الشهيد القائد … مواجهة التضليل والخداع الأمريكي يتطلب جنداً على مستوى عال من الوعي
الحقيقة/خاص
بات من المسلم به أن الخداع والتضليل الأمريكي لم يعد وهماً ولا مجرد خطط سرية بل أصبح منهجية يشتغل عليها الأمريكيون وينفقون عليها المليارات في مراكز البحوث ويقيمون لها مؤسسات إعلامية وأكاديمية ضخمة ويروج لها على نطاق عالمي واسع وقد نتج عن هذه المراكز مفاهيم يروجون لها كصراع الحضارات وطرق الهيمنة والاستحواذ على العقول وغيرها لتأتي بعد ذلك أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما تلاها من أكاذيب أمريكية تبين فيما بعد أن لا صحة له نهائياً وأنها مجرد خداع الهدف الأساس من ورائها هو الهيمنة على مقدرات الشعوب ونهب ثرواتها كما حدث في العراق ويحدث اليوم في سوريا واليمن وحتى في دول الخليج نفسها..
ولأننا اليوم بعد ست سنوات من العدوان الأمريكي الصهيوني ومن معهم من منافقي الأمة أصبحنا نسمع نغمة أمريكية جديدة ومحاولات لتنصلها من تبعات عدوانها وايهام العالم أنها أصبحت صانعة سلام في اليمن وأنها أوقفت كل أشكال الدعم للنظام السعودي..
ولحاجتنا للاستبصار بهدى الله سبحانه وتعالى حتى لا نكون ضحية للخداع والتضليل الأمريكي نعود لنستقرئ بعضاً من رؤى الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين رضوان الله عليه عن أساليب الخداع الأمريكي وما الذي نحتاجه في هذه المرحلة بالذات لمواجهة أساليب الخداع الأمريكي.
أهمية أن نتسلح بسلاح الوعي أمام المتغيرات والأحداث
تأتي المتغيرات, وتأتي الأحداث، ويأتي الضلال, والخداع والتلبيس بالشكل الذي ستكون ضحيته أنت، يكاد أن يأخذ حتى بأولئك الكاملين، بعض المتغيرات، وبعض الأحداث, وبعض وسائل التضليل، وأساليب الخداع تكاد أن تخدع الكبار, أولئك الذين يدعون دائما ((وبلغ بإيماننا أكمل الإيمان)).
ألم يذكر القرآن الكريم عن خداع بني إسرائيل، عن خداع اليهود أنهم كادوا أن يضلوا رسول الله؟ كادوا أن يضلوه لولا فضل الله عليه ورحمته، أولئك الناس الذين كانوا يجاهدون تحت رايته ألم يكونوا يتعرضون للتثبيط فيتخاذلون من جانب المنافقين، وهم من يسمعون كلام رسول الله (صلوات الله عليه وآله)؟.[ مكارم الأخلاق الدرس الأول]
نحن في زمن معاييره مقلوبة (تُقَبِّل نفس القدم التي تدوسك)
لا ينسى الشهيد القائد أن يشير إلى طبيعة المرحلة وإلى أي مستوى وصلت فيه الأمة مشيراً إلى أن المعايير أصبحت مقلوبة تداس بقدم وتقبل نفس القدم
أحداث هذا العصر غريبة جداً، ربما لم يأت مثلها في التاريخ: تُداس بِقَدَم وتُقَبِّل نفس القدم التي تدوسك، تُضرَب وتَسْتَجْدِي السلام من اليد التي تضربك!!. ما حصل مثل هذا.
كان في الزمن القديم كان يعرف هذا عدو تعرفه، وولي تعرفه، لا تستجدِي عدوك أنت تستجدي منه السلام، تحاول بأي طريقة ولو من باب مصالحة عادية بين طرف وطرف على أشياء واضحة، أما الآن فأصبحت مواقف غريبة، نحن نلعن اليهود والكثير يتولونهم، ونصرخ جميعاً نحن ومن يتولونهم منهم، ونستجدي السلام منهم، ونبحث عن الحلول من عندهم!! مبهمات كلها، ومواقف غريبة كلها.
