*الصرخة في زمن كورونا* *بقلم /عفاف محمد*
*الصرخة في زمن كورونا*
*بقلم /عفاف محمد*
في وقت ما حصرت الصرخة في مكان ضيق. تلك الصرخة التي نتجت عن غضب ،نتجت عن تحدٍ ،نتجت عن وعي ثاقب. كان الشهيد القائد سلام الله عليه قد أطلقها ولم يطلقها من فراغ. أطلقها كموقف وكسلاح في وجه الطغاة؛ فقد أرعبت فلول الطغاة المرتبطين بأمريَكا وأذنابها. أوجعتهم في الصميم وكانت مفاجئة لهم خافوا أن يسمعها أربابهم هناك في تلك التي تدعى أمريكا الدولة العظمى !!
أو تلك المدللة إسرائيل!!
لم يتوقعوا حينها أن يتجرأ أخد بتحدي أمريكا واسرائيل .
كان الشهيد القائد سلام الله عليه ناضج الوعي، وسيع العلم، عميق المعرفة وكان سلام الله عليه يتسم بصفات الريادة التي خولته لأن يتحدث في المنابر ،ويجاهر بتحديه ويعلن تلك الصرخة التي نفضت الذل عن العرب بعد ان خنعوا، ونفضت الذل عن الإسلام بعد ان تبدّل وتحرّف وتآكل. قال عنها منبئاً إنها ستنتشر في أمتكن أخرى. لم يصدق حينها الإذلال الصاغرون. إرتعبوا من درة فعل امريكا ومن يواليها، ومن ردة فعل إسرائيل ومن يواليها من تحت الطاولات ومن فوقها !!
كانت هي مراحل وصعاب إجتازتها تلك الصرخة ولكنها كانت قد تفجرت وانتشر صداها وحركت الأنفس الكريمة والتي تتوق للحرية ولا ترضى بديلاً لها. حانت رعود الحروب ودقت طبولها وفي سبيل الصرخة سقط الشهداء وتوارى الأبطال خلف القضبان في سجون صنعاء وغيرها. ولكن رغم كل ذلك لم تخمد. تأججت في الصدور وانبعثت كحلم للكرماء انبعثت كنور أضاء الكون، ٱشعل القلوب والعقول بروح الثورة، واشعل الغيرة على الإسلام وعلى مقدراته ومقدساته التي انتهكت .
اليوم وفي زمن الكورونا أين أصبحت الصرخة ؟!
وأين أصبح المعتقدون بها وأين اصبح محاربوها ؟!
اليوم اصبحت قلوب السواد الأعظم تنبض بها. اصبحت تدّوي في كل الطرقات والمسالك أصبحت تلف أصقاع الأرض. اصبحت سلاح كل شريف غيور شهم على دينه وأرضه. اليوم خرجت من حدود اليمن واعتقد بها الكثير لأنهم عرفوا حقيقة امريكا وإسرائيل وعادت لهم هويتهم الإيمانية وعرفوا كم كانوا بعيدين عن الإسلام. وتنبهوا لمخططات الطغاة الذين يكرهون الخير للإسلام .
في زمن الكورونا أصبحت الصرخة موقفاً حراً موقفاً صارماً. في زمن الكورونا تفشت وأضحت مغروسة في القلوب والعقول ويصعب سلبها أو قلعها. في زمن الكورونا باتت الصرخة وعياً اكتمل ووصل ذروته؛ فاصبحت الصرخة اليوم في كل زقاق وكل شارع وعلى كل الجدران مرسومة ومحفورة اصبحأ منحوتة في الصخور وكأنها تنطق بها. وأصبحت في الوديان والسهول تشق طريقها وتدخل كل منزل وبلطف تأسر القلوب والعقول؛ ولكن لأنها تنبعث منها ريح الكرامة والعز والشموخ؛ لأنها تشير الى الإستقلال وكسر القيود، لأنها تجعل كل مسلم معتزاً بهويتة وإنتمائه لدينه. ولأنها تعيد أواصر الدين التي تمزقت وتحيي أمجاده .
سلام الله عليك يا شهيدنا القائد، يا من احييت في هذه الأمة العز والشموخ ومن ايقظتها من سباتها ومن أعدت رونق الإسلام بعد ان كان قد ذبل، وايقظت الضمير العربي بعد ان كان قد غفا .اليوم تفجرت الصرخة من عروق الأحرار وكوت كل الفجار ، إصرخوا واصرخوا واصرخوا؛ ففي الصرخة عز ،وفي الصرخة شموخ. في الصرخة عنفوان متفجر ،إصرخوا ثم اصرخوا ،فقد ولى زمن الخنوع والذل نحو عباب البحر وغياهب الظلام .