الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي في يوم القدس: معرفة العدو أول طريق التحرير

منذ احتلال فلسطين، والعداء لـ “إسرائيل” يتراكم في وعي الشعب اليمني، وتجلى ذلك في أوج الحرب العربية-الإسرائيلية حيث لعب اليمن دوراً عظيماً في حماية واستقطاب الفدائيين الفلسطينيين إضافة لتقديم الدعم المادي والذي عملت الأنظمة فيما بعد على استغلاله وحرفه عن مساره، إلا ان بزوغ نجم السيد حسين بدر الحوثي في صعدة أعاد ضبط البوصلة وكانت بداية أخرى لجعل القدس قضية مركزية حاضرة، تتجلى أبرز صورها في المسيرات الحاشدة التي تشهدها مختلف المحافظات الشمالية والجنوبية على حد سواء، والتي تعتبر من الأضخم عالمياً في إحياء هذه المناسبة.

تعد الصرخة التي أطلقها السيد الحوثي بعد أحداث 11 أيلول/ سبتمبر عام 2001، -الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام-  بمثابة منعطف تاريخي بالنسبة لمسار القضية الفلسطينية في البلاد، حيث أعطت زخماً جديداً للشعب اليمني والذي عاد مرة أخرى وفتح مراكز التدريب والتجنيد لإعداد مقاتلين نصرة للقضية الفلسطينية، رغم المساعي المستمرة لطمسها وتشتيتها عن طريق اغراق اليمن بالأزمات السياسية المتتالية والتي كانت تُحضّر في مطابخ الولايات المتحدة وبريطانيا ومن يدور في فلك النظام الامبريالي، ثم تقدم للسعودية من أجل التطبيق والهاء اليمنيين عما يعتبرونه “جهادهم الأكبر”.

السيد حسين الحوثي: قائد في معركة الوعي

“إذا انتصرنا على أمريكا، وأمَتْنَا هيمنتها وجبروتها في قلوبنا وعقولنا فإن ذلك مدخلنا إلى الانتصار في حربنا المسلحة معها”، كان تركيز السيد الحوثي على معركة الوعي، تركيز محوري، يرى فيه القاعدة الأساس لتحقيق الصحوة والنهوض بوجه المشروع الاستعماري العالمي الذي بدأته واشنطن وتكمله “إسرائيل”، حيث كان إدراك طبيعة العدو ثم أساليبه وأدواته من أهم النقاط التي استحوذت على جزء كبير من خطاباته.

في 14 كانون الأول/ ديسمبر عام 2001، ما يوافق 28 من شهر رمضان، وخلال كلمة له خلال إحياء يوم القدس العالمي شدد السيد الحوثي على “المخاطر التي تهدد القدس وفلسطين”، منبّهاً من “مشروع الولايات المتحدة و”إسرائيل” في تحجيم التفاعل مع القضية من قبل الأمتين العربية والإسلامية”، وهو ما خلص إليه بعد قراءة دقيقة لمعطيات تلك المرحلة.

الشعوب هي من تأتي بالنصر

مع انتقال معظم الرؤساء العرب إلى محور التطبيع وبالتالي نقل البندقية من كتف إلى كتف، يبرز موقف السيد حسين الحوثي حول هذا المشهد، حيث رأى بأن “الشعوب والأمم الإسلامية هي فقط من يعول عليها في إحياء هذه القضية باعتبار ذلك واجباً دينياً ومقدَّساً، وليس التعويل على الحكام والزعماء، لتعرف الشعوب نفسها أنها تستطيع من خلال إحياء هذه القضية في مشاعرها، من خلال البحث عن الرؤى الصحيحة التي تحل هذه المشكلة، وترفع عن كاهلها هذه الطامة التي تعاني منها؛ لأن الشعوبَ هي نفسها المتضررة، أما الحكومات، أما الزعماء فهم غير متضررين، هم غير مكترثين، لا يهمهم ما يرَونه بأُمّ أعينهم من المعاناة في مختلف بقاع الدنيا لجميع المسلمين”.

كانت الحروب التي شنّت على السيد حسين الحوثي والإصرار على قتله عام 2004 ثم أسر جثمانه بعد شهادته حتى عام 2013 هو المصداق على أهمية الدور الذي كان يلعبه في تحشيد اليمنيين تحت لواء فلسطين، وحجم التهديد الذي يشكله بروز قوة مؤيدة للقضية على حدود دول خليجية مطبعة. ولعل الضربة الأكبر التي تتلقاها الرياض ومن يقف خلفها هو ان صوت الصرخة لا زال يصدح في كل ميادين اليمن، حيث بات شريكاً أساسياً في رسم وجه المنطقة وجزءاً لا يتجزأ من معادلة تحرير القدس.


الكاتب: مريم السبلاني

المصدر:الخنادق

قد يعجبك ايضا