الصماد شهيداً في الساحل الغربي: علوٌ في الحياةِ علوٌ في المماتِ.. وقواعد الإشتباك تغيَّرت
عين الحقيقة/جميل أنعم العبسي
الخارج العدواني بالمبعوث الأممي البريطاني “مارتن غريفتث” يُهدد ومن منبر مجلس الأمن ويُبشر بهجوم وشيك على الساحل والحديدة، ودول العدوان تتعاقد مع جيوش مرتزقة إفريقيا تشاد والنيجر وأوغندا النصراني لغزو واحتلال الحديدة، والرئيس اليمني الوطني “صالح الصماد” يُهرول مسرعاً إلى الحديدة رامياً بكل التحذيرات إلى الخلف، ويظهر في كل المحافل المدنية والعسكرية بالحشد والتحشيد شعبياً وسلمياً ورمزياً بالإستعداد للحرب، ويدعو إلى مسيرة الردع السلمي الشعبي والرمزي الحربي، مسيرة البنادق المرفوعة بالزخم الشعبي السلمي لردع عدوان شِبه مُعلن ومُنتظر، فإن إنتهوا بالسلم تم حقن الدماء والسلام المُشرِّف العادل حاضر، وإن تمادوا فالبنادق مرفوعة.
والرمز الرئيس يحسم الموقف بالبقاء في الساحل الغربي والحديدة بالردع السلمي والحربي، والتحشيد يستمر وذوي البشرة السمراء التهامية تتوافد من القُرى والأرياف والمديريات والبنادق مرفوعة بالإستعداد لكل الإحتمالات، والغرف السوداء المغلقة في واشنطن وتل أبيب تقرر التدخل والمضي قُدماً في مقامرة الساحل الغربي، وأمام عجز الأدوات الداخلية التكفيرية، القاتل والمجرم الصهيوني وبزي أمريكي يُصدر أمر الإغتيال السياسي الإرهابي، ويُوكل المهمة لطائرة إستطلاع هجومية أمريكية تتحرك لتنفيذ الجريمة وبثلاث غارات تغتال الرئيس الرمز في جبهة سلمية شعبية في أحد شوارع مدينة السلام والسِلم الإجتماعي والتعايش الوطني اليمني، الحُديدة الباسلة.
رئيس الجمهورية اليمنية صالح الصماد شهيداً في حديدة الساحل الغربي، القاتل نَفّذَ الجريمة في وضح النهار، وعلى غير العادة لا بيان داعشي يتبنى الجريمة ولا بيان لشرعية المقاولة والجيش الوطني والجيش الإتحادي ولا بيان لقوات النخبة التهامية المزعومة، فالجميع والكل صامتون وغائبون بل مُغيبون لغاية في نفس أمريكا وغرضٍ في نفس اليهود، فالجريمة إرهاب سياسي دولي ومُدانة بالقانون الدولي، والمبعوث الأممي لليمن “مارتن غريفتث” إلتقى الرئيس الشهيد كمفاوض ومُمثل سياسي للمفاوضات المرتقبة، التي رحَّب بها الرئيس الشهيد، ثم يستشهد وهو يحاول منع العدوان على الحديدة سلمياً بمسيرة شعبية عارمة قد تلقى آذاناً صاغية لدى مجتمع ديمقراطية الغرب الرأسمالي المتوحش وحقوق الإنسان اليهودي.