ولهذا كان منطق القرآن الكريم فيما يتعلق بالموقف من اليهود والنصارى منطق يثير الدهشة فعلاً لأنه تتجلى مواقف غريبة مدهشة، تتولاهم وأنت تصرخ منهم!!، أي أنت لم تحصل على شيء من خلال توليك لهم، تتولاهم وتنفذ ما يطلبون منك وأنت عميل لهم، ثم في فترة من الفترات يركلونك بأقدامهم ويستبدلونك بشخص آخر. أو إذا ثارت الأمة ضدك لا تتسع بلادهم لك، هذا كما حصل لملك إيران، [شاه إيران] حصل له هذا، لم تسمح أمريكا ولا بريطانيا ولا فرنسا له بالدخول إلى بلادها.
الأمريكيون يدمرون ثم يقدمون أنفسهم صنّاع سلام
في محاضرة [لا عذر للجميع أمام الله] يشير السيد حسين إلى الخداع الأمريكي في استهداف الشعوب من خلال التحالف الدولي وبعدما يدمرون البلدان وينهبون ثرواتها يقدمون أنفسهم كصناع جميل،
أمريكا لم تتحرك لضرب أفغانستان إلا بعد أن عملت قاعدة – كما نقول – فيما بينها وبين الآخرين, تحالف دولي, تحالف عالمي لمكافحة الإرهاب تحت قيادة أمريكا، ومِن مَن أيَّدَ هذا التحالف؟ الدول العربية كلها، وليس تأييداً فقط بل وتدفع معهم. أنت إذا لم تدفع إذا لم تؤيد إذا لم تشارك أنت إذاً لا بد أنك تدعم الإرهاب. فضربوا في أفغانستان وبأموال الناس جميعاً.
ثم بعد قاموا يتمننون على الأفغانيين بأنهم يريدون أن يعمروا أفغانستان. من الذي يعمر أفغانستان؟ يجب على السعودية أن تعمرها واليابان ودول أخرى، حالة رهيبة وغريبة.
اليهود يدمرون ثم هم يقدمون أنفسهم بأنهم من عملوا الجميل مع الأفغانيين فهم من جعلوا الآخرين يبنون، إذاً تحركوا أنتم يا المسلمون تحركوا فابنوا ما دمرنا والفضل لنا، سخرية رهيبة أصبحنا لا ندركها ولا نفهمها.
ويؤكد السيد في [الدرس الثاني والعشرون من دروس رمضان] بأن الأمريكيون يحاولون أن يظهروا أنفسهم بمظهر إنساني من خلال تقديم الخدمات للناس لكنهم في المقابل يسرقون اضعاف مما يقدمون يقول: ((
الأمريكيون يحاولون أن يقدموا خدمات، ويحاولون مثلا يضللون بأنهم يريدون مصلحة الناس من أجل يحبهم الناس، ومن أجل يقبلون احتلالهم، ونهب ثرواتهم، أليست هذه قضية معروفة؟ اعتمادهم على تقديم خدمات هي مزيفة في الواقع .
مشيراً إلى أن الأمريكيون لو كانوا صادقين في نواياهم لكانوا قدموا خدمة للفلسطينيين الذين يلاقون الويلات على يد ربيبتهم إسرائيل يقول في محاضرة [لا عذر للجميع أمام الله]: ((أنتم أيها الأمريكيون تريدون أن تقدموا لنا خدمة مما يدلنا على أنكم كاذبون أنكم لو كنتم تريدون أن تقدموا خدمة لأحد لقدمتم خدمة للفلسطينيين المساكين الذين يُذبحون كل يوم على أيدي الإسرائيليين وتدمر بيوتهم وتدمر مزارعهم.
والله لو تمكن اليهود في اليمن، لو تمكن الأمريكيون في اليمن، فإن اليهود هم من سيعملون على أن يديروا السجون، وأن يتولوا التعذيب هم بأيديهم لكل إنسان حر)).
