الصماد … و احتواء الأزمات..
عين الحقيقة/كتب /حمير العزكي
كثيرا ما لاحت نذر الخلاف بين شركاء الجبهة الداخلية الوطنية وكثيرا جدا ما فاحت راوئح المماحكات التي ارهقت مسامع جدران الغرف المغلقة ، في محاولة من الجميع طيها عن أبناء الشعب ، حرصا على عزائمهم من التراجع وعلى صمودهم من الفتور ، ومراعاة لكم المعاناة الهائل الذي يقبعون تحت نير قسوته ، ولعل هذا أقل واجب يقدمه الشركاء لهم ، أن يشعروا أن الأمور بخير وعلى مايرام حتى فيما بين حكامهم .
ولكن ماهو مصير تلك الخلافات ومنتهى تلك المماحكات ؟ وهل كانت السرية في إدارتها كافية لإنهائها ؟ ام كان مرور الوقت كفيلا بإطفاء نارها وإخفاء آثارها ؟ ام ان تجاهلها تكفل بحلحلة عقدها ؟؟؟ في الواقع لم يحدد مصيرها كل ماسبق ذكره !! إذا من الذي حدد مصيرها ؟ من يكون صانع التسويات على حساب الشركاء وليس على حساب الوطن وابنائه ؟ من هو نزاع فتائل الصراع التي دأب اعداء الخارج وأغبياء الداخل على إشعالها ؟ وقبل السعي الى معرفته ،، هل بإمكاننا أن نعرف حجم وكم الجهود التي يبذلها ؟ وأن نشعر بمدى شعوره وتحمله للمسؤوليه ؟ وأن ندرك أهمية وجدوى الدور المناط به والذي يثبت يوما بعد يوم قدرته على القيام به رغم ظروف المرحلة وامكاناتها ؟؟
إن القيام بمثل هذه المهمة في واقعنا المقتول بالعدوان والمشلول بالحصار والمعلول بشحة إمكانات وقصور أداء حكومة المحاصصات لا الإنقاذ ، أمر يحتاج الى شخصية استثنائية ، يملؤها الإيمان والإخلاص والصدق والنزاهة فتترفع عن الأهواء ولا تؤثر مصالحها على مصالح الوطن ولا تنحاز الا الى الحق ولا تخشى في الله لومة لائم ، شخصية مؤهلة روحيا وفكريا وثقافيا لإستيعاب الجميع ، وتحظى بالقبول والاحترام من الجميع ، وكل هذا المزايا لايمكن اثباتها بواسطة سيرة ذاتية مكتوبة بل تثبتها المواقف والأيام والأحداث .
وفي أحداث الأشهر الأخيرة على المستوى الداخلي مايساعد على التعرف على هذه الشخصية بل مايجيب بوضوح بأنه فخامة الرئيس صالح الصماد الذي تناوله قلمي بالثناء مرارا دون خوف من تهمة التزلف ، لأني معتمد فيما اكتبه على نقل الواقع دون مبالغة وربما بكثير من التقصير فمن غيره أخمد لهيب التوتر قبل أسابيع قليلة بين قطبي الشراكة وأوقف نزيف الأقلام المتشنجة بزيارة الشجاعة لمديرية سنحان يرافقه فيها رئيس المؤتمر مؤكدا بذلك مساعيه الحثيثة وجهوده الرامية الى تعزيز وتدعيم الشراكة وترميم ماتداعى من بنائها الهش .
و حين مر اليوم بسلام ، بعد ان كانت التشققات تتجاوز القشرة الخارجية متجهة الى النواة ، مهددة بل مؤذنة بالإنفجار العظيم والكارثة التي ستليه والتي ربما لن يمكن تداركها ، ربما تذكر الجميع الرئيس الصماد وبلا شك لامست جهوده المثمرة والمؤثرة في احتواء الأزمة شغاف تلك القلوب القلقة حدقات الأعين المرتقبة لما كان سيحدث ، فبإعتباره رئيسا لكل اليمنيين كانت زيارته لكل اليمنيين في كل فعاليتهم ، وقبلها لم يتوقف عن التواصل بكل الاطراف باحثا معها ما يهم الوطن وسيادته وثباته وصموده قبل ما يهم الاطراف نفسها مشركا معه في ذلك أهل الحل والعقد من حكماء وعقلاء البلاد ، ثم يقوم بدور الضامن عبر مؤسسات واجهزة الدولة الأمنية والعسكرية لما انتزاعه من بعض الاطراف من تعهدات ، مستأثرا لنفسه بالقدر الأكبر من الجهد والعقل والصبر ، ومثابرا في احتواء الأزمة قبل حدوث الكارثة
إنه بالفعل رجل المواقف المشرفة ونموذج القدوة عن أولئك الفتية الذين أمنوا فزادهم الله هدى وربط على قلوبهم الذين قالوا ربنا هب لنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا وكان لهم من الله ما أرادوا .