الصراري جريمة إبادة جماعية
الحقيقة / كتب / علي محمد المتميز
هذا ما حصل في قری الصراري بتعز والقانون الدولي الانساني والمتحدثون بإسمه معنيون بتوصيف هذه المحرقة وإبراز تفاصيلها الكاملة , الجريمة ليست وليدة اللحظة انما حصيلة التواطؤ وسبق الاصرار علی ارتكابها فالقری محاصرة منذ ما يقارب العام , وفي الفترة الاخيرة عمد مرتزقة العدوان علی استهداف وقصف المدنيين في بيوتهم واستمرت محاولات اقتحامها حيث سقط العديد من الضحايا بين صفوف المدنيين من ابناء القری المحاصرة , ففي ظل صمت محلي ودولي مهد لارتكاب الجريمة لم يكلف المعنيون من ادعياء حقوق الانسان انفسهم حتی الحديث عن ما يدور في تلك القری , وبالرغم من مخاطبة الوفد الوطني في الكويت للمبعوث الاممي عن ما يجري الا ان الامر علی ما يبدو ليس من اختصاص الامم المتحدة ولا مبعوثها المبجل مع انه في وقت سابق واثناء جولة مفاوضات سابقة اخذ علی عاتقه المطالبة بفك الحصار عن تعز التي لم تكن محاصرة بل كانت حتی الاليات العسكرية يتم ادخالها للمدينة علی مرأی ومسمع الجميع فالكيل بمكيالين وازدواج المعايير ابرز ما يمكن استنتاجه من مهمة ولد الشيخ وحينها ولأن الامر مطلب للتحالف طرح الموضوع بقوة ولم يعد هناك مجال للتأخر , أما ان تباد قری بكاملها ويرتكب بحق اهلها ابشع الجرائم ولأن الامر يراد له الحدوث من قوی التحالف فهذا لا يعنيه وامر لا يستحق حتی الحديث عنه , انه السقوط الانساني المدوي الذي يتعاظم يوما بعد آخر ليكشف حقيقة كذبة العصر ( حقوق الانسان ) وباعتقادي ليس الامر مستغربا فتراجع المنظمة الدولية عن ادراج السعودية وقوی التحالف علی اللائحة السوداء يعد واحدة من اخطر المواقف التي هزت مكانة وسمعة الامم المتحدة وغير هذا الكثير , لكن يجدر الحديث ايضا عن باقي المنظمات الدولية والمعنية بالمواثيق والمعاهدات الدولية فمثلا اللجنة الدولية للصليب الاحمر معنية بالقانون الدولي الانساني واتفاقيات جنيف والقانون الدولي لحقوق الانسان وغيرها , ايضا باقي المنظمات الدولية وهي كثيرة , ما حدث في الصراري يفوق تلك التوصيفات في هذه المعاهدات والمواثيق حيث ارتكب بحق ابناء الصراري جريمة ابادة جماعية وكذلك تطهير عرقي . لم نسمع احدا تكلم او ادان هذه الجريمة والسؤال هنا موجه لهذه المنظمات والهيئات الدولية ؟؟ اما بخصوص ما جری علی الصعيد الداخلي فلا شك ان هناك سبق اصرار لدی مرتزقة العدوان وقياداتهم علی ارتكاب الجريمة وفي هذا التوقيت بالتحديد غير ان ما ينبغي ذكره ان هولاء المرتزقة انفسهم اطلقوا نداء استغاثة لمعالجة جرحاهم بعد خذلان قوی التحالف لهم ؟؟ وكان الرد بتشكيل لجنة لمعالجة الجرحی في خطوة انسانية واخلاقية قل نظيرها . فهل بقي لدی هولاء السفهاء المرتزقة وخصوصا من اطلق ذلك النداء ماء وجه وهم يرتكبون مثل هذه المذابح ويشرفون عليها , لكن المقام ليس مقام مقارنة فشتان بين الفريقين , وفي خضم ما يجري وبين سيل التناقضات التي يطلقها المرتزقة كان اخر من تحدثوا عنه انه لا وجود لاسری لديهم وأن من تم نشر بعض اسمائهم هم من القتلی , وهذا يكشف حقيقة المذبحة المرتكبة وان ما جری هو ابادة جماعية وتطهير عرقي شمل كل ابناء تلك القری , مع العلم ان هناك اسری انما يريدون تصفيتهم , الحريمة مهولة ومروعة وسيكتب التاريخ هذا التواطؤ لكل منافقي حقوق الانسان . ويحتم ايضا علی الجيش واللجان الشعبية اخذ التدابير اللازمة لمنع حدوث مثل الكارثة فلا الامم المتحدة مكترثة بما جری ولا مخاطبتها يفعل شيئا وكما قال الشاعر لقد اسمعت اذ ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي وهي تعيش موتا سريرا وغيبوبة متواصلة منذ بداية العدوان كما هو حال غيرها من المنظمات الا من رحم الله , لا تعويل علی احد سوی الله وليخرس كل مناد بحقوق الانسان ان لم ينطق في ماجری وللأمم المتحدة واخواتها ان يدفنوا هذه المعاهدات والمواثيق التي تسلط عادة علی الضعفاء , فالناس في غنی عنها ان لم تحق لهم حقا وترفع عنهم ظلما , وهي كذلك للأسف الشديد.