اليهود لعبوا بالعرب لعبة رهيبة
كما يؤكد السيد حسين في محاضرة [الدرس الخامس من دروس رمضان] بأن لا نطمع في أن يكون اليهود أوفياء تجاه أي دعوة للسلام وأنهم دائماً مكارون ومخادعون سرعان ما ينقلبون على أي اتفاقية ويضرب مثلاً بالفلسطينيين يقول: (( العرب الآن يدخلون معهم في مواثيق ومعاهدات ويكون عنده أنهم صادقين لم يعد يحسب أي حساب، هو ليس في موقع مجهز لنفسه متى ما نكثوا يضربهم فتراهم في الأخير يصيحون، يصيحون ويقولون: [هذا يضر بعملية السلام ، هذا أثر على عملية السلام هذا مؤثر على المعاهدات والاتفاقيات] وفي الأخير قالوا: [ خارطة الطريق وسيؤثر على خارطة الطريق، هذا يؤدي إلى إخماد خارطة الطريق إلى إبطال خارطة الطريق] وأشياء من هذه!! لعب بهم بنو إسرائيل لعبة فعلاً، لعبوا بالعرب لعبة رهيبة، يدخل معهم في معاهدات وعنده أنهم صادقين ثم في الأخير تنعكس على مواقفهم.
لاحظ قوله:{أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ}(البقرة: من الآية75) هذا الطرف الغبي، الطرف الغبي فعلاً الذي لا يعرف بني إسرائيل متى صار عنده أمل قد أصبح يسمع من بني إسرائيل، هم مكَّارون، هم مضللون يصدقهم عندما يقولون: [أنه احتمال ندخل معكم في هدنة واتفاقيات سلام ومواثيق ويهمنا أن يكون هناك سلام وتعايش سلمي] فيعود هذا على أصحابه الذين يجاهدون ويقاتلون ليقول لهم: اقعدوا، اسكتوا] ويقوم بضربهم لأن لديه طمع، هنا أليس طامعاً؟ هو طامع في بني إسرائيل أنه سيدخل هو وإياهم في ماذا؟ في اتفاقيات سلام، ويستقر، ولا يوجد حاجة لقتالهم! في الأخير يقسو على أصحابه على الذين يجاهدون، وفعلاً هذا حصل في فلسطين بشكل عجيب، [ السلطة الفلسطينية] يخادعها الإسرائيليون وظنوا فعلاً أنه سيدخل معهم في سلام، وتنتهي القضية! إذاً أولئك الذين هم مزعجون [حماس والجهاد] وتلك الحركات المجاهدة؛ ثم يرجعون عليهم بقسوة، ويعيقون أعمالهم، ويقتلون منهم، ويسجنونهم ويسلمونهم للإسرائيليين في بعض الحالات! لأنه قد أصبح لديه طمع أنهم سيصدقون!)).
الأمريكيون يتقنون أسلوب {يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ}
وفي محاضرة [دروس من ملزمة في ظلال دعاء مكارم الأخلاق الدرس 16] هي محاضرة من ضمن المحاضرات التي القاها السيد عبد الملك على ضوء شرحه لمحاضرة السيد حسين [في ضلال دعاء مكارم الأخلاق] يؤكد السيد عبد الملك أن الأمريكيون بارعون في الخداع والتضليل وتقديم الكلام المسعول يقول: ((عندما نسمع مثلاً تصريحات الأمريكيين وحتى تصريحات الإسرائيليين ومن يلف لفهم ومن يدور معهم في فلكهم، يتقنون هذا الأسلوب{يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ} يطلقون عبارات لخداع الناس تسمع السفير الأمريكي والمسؤولين الأمريكيين يتحدثون دائماً عن العلاقة الطيبة وعن حرصهم على الاهتمام باليمنيين، وعلى أمن واستقرار اليمن، وهكذا من العبارات التي يهدفون من خلالها إلى خداع الناس إرضاء بالأفواه، أما في الواقع العملي فما يعملونه شيء آخر، مختلف تماماً عما يقولونه، يقولون عبارات فيها شيء من إظهار الود أو العلاقة أو المصلحة أو ما شابه، لكنهم في الواقع العملي يتحركون بكل عداء، حالة من العداء يتحركون فيها في كل المجالات وفي كل الميادين)).
