الصاروخ “الباليستي” اليمني والمعادلة الجديدة..بقلم د. سهام محمد
في ذكرى الألف يوم من العدوان على الشعب اليمني سقط صاروخ “باليستي” جديد على قصر اليمامة بالرياض في الوقت الذي كانت تجتمع فيه قيادات سعودية عليا حاملا العديد من الرسائل السياسية و الاستراتيجية.
وتوّجت العملية بعد ساعات بخطاب للسيد عبد الملك الحوثى الذي طرح بكل وضوح معادلة جديدة قوامها عواصم دول المنطقة، أي صنعاء مقابل أبو ظبي والرياض مؤكدا على جهوزيّة و صلابة المقاومة للعدوان .
بداية أثبت إطلاق هذا الصاروخ مرة جديدة فشل العدوان على اليمن وثبات وصمود اليمنيين وإصرارهم على مواجهة العدوان.
كما ينبغي الإشارة إلى التوقيت الحساس والخطير لإطلاق هذا الصاروخ الذي يثبت كل يوم التعقيدات التي يمر بها الملف اليمني الذي فات كل التوقعات. فالحرب اليمنية بكل حساباتها و معادلاتها، لم تعد مجرد صراع بين شعب يدافع عن وجوده ودولة معتدية، بل إنه بات اليوم صراع دولي يبني خططه على مواجهة إقليمية بين العديد من الأطراف حيث يحاول كل طرف إثبات وجوده وفرض شروطه في أي مفاوضات قادمة.
إن توقيت إطلاق الصاروخ في المكان والزمان دليل إضافي على أن الصراع أخذ منحى جديد يكشف قدرات ومجهودات عالية في جمع المعلومات الاستخباراتيّة و العسكرية مما قد ينذر بتطور استخباراتي كبير قد تكون ساحته أكبر من اليمن في حد ذاته. وتثبت لنا التطورات كل يوم التعقيدات التي أصابت الملف اليمني والتي تنذر بصراع أكبر يتخطى كل التصورات، فقد تكون الساحة اليمنية التي باتت اليوم مهيأة لذلك إحدى محطاته إن لم تكن كذلك فعلا.
ما يقلق السعودية وحلفائها اليوم أبعد من الصاروخ الباليستي، إنه جهوزيّة وقدرات اليمنيين اليوم على تغيير المعادلة على الارض، وعلى الصمود والمواجهة. لهذا فهي تحاول بشتى الطرق إقحام إيران في الصراع بتوجيه الاتهامات لها وتحريض المجتمع الدولي لاتخاذ قرارات تدين إيران علنا في الملف اليمني.
كما أنّ أشدّ ما يخيف السعودية اليوم هو فقدان الملف اليمني، فالسلطات السعودية تدرك تماما أنها إن فقدت الورقة اليمنية لن يبقى لها ملف تفاوض عليه في المنطقة بعد خسارة الملفين السوري والعراقي.
بعد ألف يوم من العدوان الظالم علي الشعب اليمني بات الخيار الصاروخي خيارا إستراتيجيا قادرا على إحداث تغييرات في مجريات الأمور داخليا على أرض اليمن وخارجيا أي إقليميا دوليا.
إنه بات على اليمنيين اليوم العمل على توحيد صفوفهم وتحصين مواقفهم فهم أصبحوا اليوم وعلى الرغم من أنهم دخلوا صراع ربما لم يختاروا أن يكونوا جزءا منه لكنهم إستطاعوا أن يخلقوا معادلة جديدة قد تجعلهم وبدون شك جزء أساسي بمحور المقاومة في المنطقة.