الصمود اليماني حقيقةٌ عامٍ كشف قُبْحَ تحالف العدوان السعودي على اليمن .. بقلم/وليــــــــــــدالحســــــــــــــــــــام
بعد مرور عام من شراء آل سعود مختلف الأسلحة الأمريكية والأسرائيلية المتطورة والمحرمة دولياً، واستهلاكها في الحرب العدائية على اليمن وبعد استخدامها بشكل مكثف في قتل الشعب اليمني وتدمير البنية التحتية للدولة بصورة تعكس حقد أعداء اليمن ومايضمره عليها النظام السعودي _تحديداً_ من حقد يخرجهم من الهوية العربية،، وبعد أن اشترى آل سعود تحالفا إجراميا ، وضخوا مال النفط في شراء ولاءات الأنظمة الرخيصة من الوطن العربي والغربي وشراء المرتزقة وشركات الإجرام بالوكالة ، وبذل الأموال للداعمين لوجستيا والمؤيدين بالمشاركة وبالصمت ، وشراء منظومات ووسائل إعلامية واسعة ، وجد آل سعود وأسيادهم من الأمريك وتحالفهم ومرتزقتهم صموداً يمنياً أسطورياً صدَّ عدوان تحالفهم العريض ، وكسر زحوفاتهم المتكررة وفضحهم أمام العالم وعرّى الخونة والمرتزقة وأفشل بجيشه ولجانه الشعبية والمواقف السياسية المُشَرّفة للمكونات السياسية الوطنية كل مخططات آل سعود ومن وراءهم وأوقع تحالف العدوان في مأزقٍ تاريخي وإنساني ربما أعاد التحولات السياسية في المنطقة إلى النقطة التي لاتريدها أمريكا وأجندتها ولم تكن تتوقعها؛ لأن مسار الأحداث في الوطن العربي ستبدأ بالإنقلاب على المخطط الأمريكي عند تلك النقطة التي رسمها اليمنيون .
رغم استمرار النظام السعودي _ المتورط بجرائمه في حق الإنسانية والطفولة _ لمدة عامٍ في تكرار محاولات تركيع الشعب اليمني وإخضاعه للهيمنة الأمريكية إلّا أن الواقع انعكس عليهم بالهزيمة ، إذْ إن قصف الطيران بوحشية والغطاءات الجوية المرافقة للمرتزقة لم تكن سوى سرابٍ يحسبه الخونة حقيقةً ، ولم يكن للطلعات الجوية اليومية للطائرات أيّ جدوى بل هجماتهم الجوية جسدت ذُلّهم وكشفتْ وجه إجرامهم في حق الأرض والإنسان ، وعندما نتحدث عن انتصار اليمن إنما ذلك انطلاقٌ من وقوف الشعب اليمني في قضية واحدة مقدسة متمثلة في مجابهة العدوان والدفاع عن كرامة الشعب وسيادة الوطن، وانتصارنا أيضاً تحقق بإفشال المخططات الخارجية التى سعت إلى تدمير اليمن .
نعم.. لقد اكتشف العالم خاصة الغربي منه أن آل سعود لم ولن يستطيعوا أن يحققوا أية مكاسب في اليمن سوى تضليلات وتزييف إعلامي مُخزٍ ونشر التنظيمات الإرهابية في المناطق الجنوبية لليمن، و كسب المزيد من تنفيذ جرائم قتل وإبادة للمواطنيين والمدنيين والأبرياء تعبر عن انهزامات قوى الشر والعدوان وكذلك انهزام آل سعود على الأرض إذ يسيطر أبطال الجيش واللجان الشعبية على نجران وجيزان وعسير ، فهذا هو كلّ ماتحقق خلال عامٍ بأكمله من العدوان .
لقد صمتت منظمات المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان طيلة العام وهي على أهبة الانتظار لأي إنجازٍ قد يحققه آل سعود وتحالفهم الصهيوأمريكي لكن لم يكن ثمة جدوى مما اضطرت تلك المنظمات إلى المطالبة بحظر بيع الأسلحة من النظام السعودي لكي تحتفظ بماء وجهها المستنزف في مستنقعات الصمت المدفوع ثمنه ولكي لا تفقد ثقتها أمام الشعوب العربية .
الأهم من ذلك أن منظمة الأمم المتحدة التي لم تقوم بمهامها ولم تتحرك إلا بقليل من القلق وقعت هي الأخرى في المأزق فأدركت أنه لم يعد بيدها سوى توجيه النظام السعودي نحو المطالبة بوقف إطلاق النار ، وإجراء مفاوضات حقيقية تنتهي بالخروج قبل أن تجد نفسها منظمة إرهابية تتبع آل سعود خاصة في نظر العرب .
لأن تحالف العدوان ومرتزقته متيقنون أن الطرف اليمني بجيشه ولجانه الشعبية سيلتزم بإيقاف إطلاق النار دون الحاجة إلى لجان مراقبة فقد هرعوا إلى اختراق اتفاقية إيقاف إطلاق النار معتقدين أن الجيش واللجان الشعبية سيكونون في غفلةٍ ، ليحاول العدوان بذلك الاختراق وتكثيف الزحوفات في عدة جبهات أن يستغلوا فترة إيقاف الحرب لعلّهم أن يحققوا ما لم يستطيعوا تحقيقه من قبل ؛ لكن أنَّى لهم ذلك مادام في الميادين رجالٌ يمنيون أحرار مجاهدون في سبيل الله وفي سبيل الدفاع عن الوطن وكرامة شعبه .
هانحن على مشارف موعد المفاوضات التي ستُعقد وتتم إجراءاتها في الكويت ، ولازال تحالف العدوان الحاقد يسير بنفس منواله في الخروقات ولازالت طائرات العدوان تشن نار قصفها على اليمن مع أن نجاح المفاوضات معلق بدرجة أساسية بوقف إطلاق النار من أجل توفير الأجواء الملاءمة لتحقيق نجاح المفاوضات، وقد بلغت الأحزاب والمكونات السياسية كافة منظمة الأمم المتحدة بخروقات تحالف العدوان وطالبت كل المكونات اليمنية من الأمم المتحدة بإلزام النظام السعودي وتحالفاته وأدواته بوقف إطلاق النار ووقف العدوان لما لذلك من ضرورة لبدء المفاوضات ونجاحها، فلو كان هناك جدية لدى الأمم المتحدة في إخراج اليمن من كارثة إنسانية محدقة فإنها ستسارع في المطالبة من مجلس الأمن بإصدار قرار بفرض عقوبات على النظام السعودي في حال استمراره في خرق الهدنة
، وأما بالنسبة للواجبات التي على الأمم المتحدة بخصوص التحقيق في جرائم تحالف العدوان السعودي في حق الإنسان اليمني ورفع ملفات لمحكمة الجنايات الدولية فهذا الأمر يعتبر من أساسيات عملها ومهامها سواء في فترة المفاوضات أو في غيرها .