يشتغلون بطرق ووسائل متعددة
أن عدم فهم موضوع الصراع هو الذي جعل العرب عاجزين عن مواجهة اليهود وأساليبهم الشيطانية وهو ما يؤكده السيد حسين في محاضرة [الدرس الرابع عشر] يقول : (( نحن بنظرتنا العربية مثلاً العرب قد يكونون فاهمين موضوع الصراع يعني ماذا؟ قتال، قتال، أليس هكذا؟ لكن يجب أن تفهم الطرف الآخر، العدو الذي يتحرك في مواجهتك، يتحرك عندما يكون من النوعية هذه فاعرف بأنه يشتغل بوسائل أخرى متعددة، هذه هي حالة ضعف كبيرة فيه معظم الوسائل التي يشتغل بها هي عنده وسائل رئيسية أساسية وهي في نفس الوقت بالشكل الذي يمكن للناس أن يواجهوها أن يتحركوا في مواجهتها لكن عندما تأتي عند الناس يقولون: [ما معنا ولا معنا] العربي دائماً ينظر إلى موضوع السلاح فقط سلاح سواء سيف أو سلاح تفجيرات فقط. يقول لك هناك: هذا العدو نفسه خواف من المسألة هذه، يشتغل معك بطرق ثانية إذا نجحت أنت معه في الطرق الثانية هذه في مواجهته لن يصل إليك بالسلاح إذا استطاع الناس أن يفشلوا أعماله الأساسية فلن يبدي عليهم نهائياً )).
كيف نواجه الخداع الصهيوأمريكي
الصرخة في وجه المستكبرين ..هي الحكمة
كان الشهيد القائد منذ بداية انطلاقته يحاول توعية الناس على ضوء آيات القرآن الكريم بأهمية أن يكون هناك موقف عملي تجاه المؤامرات الأمريكية وأنه لن يوقفهم سوى تحرك الجماهير اليمنية لرفض كل ما تحاول أمريكا إلصاقه بالشعب اليمني، ولقد قدم مشروع عملي متمثل بالشعار والمقاطعة وكان يؤمن إيماناً عميقاً بأهمية رفع شعار الصرخة وأثره الكبير وهو ما شهد له حالة الارتباك الأمريكية تجاه تصنيف الشعب اليمني في قوائم الإرهاب ثم الإعلان عن سحب هذا التصنيف أنها كما يقول الشهيد القائد هي الحكمة يقول في محاضر [لتحذن حذو بني إسرائيل]: ((دعوا الشعب يصرخ في وجه الأمريكيين، وسترون أمريكا كيف ستتلطف لكم.. هي الحكمة. ألسنا نقول: أن الإيمان يماني، والحكمة يمانية؟ أين هي الحكمة؟ إن من يعرف اليهود والنصارى، إن من يعرف أن كل مصالحهم في بلادنا، لو وقف اليمن ليصرخ صرخة في أسبوع واحد لحولت أمريكا كل منطقها، ولعدّلت كل منطقها، ولأعفت اليمن عن أن يكون فيه إرهابيين.
هكذا عمل الإيرانيون، هل انطلق رئيسهم، هل انطلق قائدهم الأعلى ليقول: اسكتوا أمريكا تهددنا؟ والمواطنون يعلمون فعلاً أنهم مستهدفون، وقد عانوا من حصار اقتصادي طويل، لكن الإمام الخميني كان يقول لهم: إنه في مصلحتكم، إنكم حينئذ ستتجهون لبناء أنفسكم, والعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي في مختلف المجالات داخل وطنكم)).