والمبعوث “غريفتث” بعد التبشير بالهجوم على الحديدة يُعبِّر عن تعازية ويُعرب عن حزنه وأسفه لإغتيال “رجل السلام”، فمن ذا الذي يقتل السلام، وبعد سبعة أيام، العدو السعودي يعترف رسمياً بمسؤوليته عن جريمة إغتيال “رجل السلام”، وبذلك يكون الكيان السعودي قد إعترف بإغتيال رئيس يتمتع بحصانة تحميها إتفاقيات دولية مُنظِّمة لحالات الحرب التي تمنع إغتيال المسؤولين السياسيين وكذلك تمنع إغتيال القادة العسكريين مالم يتبين مقتلهم في جبهات القتال، وبذلك ينضم الكيان السعودي إلى الكيان الصهيوني والأمريكي، بإغتيال الزعماء والقادة السياسيين وعلناً، وبصورة مخالفة للقانون الدولي، إنها الدول الوحيدة اللقيطة في العالم والطارئة على التاريخ والجغرافيا، والتي تستقوي بالمال والإعلام وتسيطر على الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالفيتو الغربي الإمبريالي المتوحش أمريكا وبريطانيا وفرنسا، والذي داس عليه أبناء تهامة في مسيرة البنادق المرفوعة يوم الأربعاء 25 إبريل 2018م وفاءاً للرئيس الشهيد صالح الصماد بالدفاع عن الساحل الغربي والحديدة من الكيانات اللقيطة في العالم، أمريكا واليهود وبني سعود.
الرئيس يستشهد يوم الخميس 19 إبريل، وبيان النعي لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي -حماه الله- يصدر مغرب يوم الإثنين 23 إبريل 2018م، الرئيس صالح الصماد شهيداً في الحديدة، وأمريكا هي القاتلة، والجريمة لن تمر بغير حساب، والقوة الصاروخية تُصدر بيان على طريقتها الخاصة بإستهداف أهداف إقتصادية وحيوية والنيران تلفح الضرع الأمريكي الحساس في جسد البقرة العجوز أرامكو الأمريكية في جيزان، وبيان النعي لوزارة الدفاع اليمنية “قواعد الإشتباك تغيرت”.. وطائرات العدوان تستمر بالمجازر في حجة وصعدة وتعز ضد النساء والأطفال في الأعراس والأسواق، والإعلام الخارجي العالمي مُغيَّب، فهو مخصص لدواعش سوريا ومظاهرات إخوان الربيع الصهيوني لإثارة الرأي العالمي ضد سوريا واليمن، والقضاة ترامب وماكرون وتيرزا ماي جاهزون لمعاقبة محور المقاومة لبني صهيون، والجهوزية على أتمها لتحصيل الدفع المسبق من مزرعة الأبقار الغنية.
بإستشهاد الرئيس الرمز صالح علي الصماد، وحنكة القيادة السياسية، وانتقال السلطة إلى الرئيس “مهدي المشاط” وقبل بيان النعي فوَّت الفرصة الذهبية لقوى العدوان بإستثمار مفاعيل الإغتيال السياسي الإرهابي الصهيوني الأمريكي بإحداث إضطراب سياسي، أو إختلال أمني داخلي، أو إهتزاز في جبهات القتال، أو إخلال في الوضع الإقتصادي، يعقبه فوضى وإضرابات شعبية إجتماعية، أو كل ذلك أو بعضه يُستثمر لاحقاً بتدشين عدوان وغزو للساحل والحديدة.
بإستشهاد رمز الحوار والتعايش والتسامح الشهيد صالح الصماد خسر العدو والعدوان جسراً من جسور التواصل والعفو عند المقدرة، وربح الصمود اليماني دفعة نوعية ومعنوية قوية ومبررة بإستهداف أهداف كانت قبل الإستشهاد خارج بنك الأهداف المعلنة.
أُستشهد القائد العام للقوات المسلحة اليمنية، والعدو لم يستثمر ذلك بتحقيق هجوم ما كاسح على الحديدة، بل سيجني قواعد إشتباك مستجدة وجديدة.
نعم أُستشهد رمز.. “يداً تحمي ويداً تبني”.. وذلك دَيناً مُلزم الدفع في رقاب المجاهدين بمواصلة عهد البناء والصمود حتى الإنتصار إن شاء الله تعالى.
نعم أستشهد رمز “العام الباليستي” الرابع.. وذلك حساب مُسبق الدفع بنظر القوة الصاروخية والجوية المشتركة.
