الصمّـادُ الرئيسُ شهيداً.. متى صدر القرارُ بقتله ولماذا؟…بقلم/علي المحطوري
الصراع بين الحق والباطل هو كر وفر، وصولات وجولات، ويوم لك ويوم عليك كما ورد عن الإمام علي -عليه السلام.
بالحديث عن شهادة الرئيس الصمَّـاد.. يحضُرُ النقيضُ المتمثّلُ في مقتل زعيم الفتنة علي صالح؛ وذلك لتقارب الزمن ولما أحدث غياب كُـلّ منهما عن الساحة من أثر، ولدور كليهما في تحديد وتحييد حركة الآخر إبّان تسيير شؤون الدولة عبر المجلس السياسي الأعلى الذي أُنشئ؛ بهَدفِ التصدي بوحدة وطنية لعدوان غير مسبوق.
4 ديسمبر 2017م تاريخ مقتل علي صالح.
19 أبريل 2018م تاريخ شهادة الرئيس الصمَّـاد.
يفصل بينهما أربعة أشهر ونصف الشهر.
في هذه الفترة القصيرة، كانت أنفاس التيار الفتنوي خامدة بخمود زعيمه، كما أن تحالف العدوان يشعر بخسارة فادحة لسقوط رهانه على إحداث تغيير في مسار الحرب، عبر الأداة الفتنوية المحتفظ بها منذُ أول الحرب.
وإذ التيار الفتنوي نفسه مقطوع النفس بمقتل زعيمه حتى لا يبدو عليه القدرة على أي حراك انتقامي، إلّا أن تحالف العدوان بما لديه من إمْكَانيات لم يستسلم.
إني أزعم أن قرار تصفية الصمَّـاد صدر عقب مقتل زعيم الفتنة، ولا بُدَّ أن نستحضر ما أحدثه مقتل زعيم الفتنة من زلزال هز المنطقة وبدون مبالغة.
إنه من أقطاب جهنم الذين أركعوا الأُمَّــة لأعدائها وهدموا فيها كُـلّ قيمة أخلاقية، وهل قامت أُمَّـة الإسلام إلّا على الأخلاق، حتى إن نبيها نال شهادة ربه بأنه على خلق عظيم؛ ولهذا فمقتلُ زعيم الفتنة مثّل ضربة موجعة تتعدى الجانب السياسي إلى ما هو أبعد وأعمق من ذلك.
ولأنه صراع بين حياة بأخلاق أَو حياة بدون أخلاق، فلم يكن لتيار الانحلال العابر للحدود بلا حدود سوى رد الضربة بضربة انتقامية.. وكان له ذلك، إنما ما لم يكن له -هو وإن كان قد تمكّن من تصفية الصمَّـاد جسدياً- أن شهادته عمّدت بالدم حاجة الأُمَّــة إلى التشبث والتمسك بالأخلاق في مجالات الحياة كافة، لا يُستثنى منها حتى موقع الرئاسة، بل إن موقع الرئاسة أولى به أن يكون موقعاً لصون أخلاق الشعب والأمة وحارساً أميناً لدمائها وأعراضها وأموالها، وليس موقعاً للنهب والسلب والهدم.
رحم الله ُالصمَّـادَ.. وأخلف علينا بأمثاله، إنه الغفور البر الرحيم.