الشعار أقفل مجال الدعاية للأمريكيين في اليمن
في [الدرس العاشــر من دروس رمضان ] يؤكد الشهيد القائد أيضاً أن الشعار أقفل مجال الدعاية للأمريكيين في اليمن: ((من فوائد العملية هذه: شعار ينطلق الناس فيه، ثم سجن على أيدي الأمريكيين بطريقة مكشوفة، أنه أقفل مجال الدعاية للأمريكيين في اليمن فعلاً، أقفل مجال الدعاية التي هي الوسيلة لأن تسوغ عند الناس قابلية الأمريكيين أن يحتلوا، هنا افتضح الأمريكيون فيما يتعلق بديمقراطية، وحرية، وحقوق إنسان من خلال هذا العمل؛ إذاً فهذا عمل هام فعلاً، ما هو يقول واحد: [أنه بين نكبر، ما هي الفائدة من التكابير هذه غير يسجنوهم؟!] أن يكونوا يسجنوهم هو عمل في نفس الوقت، ونحن نعرف عندما يكون الناس صابرين فعلاً، وصامدين، ومتجهين بإخلاص، أن الله يضع نهايات للأشياء، الله يقول: {وَاصْبِرْ حَتَّىَ يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ}(يونس109) أليس هكذا يقول: أن لله حكم ستنتهي به كل قضية، والحكم عادة يكون لصالح أوليائه في الأخير.
السلام لا يتحقق إلا إذا كان الانسان في موقف عزة وقوة ومكانة
إن السلام لن يحصل من خلال التنازلات التي اعتاد عليها العرب ولكنه يحصل من خلال العودة الصادقة إلى الله والارتباط الحقيقي بدين الإسلام الذي هو دين السلام يقول: ((نحن لو التجأنا إلى الله سبحانه وتعالى كلنا وتلك الحكومات التي تبحث، وأولئك الكبار الذين يبحثون عن السلام من أمريكا، ويبحثون عن السلام من روسيا، يـبحثون عن السلام من بلدان أوروبا، بل يـبحثون عن السلام من إسرائيل نفسها، عودوا إلى الله هو الذي سيمنحكم القوة، يمنحكم العزة فتكونوا أنتم المهيمنين على الآخرين؛ لأنكم تمسكتم بالسلام المؤمن المهيمن, وهناك من الذي يستطيع أن يضركم؟. من الذي يستطيع أن يؤذيكم؟ من الذي يمكنه أن يقهركم؟ أوليس هذا هو السلام؟.
السلام لا يتحقق لك إلا إذا كنت في موقف عزة وقوة ومكانة، أما أن تأتي تبحث عن السلام وأنت تحت، – كما يصنع الفلسطينيون، وكما يصنع العرب الآن – فإنما هو استسلام، هو استسلام، وأنت في الواقع تحت رحمة عدوك، بإمكانه أن يضربك في أي وقت، بإمكانه أن يختلق لك مشكلة ما مع أي بلد آخر فتدخل في حرب مع ذلك البلد كما رأينا.
هل يريد الناس سلاماً بما تعنيه الكلمة، وأمناً بما تعنيه الكلمة؟ فليعودوا إلى السلام المؤمن المهيمن، مَنْ كتابه مهيمن على الكتب، ومن سيجعلهم مهيمنين على بقية الأمم وحينها سيحظون بالسلام.
والإسلام هو دين السلام، لكن دين السلام بمعناه الصحيح، ما معناه إقفال ملفات الحرب مع الآخرين ليس هذا هو السلام.؟ أن نقول: انتهى الأمر نلغي الجهاد، ونلغي الحروب لنعيش مع الآخرين في سلام. هذا هو ما حصل لنا نحن المسلمين، ما عمله كبارنا، ظلوا يلهثون وراء السلام, ويناشدون الآخرين بأننا نريد السلام ويـبحثون عن السلام، بعد أن ألقوا آلة الحرب وألغوا اسم (الجهاد)، فما الذي حصل؟ هل حصل سلام أم حصل دوس بالأقدام؟. وحصل استسلام. أليس هذا هو الذي حصل؟.
