الصرخة .. من المنبر إلى المترس…
عين الحقيقة/ كتب / حمير العزكي
عندما ينشر الاعلام الحربي مشاهد لإنجازات وانتصارات الجيش واللجان الشعبية في جبهات العزة والكرامة ، تتسلل التباشير إلى أسارير اليمنيين الاحرار جميعا دون استثناء ، وترتسم ابتسامة الشموخ على ثغورهم ، وتتخلل مشاعر الإباء أضلاعهم التي تضم الكبرياء في صدورهم ، فيرهفون المسامع لأحاديث أولئك الابطال ، باهتمام يتجاوز بكثير كل التصريحات الرسمية المحلية والدولية ، ويطربون لأصواتهم المملؤة اصرارا وثباتا ونخوة وحمية وهم يزوملون ويصرخون ،
نعم ويصرخون ؟؟
وما الغريب في ذلك !!
بالتأكيد هنالك من تزعجهم الصرخة وهنالك ايضا من تفنن في قصها من تلك المشاهد !!
وهناك من مازال حتى اليوم يعتبرها موجهة ضده !!
وهناك من يعتبرها شعارا سياسيا اجوفا كتلك الشعارات التي رفعت من قبل !!
ولكل واحد منهم موقف ولكل موقف مبرراته ، لذلك عندما كتبنا من قبل تحت عنوان الشعار يجمعنا ولايفرقنا حاولنا الايضاح لذوي العقول الصحاح عن سقوط تلك المبررات ، نظريا بتناول كل الجوانب التي اعتمدت عليها التبريرات ، وهنا سنحاول اسقاطها عمليا إن شاء الله .
فكما ذكرت انفا ، اننا كلنا نطرق السمع ونهتم ونطرب لأحاديث المجاهدين في الجبهات وزواملهم وصرخاتهم ، ولم يسبق لأحد أن انزعج منها او استنكرها او لامهم عليها ، او طالبهم بتركها او الامتناع عنها !!! فلماذا لم يحدث ذلك ؟؟ لأن المشكك فيها يخرسه الدليل القاطع على جدواها و المتشكك في جدواها يرى واقع انجازاتها ، والحاقد يعجز عن الطعن في حقيقتها وهي تتجلى في المواقع المحررة ، والتحصينات المنكسرة ، والأبراج المفجرة ، والآليات المحروقة والمدمرة ، تتجلى كالشمس في كبد السماء ووجه النهار ، دامغة لافتراءات المنافق واشاعات المرجف وتبريرات السياسيين والمتحزبين .
ولكن هل اخترع أولئك المجاهدون الأبطال تلك الصرخة في تلك المشاهد ورددوها للمرة الأولى ؟؟ لماذا يجهل البعض ويتجاهل بعض آخر أن صرخة المتارس امتداد لصرخة المنابر وأن صرخة المعارك امتداد لصرخة المساجد !!؟؟
لماذا يتغافلون ويتعامون عن حقائق لاجدال فيها ؟؟
حقيقة أن لا احد يجرؤ على مواجهة القوى الكبرى الا من اعتقد بأن الله أكبر ،
وأنه لن يقاتل أعداء الله وفي سبيل الله الا من تولى الله وأوليائه وتبرئ من أعدائه ،
وأنه لن يخشى مواجهتهم من لم يخش أن يصرخ في وجههم،
وأنه لن يصمد في قتالهم الامن تأكد من عدائهم وخطرهم .
لا أحد يجهل من أين انطلقت الصرخة ، ولا أحد يستطيع أن ينكر أين وصلت ، ولايخفى على أحد مصير من أطلقوها في أيامها الأولى ولإثباتهم واصرارهم رغم وحشية وهمجية وقسوة سجون الأمن السياسي ، كما لا ينسى أحد أن ذلك الشاب الذى رفع كفه صارخا بالشعار بجواره في الصف بعد صلاة الجمعة هو ذات الشاب الذي رفع يمينه حاملا بندقيته مرددا الصرخة بجوار إبرامز محترقة في عسير او نجران او جيزان ، ومن يعرف أن المواجهة تحتاج الى اعداد والاعداد يحتاج الى سلاح وموقف ، كيف لا يعرف أن الشعار سلاح وموقف ، سلاح معنوي وموقف مادي ، معنويات تسمو بقيم التحرر والإباء والولاء والبراء والحب والعداء ، ويجسدها جهاد واستبسال وثبات وصمود وتضحية .
لاشك يدرك الجميع خطورة المرحلة وحجم التحديات والمؤامرات التي تحاك وتنفذ ضد شعبنا وأمتنا ، إدراكا تعززه حالة المواجهة القائمة والمفروضة ، فكيف لمن لم يجرؤ على المواجهة بكلمة أن يواجهه برصاصة ؟! وكيف لمن يزعجه موقف مناهض للعدو أن يشارك في صناعة انتصار ؟! انها صرخة
الله اكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام
صرخة المواجهة من منابر المساجد إلى متارس المعارك