذلك بذلوا جهود جباره لان الصواريخ البالستية ارض – ارض احدى العناصر الرئيسية التي تستخدم كقوة ردع للغزاة ، كما ان امتلاك قوة صاروخية يمنيه فاعله ونشطه في مسرح الحرب من هذا النوع يعتبر من اهم الضمانات لرد العدو وسحقه والمحافظة على الاستقرار العملياتي اضافة الى امكانية الاحتفاظ بها في حالة استعداد كامل للحرب المفتوحة ، مما يجعلها قادرة على رد الفعل السريع باي زمان وباي مكان ، وتعويض التفوق الجوي المعادي، حيث يمكنها تحقيق المهام التي يصعب على القوة الجوية تحقيقها… وهذا ما حدث..
المسؤولية _العسكرية
ان المسؤولية العسكرية هي جزء واحد من المسؤولية الإيمانية والمسؤولية الوطنية جزء من المسؤولية العسكرية التي تقع على عاتق كل جندي وضابط اختار لنفسه ان يكون رجل يوصف بحارس الوطن وبطبيعة الحلال كانت المسؤولية العسكرية في القوة الصاروخية غائبه تماما كأي قطاع عسكري بالجيش اليمني لان قادته في حالة ارتهان وانغماس بالفساد والمحسوبية ولكن بعد العدوان اصبحت المسؤولية العسكرية جماعيه حيّه نشطه فاعله وهذا يعود للقادة الجدد الذين عالجوا الكارثة المزمنة واصلحوها وصححوا مسارها واحد الاسباب في ذلك، يعود إلى القدرات المنعدمة لسلاح الجو اليمني وغياب قوة سلاح البحرية اليمنية وضعفها ، لذلك فإن اليمن يعتمد على الصواريخ الباليستية في قدرته على تحقيق الضربات بعيدة المدى ومتوسطة المدى وقصيرة المدى. شرع رجال القوة الصاروخية الى تنظيم صفوفهم وترتيب مواقعهم وتوزيع مهامهم ووضعوا الخطط وطرحوا قائمة الأهداف وحددوا زمنيات الضربات وفق حسابات عسكرية مرتبطة بالقوة البريه “الجيش واللجان” كون القوة الصاروخية قوة اسناد وردع…وكانت النتائج باهره وعجيبة اثارت دهشة الشعب والعالم وارعبت الغزاة والمنافقين …
الصناعة _ الحربية
كانت البدائل هي الضرورة لاستمرار دك معاقل الغزاة والمنافقين بحكم ان اليمن في حالة حصار شامل لذلك جرت عمليات تطوير الصواريخ وتصنيع منظومات صاروخيه محلية الصنع وتعديل الصواريخ من جو-ارض الى ارض – ارض وهذه سابقه في الصناعة العسكرية اضافة الى اطالة امدها مما اثار تساؤلات عالميه واقليميه و هذه تمت إحاطتها بقدر كبير من السرية، ولا توجد معلومات كافية، بما يثير العديد من التكهنات حول كون اليمن تخطط لمواجهة التحديات العسكرية ليس فقط في نطاقها المحلي بل الإقليمي ولربما ان البرنامج الصناعي اليمني يؤكد فيما هو أبعد من هذا..
الانجازات _ الاستراتيجية
حققت الجهود الجبارة للقوة الصاروخية في مسرح الحرب الشامل نجاحات على مستوى عالمي من حيث التهديف وحجم الخسائر والتي نالت ثناء سماحة قائد الثورة واعجابه بالقوة الصاروخية ورجالها الابطال الميامين حققت جهودهم نتائج استراتيجية على المستوى الداخلي والخارجي واثبتت انها الاقدر والاقوى والاشد تأثيرا في ساحة المعركة وهي التي غيرت الموازين ونسفت مخططات وعمليات كبرى للغزاة وكانت تعيد الغزاة والمنافقين الى خانة الصفر في كل جوله جراء الضربات الردعية القاتلة والمدمرة ..اضافة الى ذلك انها وضعت نفسها في تحدي كبير وغير مسبوق وهي مسؤولية كبرى الا وهي ان تسد فراغ التوفق الجوي والبحري للغزاة وان تتجاوز هذا التفوق التسليحي وفعلا استطاعت القوة الصاروخية ان تكون البديل لمواجهة التفوق الجوي والبحري بل واخرجته من مسرح الحرب كقوة تفوق تغير موازين القوة وحافظت القوة الصاروخية على عامل الردع والتغيير في الميدان منذ بداية العدوان ..وهذا نتيجة الايمان الراسخ والعزم القوي والمسؤولية التي حملها رجال الصواريخ بإخلاص ووفاء وارادة وايمان ولا ننسى اننا كلما تحدثنا عن انجاز فالعقيدة العسكرية هي المفتاح والسر لذلك كلما يدلي سماحة قائد الثورة خطاباً تكون العقيدة العسكرية الاسلامية الجهادية القرآنية الوطنية بتركيبتها العجيبة والنقية هي الحاضرة والموجهة في ادارة الشعب والجيش واللجان وتنظيم المعركة تنظيم قياسي وعملياتي دقيق ومحترف بأدوات وافكار بسيطة ولكن فتاكه في العمل والنتيجة والتأثير.. لان العقيدة العسكرية تُخرج كامل القوة الجسدية والروحية والعقلية الكامنة بالمجاهد المقاتل وتتحرك هذه القوة بروح قتاليه وبجسد استشهادي وبعقلية ثابته وحذره وخبيرة ومحترفه وبقلب مطمئن مليء بالعزم والايمان والارادة والبسالة والبصيرة. عندما يمتلك المجاهد هذه القوة الثلاثية المفعلة بالعقيدة العسكرية ماذا سيصنع بالسلاح الشخصي او الخفيف او المتوسط او الثقيل او اي سلاح سيحرقها ويدمرها ويسحقها وهذا ما صنعه المجاهد اليمني ولا ننسى ان المقاتلين اليمنيين ترعرعوا في بيئة عسكرية. محترفين في القتال .لديهم المعارف العسكرية الأولية ولا ينقصهم سوى التنظيم والتثقيف القرآني بوجهيها العسكري والاخلاقي واثناء التعبئة الجهادية للدفاع عن الوطن والتي دعا اليها سماحة قائد الثورة. كانت المهمة الاولى والعاجلة لقائد الثورة هي صقل المقاتلين وتربيتهم تربيه عسكرية قرآنية جهاديه دائمه وهذا ما حدث وكانت النتيجة في الميدان ذهبيه بامتياز…