إفهم إسلامك الذي سيحقق لك السلام، هو دين الله السلام، لكن بمعنى آخر، متى ما سرت على نهج هذا الدين، متى ما تمسكت بهذا الدين، متى ما اعتصمت بالله المشرِّع والهادي بهذا الدين ستكون قوياً، ستكون عزيزاً، ستكون الأعلى {فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ}(محمد:35)).[ معرفة الله ـ عظمة الله ـ الدرس السابع]
الأمريكيون يتفادون السخط بأي ثمن
((ولنعرف حقيقة واحدة من خلال هذا، أن اليهود أن الأمريكيين على الرغم مما بحوزتهم من أسلحة تكفي لتدمير هذا الأمة عدة مرات حريصون جداً جداً على أن لا يكون في أنفسنا سخط عليهم، حريصون جداً جداً على أن لا نتفوه بكلمة واحدة تنبئ عن سخط أو تزرع سخطاً ضدهم في أي قرية ولو في قرية في أطرف بقعة من هذا العالم الإسلامي، هل تعرفون أنهم حريصون على هذا؟)).
[الصرخة في وجه المستكبرين]
مع تعزيز البصيرة والوعي في نفوسنا يقف الله معنا
ويكرر السيد حسين في أغلب محاضراته عند الحديث عن مكر اليهود وقدرتهم على التضليل في أننا بحاجة للعودة الصادقة إلى الله سبحانه والاهتداء بهديه وأنها الضمانة في أن يقف الله معنا، يقول في محاضرة [الدرس التاسع من دروس رمضان]: ((الإنسان المؤمن الذي يهتدي بهدى الله يجب أن يكون واعياً، وأن يكون ذكياً، وفاهماً، لا ينخدع بشعارات، لا ينخدع بكلام زائف، لا ينخدع بكلام مزخرف، يجب أن يعرف: هل هذه الجهة مظنة أن يكون واقعها كما تقول؟ هذا من الأسس في هذه، هل ممكن أن يكون هذا؟ هل من المحتمل أن يكون هذا يكون واقعه مطابقاً لما يقوله؟ أما إذا قد مر في حياته بتجارب كبيرة، ووجدناه شريراً فيها، وفي كل مرة يخدعنا بكلام معسول، وكل مرة نقول عسى أنه سيهتدي، عسى أما الآن أنه سيصلح، معناه أنك تجعل نفسك ميدان للخداع باستمرار .
ويضيف في محاضرة [وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن]: ((الذين يقولون: ماذا سنعمل؟ أنت عندما تعي وتفهم سترى كم هناك من مجالات واسعة للعمل ضدهم، هي بالشكل الذي يراها الآخرون ليست بشيء، وأن هذه الوضعية التي نحن عليها هي وضعية إيجابية في مقام الرجوع إلى الله، وإذا ما عززنا البصيرة والوعي في نفوسنا فإنها اللحظة الإيجابية لأن يقف الله سبحانه وتعالى معنا، فلا أحد يستطيع أبداً عندما تعي أن يقدم لك نفسك بأنك في واقع لا يمكن أن يكون العمل فيه مجدياً، أو أنك على وضعية لا يكون العمل معها مجدياً أبداً، عد إلى القرآن الكريم وستراه يقفل الأبواب والنوافذ في وجه ذلك ويفتح المجالات واسعة أمامك)).
التولي لله ولرسوله ولأعلام الهدى يشكّل حصانة في مواجهة اليهود
((ولاية الله ورسوله والإمام علي بن أبي طالب هي فعلاً عندما تملأ القلب ستملأه إيماناً واعياً، ستحصن القلب من أن ينفذ إليه أي ذرة من ولاء لليهود والنصارى أو لأولياء اليهود والنصارى، ستحصن الإنسان نفسه، من يحمل هذا القلب من أن يصبح مرتداً عن دينه، ستحصنه أيضاً من أن يصبح طائعاً لأهل الكتاب، لفريق من أهل الكتاب، كما في الآية الأخرى في سورة [آل عمران]، فيرتد بعد إيمانه كافراً.
إذاً هي مهمة جداً، مهمة جداً في المقامين: في مقام الحفاظ على نفسي بعيداً عن هذه الخطورة العظيمة، وفي مقام تأهيل نفسي لضرب مصدر ذلك الخطر العظيم)).