الصراع في ظل الاحتلال للجنوب ..من يديره..؟ ||عابد حمزة
على مدى عامين من العدوان والجنوب المحتل يشهد مزيداً من تدفق القوات الغازية ومزيداً من الفقر والبطالة ونقص الخدمات وعلى عكس ما وعد به الاحتلال من السعي لجعل الجنوب بلداً مستقلاً ينعم بالأمن والاستقرار ورغد العيش وجد الجنوبي نفسه وحيداً تحتل مطاراته وموانئه ومنافذه البرية والبحرية وأجواؤه وحقوله ومدنه ومياهه الإقليمية القوات الأمريكية والسعودية والإسرائيلية والإماراتية والسودانية ليس له قرار ولا سيادة ولا أمن ولا خدمات ولا أي شيء وإن طالب بذلك اتهم بالخيانة ولا توبة له إلا الذهاب إلى جبهة المخا أو البقع أو ميدي أو عسير وجيزان ونجران ليكفر عن ذنبه ويثبت أنه مع شرعية الاحتلال وليس ضدها.
قبل أيام شهدت عدن مظاهرات حاشدة على خلفية تعيين الوضيع هادي قيادات لمحافظة عدن موالية للإخوان بديلاً عن قيادات من الحراك موالية للإمارات وسمعنا أصواتاً تدعوا إلى الاستقلال ورفض ما يسمى بالشرعية ومطالبة دول تحالف العدوان بالاعتراف بالجنوب ككيان مستقل له خصوصيته وحقه في تقرير المصير وهذا شيء جيد ولكن هل كان الجنوبيون سيجرؤون على الخروج إلى الساحات في مظاهرات حاشدة كالتي خرجوا فيها ليطالبوا بما طالبوا به وهم في وضع تحتل بلدهم أكثر من 17 دولة..؟ بالنسبة لنا لا نعتقد أنهم كانوا سيستطيعون فعل ذلك لو لم يكن للقضية ارتباط بالصراع السعودي الإماراتي الذي تغذيه وتوجهه أمريكا بما يخدم مصالحها ومخططاتها وفي مقدمتها الاستمرار بفاعلية في عدوانها الظالم على اليمن
إن كل الدلائل والمؤشرات تؤكد أن أمريكا نجحت في جعل الجنوب المحتل اليوم بؤرة للصراع بين أطراف تمثله السعودية والإخوان من جهة والإمارات والحراك الجنوبي من جهة أخرى صراع محتدم على السلطة والنفوذ هي من تديره وتوجهه وتمسك بخيوطه ولن تنحاز إلى طرف من أطراف الصراع دون الطرف الآخر بل ستوظف الجميع بالشكل الذي يخدم مشروعها الاستعماري الرامي إلى احتلال شمال اليمن مع جنوبه وعليه فإن الساحة الجنوبية ستشهد في قادم الأيام حالة شديدة من الصراع والتنافس والاستقطاب وشراء الذمم والولاءات والناجح في كسب ود الأمريكي ورضاه هو من يستطيع أن يستقطب الشباب الجنوبي ويدفع بأكبر عدد منهم لا إلى الساحات ليطالبوا باستعادة السيادة وحق تقرير المصير وإنما إلى الجبهات لخوض الحرب الأمريكية بالنيابة هذا ما تريده وتخطط له أمريكا أما المطالبة بالاستقلال وما إلى ذلك من الشعارات الرنانة التي تراود أحلام بسطاء الناس في الجنوب فلا يزال الطريق إليه محفوفاً بالأشواك والمخاطر ويحتاج إلى ثمن باهض من الدماء خصوصاً إذا ما رأينا أن من يتصدر المطالبة بالاستقلال وأن يكون الجنوب للجنوبيين هو نفسه من باع بالأمس الجنوب من الأمريكيين والخليجيين بثمن بخس بيعاً صرماً نافذاً لا قالة فيه ولا خيار.