الصحفي أسامة ساري يكتب : قراءة في خطاب قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي : “كان اليوم مختلفاً “
أسامة ساري يكتب قراءة في خطاب قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول آخر التطورات في فلسطين والمستجدات الإقليمية 2 مايو 2024م
كان اليوم مختلفاً..
الحقيقة / كتب/ اسامه حسن ساري
بلى..
كان خطابا استثنائيا.. تاريخياً.. عالمياً.. يخاطب الجميع بلا استثناء من مشرق الأرض الى مغربها..
يزعزع القرون الغابرة في مقابرها..
ويفزع منامات جن سليمان..،
ويجهز لزلزال يغير جغرافيا النفوذ والهيمنة..
ويعبر فضاءات المنطقة برباطة جأش وشموخ ليرمم ويجدد أعمدة ارتكازها..
إنه يوقظ الأرض برمتها لتتحضر للمشهد القادم من الصراع مع العدو الإسرائيلي..
إنه يفتح أوسع أبواب الجهاد أمام الشعب اليمني..
ويبشره بمواقف وأدوار أشد عظمة في المستقبل القريب..
أقرأ أيضا للكاتب
- الاطلالة التي تقلب الموازين، وتمخض الواقع مخضا
- ماذا يعني ان تدافع أمريكا وبريطانيا عن نفسيهما في البحر الأحمر ؟
هل هناك أدوار يمنية تزلزل أمريكا وإسرائيل أشد من استهداف 107 سفينة تجارية وحربية؟!!!.. وإغلاق ممرات الملاحة امامهم ، وإصابتهم لكل هذا الاعياء والخزي؟؟!!!..
إنه يبشر باقتراب تحقق الوعد الإلهي..
إنه كالعادة سباق الى إعلان التصعيد ، متجاهلا كل تحركات الأعداء من حوله..
المسألة متعلقة بالقضية المركزية لهذه المسيرة القرآنية.. فلسطين.. المسجد الأقصى.. من أجل هذا كان البناء القرآني..
لا قيمة للهوامش إذن..
فليحشدوا وليضجوا..
فالنور الذي يقودنا في هذا الفضاء الواسع ببصيرة عجيبة يقدم لنا بلاغا صامتا مفاده أن الصراع انتقل الى مستويات عالية جدا..
وأن الحرب القادمة ستحصد ثمار معركة تبوك التي حرص خلالها رسول الله محمد صلوات الله عليه وآله وسلم، على تربية الامة الإسلامية وتهيئتها لأدوار عظيمة تصنع من أقلهم رباطة جأش جبلا لا يتزحزح أمام أي نازلة..
خطاب السيد القائد الليلة كان مختلفا جداً..
في غاياته..
والارضية الجديدة التي يدفعنا للتحرك عليها..
خطاب اليوم، كان مساراً جديداً وواسعاً الى القدس..
كان محيطاً سيبحر فيه الشعب اليمني ، وربما المنطقة بأسرها.. لكن شتّان بين الإبحارين.. الأول يبحر ليؤثث المرافئ تمهيداً لوصول الآخرين المتأخرين..
إنه لن يتخلى عنهم.. فالشعوب تجدد وعيها،
وتحتاج فقط إلى قائدٍ تمضي خلفه بشجاعة..
قائد لا يضع قيمةً لبهرجات القوى العالمية وتهريجها الإعلامي..
الصهيونية تخطط قرونا طويلة لمعركة الهر مجدون.
لكن قائدنا الشجاع هذا اليوم قلب الطاولة فوق رأس التاريخ.
بل قلب التاريخ المزيف رأسا على عقب..
و جَمّدَ السياسات ، وأصاب أساطير الحروب والملاحم بشلل كامل..
لقد أنذر الأنظمة المحيطة بفلسطين إنذارا غير مباشر،
أنبأها عن القادم القريب..
وأن عليها الاستعداد بمواقف مشرفة ، أو الغرق في طوفان لن يرحم الغواة البغاة..
وطوى مرحلة من الصراع ، أو جولة..، ليفتح مساراً لعدة جولات قادمة في مرحلة واحدة قادمة..
إنه يختصر الزمن..
ويستحث احداث السنين لتندمج في بضعة أشهر..
والعدو يعرف جيداً أن هذا القائد اليماني الحكيم سيفعلها..
لأنه وبكل بساطة واثق بربه،
ولا يبالي أوقعت السماء عليه أم صعد إليها..
لقد بعثر الأعداء مجددا..
ربما الكثيرون لن يستوعبوا هذا الأمر..
قد يظنون مرحلة التصعيد الرابعة سلسلة عمليات قد تستهدف القواعد الأمريكية في المنطقة فقط “إنه توقّع شخصي”.