نعم أُستشهد رئيس المجلس السياسي للجمهورية اليمنية، الأستاذ والرئيس والقائد والأخ والصديق والأب والعم والخال والنسب والجار… قد حسم المعركة قبل أن تبدأ، ورسم ملامح المرحلة قبل أن تُدشن.. ولوحة النصر المُبين تلوح في الأفق للمجاهدين ورئيسنا الشهيد أتممها وعمّدها بالدم والشهادة ومضى الموكب يتوارى برفقة المُشيّعين تحت القصف الجوي في ميدان السبعين، حياً وشهيداً أرعبهم، وموكب الإباء بكل عنفوان يشقُّ طريقهُ كالقدرِ المحتوم صوب النصب التذكاري لشهداء الجمهورية اليمنية الثورية المناهضة للرجعية العربية والإستعمار فرحاً بما آتاه الله من فضله مستبشراً بالذين لم يلحقوا به ألَّا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون.. نال الربح الأعظم.. تاركاً فينا رمزاً خالداً للوطنية والنزاهة والكفاءة والمسؤولية والتواضع لن يُمحى من الأجيال.. مُخلِّداً بيننا جيشاً وشعباً وطنياً مجاهداً عظيماً كأنت يُقارع قوى الظلم والإستكبار والوصاية والإستعمار القديم والحديث الطارئ واللاحق.. متمسكاً بالمسيرة القرآنية الحق، كل الحق، ضد الباطل، كل الباطل..
لن نساعد العدو في وضع إحتمالات الرد المُزلزل فالسقف مفتوح والحرب مفتوحة وعلى كل صعيد، وحفلة عض أصابع الندم والتحسر لن تطال القصور والأمراء فقط بل ستتعدى المفاعيل إلى أصنامهم وأوثانهم المعبودة في البيت الأبيض وتل أبيب جزاء تجارتهم بدماء المستضعفين وآلامهم، وصرخات الطفل “سُميح” رمز مظلومية الشعب اليمني، والمجاهد الرئيس الشهيد صالح الصماد رمز الإباء والصمود اليمني، وكل الشهداء.. ولن نقول أكثر من مما قال الله سبحانه وتعالى (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)..
ومرتزقة العدوان على حرداً نادمين بالقول يا حسرةً على الرئيس الشهيد السلف كان “مُعتدل”، والرئيس الخلف مهدي المشاط يبدو “مُتطرف”، ولا إعتدال ولا تطرف في مواجهة العدوان الخارجي، وكل الطرق تؤدي إلى الإنتصار بعون ومشيئة القوي العزيز..
تَرجّل الفارس صالح الصماد عن صهوة الجواد شهيداً.. واعتلى الرئيس مهدي المشاط صهوة الجواد مجاهداً.. وذلك هو عهد المسيرة القراَنية المباركة، ثورة مستمرة وبزخم أكبر مما كان.. فأستشهد الشهيد تلو الشهيد ومآثر أعلام الهدى والإستشهاد نبراس تنير معالم طريق العزة والكرامة، إنها ثورة مستمرة بالشهداء كل الشهداء، ولن تموت أُمة تعظم شهدائها، رحم الله الشهيد الرئيس صالح على الصماد الذي تَرجّل شهيداً في الساحل الغربي مدينة الحديدة، وصاحب البيت في حي الجراف صنعاء يطالب رئيس الجمهورية اليمنية صالح علي الصماد بالإيجار الشهري المتراكم..
أيها الرئيس الشهيد:
علوٌ في الحياةِ وعلوٌ في المماتِ.. لحقٌ أنت إحدى المُعجزاتِ..
… مع الإعتذار لصاحب البيت الشعري.
الصماد شهيداً في الساحل الغربي… شطرُ كلمة من سطرِ رواية واقعية لأسطورة يمانية سرمدية خالدة عُمَّدِت بالدم، ستتناقلها الأجيال إلى يوم القيامة جيلاً بعد جيل..