الصحفي علي احمد جاحز يكتب عن المنطقة ” أ ” .. ودلَّال التفكيك
الصحفي علي احمد جاحز يكتب عن المنطقة ” أ ” .. ودلَّال التفكيك
منذ مشاورات الكويت لا تنفك جزئية الانسحاب من المنطقة ” أ ” تطرح كمطلب اساسي من قبل طرف العدوان وممثليه على الطاولة وايضا من قبل المبعوث الدولي وبعض سفراء المجتمع الدولي ، وهي مسألة تستحق ان نقف عليها مليا لنقرأ ابعادها و خلفياتها في ضوء ما يجري على الميدان من تحركات عسكرية مريبة وصلت الى حد ان تدخل الولايات المتحدة الامريكية بنفسها في مقدمة تلك التحركات .
***
وبعيدا عن القرآءة السطحية لما يجري قبالة السواحل اليمنية منذ تدمير السفينة الاماراتية مرورا بافتعال امريكا قصة استهداف بوارجها وخلقها بلبلة وضجيج حول تأمين باب المندب والملاحة الدولية وو الخ ، فان ثمة مخططات كبرى و خطيرة يجري السعي لتنفيذها في اليمن من قبل العدوان ومن بداية العدوان ولاتزال الى اليوم في مقدمة اهداف العدوان على اليمن .
***
من الخطأ فصل ما يجري اليوم عن خلفياته التاريخية ، فمشكلة امريكا واياديها في المنطقة وفي مقدمتها السعودية هو رفضنا لمشروع الاقلمة و نجاح ثورة 21 سبتمبر من الحيلولة دون تمريره بعد مؤتمر الحوار الوطني ، ولنتذكر ان خطوات العدوان على اليمن بدأت منذ احتجاز مدير مكتب هادي السابق احمد بن مبارك لمنع تمريره مشروع الدستور الذي يتضمن الاقلمة ، وكيف تسارعت خطوات العدوان بعد ذلك بدءا باستقالة هادي و حكومته و فراره الى عدن واعلان الحرب من هناك وصولا الى فراره خارج اليمن و شن العدوان تحت شعار الدفاع عن الشرعية ، بينما في الواقع العدوان وادواته وفصوله يهدف الى تقسيم اليمن .
***
لابد ان نعترف ونعي جيدا ان العدوان نجح منذ الاسبوع الاول في عزل حضرموت عن الدولة اليمنية بتسليمه للقاعدة ، ثم عمل حثيثا على اخراج عدن وابين ولحج والضالع من تحت سيطرة السلطات في صنعاء ، ثم عمل حثيثا ولايزال يعمل على اخراج شبوة ومأرب والجوف من تحت سيطرة صنعاء ، لتصبح تلك الاجزاء التي تعيش حالة اللادولة جاهزة للاقلمة .
***
ومن المهم ان نفهم ان التحركات على الساحل الغربي من قبل تحالف العدوان بقيادة امريكا يهدف الى اخراج منطقة الساحل التي يرى انها ستضمن اخراج ما يسميه ” اقليم تهامة ” شمال الساحل و ” اقليم الجند ” جنوبا حيث تعز ستصبح هدفا سهلا باعتقادهم ، وهو ما من شأنه ان يخرج تلك المناطق من تحت سيطرة صنعاء لتصبح مهيأة للاقلمة ، وجاءت خطوة نقل البنك المركزي لتكرس موضوع التفكيك عبر خلق واقع يجعل الجميع يفرض حدودا حول نفسه وهو ما يجري الان .
***
ولعل طرح وتكريس مسألة الانسحاب من ما يسمى المنطقة ” أ ” التي تشمل الحديدة و تعز و صنعاء ، يصب في ذات الاتجاه ، فالعدو يريد ان يضمن خروج ساحل تهامة و تعز واب ليصبحا جاهزين للاقلمة ، و الانسحاب من صنعاء الهدف منه السيطرة على عاصمة الدولة ليسهل ادارة المشروع كله منها.
***
وفي حال نجح المشروع بالمفاوضات او لم ينجح فان قوات تحالف العدوان تستعد لاحتلال تلك المناطق ، فان سلمها الجيش واللجان بالمفاوضات فالبديل لن يكون الا الاحتلال ، وان لم يسلمها فان امريكا تزعم انها قادرة على احتلال الساحل و تعمل على ذلك .
***
وفي كل الاحوال يجب الحذر من ” دلال التفكيك ” ولد الشيخ ومن تحركاته المشبوهة ، فهو يحمل خطة تبدو في ظاهرها متناغمة مع رؤية الوفد الوطني في الكويت من حيث الشأن السياسي ، لكن الجزء الامني يبدو واضحا من خلال تكرار طرح مسألة الانسحاب من الحديدة وتعز وصنعاء انه مخطط خطير يستهدف الاجهاز على كل ما ضحى الشعب اليمني لاجل حمايته وهو يمن موحد ارضا وانسانا و ثقافة وهوية.
***
نحن حين نتطرق لهكذا جزئية انما نطرحها على سبيل رفع مستوى الوعي بما يجري و حرصا على اهمية ان تقرأ الامور بعمق و من نافذة واسعة لنفهم ما يجري حولنا وما يخطط له العدو ، و بالمقابل علينا ان نكثف التحرك الجاد والواعي لمواجهة تلك الاخطار الواضحة ، ولتكن ثقتنا عالية بالله في اننا اصحاب قضية عادلة ولن يخذلنا اذا لم نخذل انفسنا ووطننا .
——
يوميات – صحيفة الثورة – عدد اليوم الاربعاء الموافق 26 اكتوبر 2016م