تحَرّك الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- تحَرُّكًا قرآنيًّا من منطلق مسؤولية أمام الله لنصرة هذا الدين العظيم ورفع رايته وراية عزة ومجد هذه الأمّة في الوقت الصعب والحرج وفي مرحلة خطرة وفي زمن التبعية والولاء والتسليم المطلق والارتهان للأنظمة العربية والمتأسلمة لأعداء الله وأعداء دينه.
تحمَّل فيها (سيدي حسين) -رضوان الله عليه- مسؤولية رهيبة في رفع راية هذا المشروع القرآني الذي يرسمه شعار البراءة من أعداء الله، جاهداً ومجاهداً متوكلاً على الله، حريصاً حرصاً بالغاً في الانتصار لهذا الواجب الديني المقدس من منطلق إيماني صادق، ومعه ثلة من المؤمنين الصادقين الذين بايعوه وَنذروا أرواحهم في سبيل مرضاة ربهم لهذا السبيل سبيل النجاة والفوز برضوان الله تعالى.
من خلال بداية الصدح بشعار البراءة لم يكن هناك أجواء تشير للسلام المستقبلي في مَـا هو قادم ولَكن عندما عرف المؤمنون الصادقون السلام الحقيقي والأمان الحقيقي -في خلاف ما يراه أصحاب النظرة الدنيوية الواهنة- رأوا غمار ما سيلاقيه شعارُ البراءة من تحديات عظيمة ومواجهات عدائية ومخطّطات ضاربة ليست بالسهل أبداً، ولكن هنا يثبت الصادقون، هنا يظهر رجال الله المؤمنين العارفين بالله، هنا يظهر رجالُ دين الله الغيورون على دينهم، من باعوا أنفسهم لله والله اشترى منهم، لقد كانوا حاضرين مواجهين مُتَحديِّن وكاسرين شوكة زبانية الكفر، منهم من قضى نحبه ملاقين ربهم ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً، وإلى أن يتحقّق وعد الله ويتم نوره كرهاً للمشركين..
لم يكن هذا الشعار طائفياً أَو حزبياً أَو مذهبيًّا أَو لجماعة كما يترجم في بصيرة من أعماهم الله عن الحق المبين؛ بل جاء تبياناً ومنهاجاً ومحراباً جامعاً للأُمَّـة المؤمنة في مواجهة أعدائها، أعداء دينها من اليهود والمشركين المستكبرين المغضوب عليهم الضالين.
هَـا هي الصرخة بفضل من الله وقوته تنتصر وتعيد مجد وعزة وكرامة هذا الدين، هَـا هي تجلجل في أنحاء العالم، ترفع راية الدين القويم، وتنكس أصنام الكفر والباطل ولله الحمد..
وقريباً بإذن الله ستزلزل الصرخة زلزالها وتخرج أثقالها وتطمس براثين الكفر وأهله من خلال التحَرّك العملي المُستمرّ والمتواصل لمضمون هذه الصرخة والانتصار للمشروع القرآني الذي جسدها بفضل الله وعونه وتمكينه بقيادة قائدها وناصرها السيد العلم عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -حماه الله وأعانه-.