لكن لا أعتقد ذلك فقط..
الموضوع أبعد من هذا بكثير..
إن السيد القائد حين يطلق تحذيرات من هذا النوع ، فينبغي أن نقرأ المرحلة من جهاتها الست..
فالوضع الإقليمي برمته يغلي بعنف،
والقارات تتصدع،
والحضارات الإنسانية تنهار،
والاقنعة تذوب فلا يمكن لحامليها معاودة ارتداءها..
أوروبا تتقزّم..
أفريقيا تتعملق..
شبه الجزيرة تنكمش أنظمتها في خجلٍ مترقّب..
أتتذكرون إرهاصات ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر؟!..
كان القائد يرسمها..
لكن اليد الإلهية تدخّلت بمضامين جديدة فاجأت الأرض وسكّانها..
ربما البعض استوعبها جيدا..
باعتقادي المرحلة الآن من المحتمل أن تتجه الى قصّ ريش العدو الإسرائيلي وتحطيم أجنحته..
وأن تتجه إلى إسقاط ما تبقى من هيبة أمريكا في نفوس الشعوب المحيطة بالقدس..
تتجه الى تفكيك التحالفات المعادية وذر رمادها في الهواء..
وأن تتجه الى منح الأنظمة الخانعة فرصة أخرى لمغادرة عباءة الذل والخوف..
*********
لماذا الليلة هو مختلفٌ جداً..
وعظيمٌ جداً..
وملحميٌّ جداً..
وغامضٌ جداً مع شدة وضوحه؟!!!..
أتابع وأواكب السيد القائد/ عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله ، منذ عام 2004م وحتى اليوم ، منذ أول بيانٍ اعلامي له ،
منذ أول مقابلة صحفية له ،
منذ أول خطاب وكلمة ألقاها أمام الحشود الغفيرة التي كانت قاعدتها تتسع عاماً تلو عام..
كل حرف يخرج من فمه نورٌ وهداية ،
وبشرى صادقة تفجّر في أوساط المجتمع اليمني طاقات إيجابية هائلة ، تنتزع الغافل من غفلته ،
وتدفع المتردد إلى الصفوف الأمامية ،
وتحشر العدو في ثقوبٍ ضيّقة يعييه الانسلال عبرها.
ينتشر وعيًّا وفكراً ويطوي المسافات البعيدة الى فوق طاولته..،
ويجمع الشتات ،
وينتزع من أفئدة سامعيه شهقات الذهول والاعجاب ،
ويُغرق الحائرين في أمواج الدهشة التي تجرفهم نحو شواطئ الأمان ،
ويبذر في نفوس المبطئين لذّة الولاء ،
ويبعثر أوراق مناوئيه كعاصفة تمزق عباءات طموحهم وتفضح خبايا مشاريعهم الهدّامة ، وتشظّي حججهم…
فهو إن أطلّ من شاشةٍ، أرهف الأعداء أسماعهم لتلمّس الأرضية التي ينبغي أن يقفوا عليها تالياً..، فتهتز تحت أقدامهم قبل أن يثبوا إليها..
وإن ألمح بالقول أدركوا صدقه ، وأجفلوا كخيولٍ هزلت أجسادها فلم تقوَ على حمل فرسانها.
وإن لوّح لهم بالتحذير تعثّرت قطعهم على رقعة الشطرنج التي ظنّوا أنهم يتقنون لعبتها ،
وإذا بهم أمام قائدٍ شابٍّ لا يرغب في اللعب ،
بل يستلّ حسام الجدّية المطلقة ،
حيث لا مزاح ،
ولا هوادة في تسديد الرمي صوب من رغب في إشهار السلاح..،
يحلّق فوق رقاعهم بأجنحة الرحمة..،
فيرشد ، وينصح ، ويدعو ، ولا يذم ولا يقدح..،
ويحذر ، ويبيّن ، ويعفو ، ويؤجل ،
ويصبر ويتجاوز ،
حتى لتظنّه غير مُقْدِمٍ على خوض نزال ،
فإن ارعووا كان للصفح والتسامح سبّاقّاً..
وإن غووا كان – بحكمته وروّيته ، و بِدَاره وجرأته وشجاعته – إلى حسم الموقف أوثق خطىً وأطلق يداً في أعناق الردى..،
فتكون حربه رحمةً، ونصره هدايةً..
20 عشرون عاماً ، أتأمّله ،
وأقرأه ،
فيزداد عمقاً واتساعاً..،
لا أمواج الفكر تدرك أبعاده ،
ولا تحليلات الأقلام تعي غاياته بسهولة..
ليس لصعوبتها..
فهي ترجمةٌ دقيقة لمنهجية ٍ قرآنية وضعها الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه في محاضراته.
