الصرخة…بلا إطار..
عين الحقيقة / ضيف الله الشامي
موقف السيد القائد في خطابه الأخير بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة والذي أعلن فيه الاستعداد لخوض المعركة العسكرية مع الكيان الصهيوني الغاصب في أي حرب قادمة يسعى لخوضها ضد أبناء اﻷمة اﻹسلامية لاقى الكثير من ردود الأفعال الغاضبة منها والمؤيدة سواء على المستوى الدولي أو الإقليمي أو المحلي وذلك يمثل تعدد وجهات النظر والقراءات المتعددة لمظامين ذلك الخطاب .
وما يجهله الكثير أن هذا الموقف ليس جديدا وليس نوعا من المزايدات أو أسلوبا إستبيانيا لمدى تقبل الشارع العربي والإسلامي لمثل هذه المواقف القوية والشجاعة والتي غابت وغيبت بل وتعمد الاعداء تغييبها وعمل الحكام العرب على قتل الروح الجهادية والشعور بالمسؤولية لدى أبناء اﻷمة اﻹسلامية.
هذا الموقف هو روحية المشروع القرآني الذي لا يحويه إطار حزبي ولا جغرافي ولا مذهبي وينطلق من منطلقات الثقافة القرآنية ويمتد بامتداد الحياة ومنهجية مواجهة المستكبرين في الأرض.
فالصرخة توجهت إلى أمريكا وإسرائيل باعتبارهم أئمة الكفر في هذا الزمن ولم يطلقها الشهيد القائد قبل 15 عاما الا وهو يعلم أن توجيه العداء والسخط لرؤوس الشر هو الحل الأمثل للأمة الإسلامية في مواجهة التحديات التي تواجهها وتغيير واقع الذلة والإمتهان التي أوصلها الحكام إليها ، فكان الشعار يمثل سلاحا فتاكا وموقفا خلق الرعب لدى الاعداء وهيأ الأمة لتكون بمستوى المواجهة والتحديات والخروج من حالة الصمت والرضوخ إلى واقع العزة والنهوض بمسؤولياتها تجاه دينها وأمتها.
وما الموقف هذا إلا بداية البداية بعد سقوط معظم الأدوات الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة العربية وتكشف حقيقة البعض الآخر وخوضهم الحروب نيابة عن الصهيونية العالمية التي تديرهم من حيث يشعرون أو لا يشعرون.
فهل آن للشعوب العربية التي أخضعها حكامها للتطبيع والقبول بالعدو التاريخي والديني كصديق حميم تقبل يده التي يقتله بها ويسبح بحمد عدوه الذي يدمر قيمه ودينه وأخلاقياته.
أما آن الأوان لكل اﻷحرار في العالم أن يتعلموا من هذا القائد العظيم كيف تكون المواقف ، ويتعلمون من الشعب اليمني العظيم كيف يقف المستضعفون بعزة واقتدار في مواجهة المستكبرين .