*****
إنه واضحٌ جداً كآيات ٍ تتلى في آفاق ٍ صافية ،
وتهمي بسخاء على قممٍ ظامئة..،
وغامضٌ جداً كملائكةٍ تطوي المدى بين أجنحتها ،
لتعيد نشره ظلالاً فوق رؤوس العابرين فيافي التيه والرجاء..،
فيخبو أمام اتقاد بصيرته ، وَهَجُ الساعين خلفه..،
فلا يدركه إلا من تشرّبه الزكاء..
ولا يبلغ مرافئ ترقّبه إلا من تشبعت روحه بنور الإيمان.
*******
20 عشرون عاماً ، أتأمّله..
كان عظيماً ، في كل كلمة وخطاب..،
يبني ويؤهل..،
ويفتح آفاق المراحل تباعاً حتى امتلأت أمريكا ويهود رعباً من حضوره..،
وتضاعفت في كل يوم أحلامهم بالنيل منه والتخلّص من مهابته العظيمة التي جثمت على طموحهم وأمانيهم.
ولم يبقوا وسيلة إلا استخدموها ..
ولا سبيلاً إلى ذلك إلا سلكوه..
فأتخمهم اليأس حتى انتفخت انفسهم رعباً.
*******
20 عشرون عاماً أتأمله..
لكن الليلة ،
كان السيد القائد/ عبدالملك بدرالدين يحفظه الله ، مختلفاً..، عن كل مضامينه النيّرة طيلة 20 عاماً.
ليس في الهيئة التي ظهر عليها..
ولا في الصرامة التي يمتاز بها..
بل في ملحمة الجهاد التي حملتها كلماته..
في أبعادها التي سنظل نحللها ونتعجّل انفراجة سماءها الغامضة، لكن عبثاً..
ذلك يستغرق دهوراً..
الأحداث فقط ستسبقنا الى فهم أغواره..
ثقوا كل الثقة أن في هذه الساعات ينهمك أكابر المحللين السياسيين والعسكريين والاجتماعيين والنفسيين وقرّاء حركات الجسد ، ومحللي الشخصيات ، يضربون أخماساً في أسداس لمحاولة استيعاب بصيص من نورٍ عن القرارات التي ينوي السيد القائد يحفظه الله المضي فيها خلال المرحلة القادمة.
********
في هذه الليلة..
لن تفكر أمريكا في انتفاضة الجامعات..
ستترك بلاطجتها يتبيغون بالضعفاء..
ولن تتذكر أذنابها في المنطقة، أو كم عميلاً يمكن أن يخدمها..
في هذه الليلة ستفكر أمريكا في نفسها فقط..
في ماذا سيحلّ بها في المنطقة!!..
وفي ماذا يريد السيد القائد يحفظه الله..
وما هي وجهته القادمة..
غموضه يخيفهم جداً..
يعلمون أن كل فقرة في خطابه كانت مدروسةً بعناية ، قرآنياً.. قبل أن تكون مدروسةً عسكرياً وسياسياً.
السيد القائد يتجاوز الفكر والتأملات..
*********
إذن:
فلْنَدَعِ الأحداث القادمة تنبئنا بما تخفيه عنّا..
ولنتجهّز بأمتعتنا الروحية ، فالسفينة تستعد للإبحار..
موعدنا غداً السبعين..
ليس فقط للتضامن مع غزة..
سنرفع شعار “لستم وحدكم.. نحن معكم حتى النصر”..
ونحن صُدُقٍ في ذلك..
لكن أيضاً..
لأنّ الارتقاء الحقيقي للراغبين في الإبحار القادم لن يتأتى لأحد إلا من هذه الساحات.
هذا ما أكده الشهيد القائد رضوان الله عليه في واحدة من محاضراته.. مكارم الأخلاق..
الارتقاء يبدأ من المشاركة في الفعاليات.
فما بالك أن تكون النفوس راقية.. وتزداد رقيًّا..
إننا غداً على موعدٍ هامٍ مع بروق الوعد الإلهي..
مع العظمة الجهادية في أبهى تجلياتها..
فمن يتخلف عن باب مشرعٍ إلى أعلى عليين إلا من كره نفسه.. ومَقَتَها.
كان اليوم مختلفاً..
كتب/ اسامه حسن ساري
بلى..
كان خطابا استثنائيا.. تاريخياً.. عالمياً.. يخاطب الجميع بلا استثناء من مشرق الأرض الى مغربها..
يزعزع القرون الغابرة في مقابرها..
ويفزع منامات جن سليمان..،ويجهز لزلزال يغير جغرافيا النفوذ والهيمنة..
ويعبر فضاءات المنطقة برباطة جأش… pic.twitter.com/74KCWeFo87
— اسامه حسن ساري (@osamasari77) May 2, 2024